22 ديسمبر، 2024 3:15 م

المسير الى الحسين عليه السلام، اما سمواً الى العلى وإما العكس

المسير الى الحسين عليه السلام، اما سمواً الى العلى وإما العكس

الحسين عليه السلام مدرسة القيم السامية، والخصال الرفيعة، والمآثر النبيلة، والفضائل العالية، والمزايا الجليلة، والشمائل الاصيلة، والشيم النجيبة، والحالات الفريدة ……..

السير الى الحسين عليه السلام ومودته وحبه وعشقه والهيام والتعلق والشغف به واللوعة الى لقائه ولواعج النفس لتحقيق مرضاة رب العزة ومرضاة الحسين في تلك المسيرة القدسية تسمو بالإنسان للتشبه بمعشوقه الحسين وجده رسول الله وأمه الزهراء البتول وابيه امير المؤمنين عليهم جميعاً افضل الصلاة والسلام ….

 

التشبه بهم هو المطلوب من هذه المسيرة المباركة ……. احياء العشرة الاولى من محرم واقامة مجالس العزاء والمسيرة الاربعينية الشريفة لزيارة الحسين عليه السلام عبارة عن دورة الهية ليسموا المؤمنون ويقتبسوا الخصال العالية من الرسول واهل بيته عليهم أفضل الصلاة السلام ….

 

وتتجلى هذا القيم والمناقب والشمائل باجل صورها في تعامل المؤمنين مع زوار الحسين عليه السلام وفي التعامل فيما بينهم فتستحيل تلك الربوع الحسينية الى جنة الله في الارض في تواد المؤمنين وتراحمهم وتعاطفهم …….

 

لقد تحدثت مع الكثير من الزوار غير العراقيين فكانوا مبهورين من تعامل الاهالي من كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وباقي المدن العراقية معهم وقالوا لم نشهد في حياتنا مثل هذا التعامل في اي بلد من بلدان العالم مع اناس اغراب لا يشتركوا معهم إلا بحب رسول الله والحسين واهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام …….

 

هذا ما كان يبتغيه الحسين عليه السلام في نهضته المباركة لتثبيت دعائم النبوة والدعوة الى ما جاء به جده رسول الله (ص) في اتمام مكارم الاخلاق وهو الهدف الاساسي لرسالة الرسول الاعظم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام …….

 

اما نحن فما هو المطلوب منا بعد مرورنا بهذه الدورة المباركة لفتره تناهز الشهرين؟؟؟؟؟ المطلوب ان نسموا ونكون اقرب الى الحسين (ع) والى جده رسول الله (ص) في سلوكنا وتعاملنا اليومي فنكون مصداق قول رسول الله (ص) {لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها} …

 

اما إذا تراجعنا بعد هذه الدورة ورجعنا الى خلاف منهج رسول الله (ص) في ظلم المستضعفين واستحلال الرشوة وتحقيق الفوائد الشخصية على حساب المصالح العامة من خلال اخذ العمولات وسرقات الموارد العامة والتحايل على الدولة فهناك خشية كبيرة ان نكون مصداق قول رسول الله (ص) {من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان يومه شرا من أمسه فهو ملعون}……..

 

بل الامر اشد من ذلك، فالحسين عليه السلام لم يثر لكي يسير اليه الناس، ولكنه ثار لكي يسير على نهجه الناس، ولا يعني البكاء اننا نحب الحسين عليه السلام بل نحبه ان سرنا على نهجه ورفضنا ارتكاب المعاصي واكل اموال السحت بمختلف الوسائل التي ستستحيل الى نار في الدنيا تأكل حسناتنا والى شراب يقطع أمعاءنا وافئدتنا في الآخرة كما وصفه الامام السجاد (ع)، وكما قال الصادق عليه السلام :

 

تعصي الاله وانت تظهر حبه::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: هذا لعمرك في الفعال بديع

 

لو كان حبك صادقاً لأطعته::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: إن المحب لمن يحب مطيع

 

فليحذر زوار الحسين (ع) والسائرون اليه إن لم يسيروا على نهجه ان حبهم للحسين عليه السلام، بل حبهم لله، حب كاذب وغير صادق، على لسان الامام الصادق عليه السلام، وليعلم هؤلاء انهم من الملعونين على لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آلة وسلم……….