23 ديسمبر، 2024 6:44 ص

المسير الحقيقي إلى الحسين تحقيقُ الإصلاح ومكافحة الفساد

المسير الحقيقي إلى الحسين تحقيقُ الإصلاح ومكافحة الفساد

التعاطي الرسالي المنتج الذي أراده أئمة الهدى مع عاشوراء وشعائرها ينبغي أن يقوم على عنصرين أساسيين غير منفصلين هما العِبرة والعَبرة. وبغياب جانب العِبرة فانه سيحول عاشوراء إلى عادة وعادة فقط، وبالتالي عدم أدراك الجماهير “حقيقة” إن الحسين اكبر وأعمق قيمة ودلالة وهدفا من الشعائر الجزئية الفارغة التي اختزلت فيها ثورة غيرت مجرى التاريخ ، فتأثيرها وحرارتها وطاقتها تبرد مع انتهاء وقتها لأنها فقدت جانب العِبرة وصارت صورية فارغة عن الجوهر، حالها حال الصلاة التي لا تبعث في صاحبها الروحية والحركية ولا تمنعه عن الفحشاء والمنكر فلم تزده من الله إلا بعدا ،
بَيْد أنَّ مَن يقرأ ويفهم الحسين منهجا وسلوكا لا ينفك عن ما آمن به وضحى من أجله الحسين ، ولا يتكاسل عن تحقيق أهدافه التي ارخص لها الدماء الزكية والأرواح الطاهرة ، فكل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء، ولذلك إن اختزال ملحمة الحسين بتلك الشعائر العاطفية المسلوبة التأثير، ولا تتحول إلى سلوك، ولا تمثل انطلاقة جديدة نحو الإصلاح والتغير، هو قتل لأهداف الحسين وقيمه ومبادئه ، وبالتالي هو قتل للحسين بل اشد مضاضة عليه من قتل يزيد له ، لأن هذا وان قتلَ الحسين جسديا إلا انه لم يستطع أن يقتله معنويا ، لم يستطع أن يقتل أهدافه وقيمه التي عبر عنها الحسين في خطابه:
لم أخرج أشرًا ولأبطرا ولامفسدًا …بل خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر.
هكذا قال إمامنا الحسين عليه السلام في كربلاء ، فهل سرنا على خطى الإمام الحسين عليه السلام ، بالوقوف بوجه الظالم المفسد وعدم تسليطه على رقاب المستضعفين، وكما قال المحقق الأستاذ:
((هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع؟)).