حين زرت عدد من الدول لاغراض مختلفة كنت دائما ما التقي مسنين من دول العالم يقومون بجولات سياحية على نفقة الحكومة التي يتبعونها وكانوا يقضون وقتهم بالمرح والتفرج في منظر يبهج القلب ولكن ما تطأ قدماي ارض الوطن حتى التقي مسنين عراقيين يفترشون التقاطعات وهم يتسولون او انهم يعملون رغم تجاوز اعمارهم ال 80 سنة في منظر يفطر القلب فاين الحكومات العراقية الحالية والسابقات من هذه الشريحة التي قدمت للعراق ما استطاعت ؟
ففي دبي يشهد المسن اهتماما متزايدا من قبل الحكومة الامارتية وخصوصا في دبي حيث ان الشيخ محمد بن راشد وضع خدمة المسن من ضمن اولى اهتماماته وتغطي الخدمات التي تقدمها وزارة تنمية المجتمع إلى هذه الشريحة المجتمعية جميع نواحي الحياة ومنها مساعدتهم على العيش في مساكنهم ومع أسرهم في بيئة آمنة مستقرة، فضلاً عن إيواء المحتاج منهم وتأمين الإقامة اللائقة له من مأكل وملبس ومشرب، وتقديم جميع أوجه الرعاية الاجتماعية والثقافية والنفسية والتعليمية والصحية والترفيهية التي تتيح لهم التوافق النفسي وتساعدهم على التكيف الاجتماعي، مما يشعرهم بإنسانيتهم ويوفر لهم الراحة والطمأنينة إلى حياتهم، ويوثق الصلة مع أسرهم والبيئة الخارجية، ويدمجهم في الحياة الاجتماعية العامة، إضافة إلى مساعدتهم على مواجهة المشكلات الناتجة عن كبر السن، ووقايتهم من أمراض الشيخوخة بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع فضلاً عن إقامة معارض لبيع منتجاتهم وتخصيص أرباحها لهم وعلى النقيض نجد ان الدستور العراقي في المادة (29/اولا /ب)تكفل برعاية كبار السن بعبارة خجولة لا تكاد تسد الرمق لكن دستور جمهورية العراق ما هي الا كلمات سطرت على ورق ابيض ليست للتطبيق او للعمل بها والا فاننا لم نشهد تطبيقا له في اي من مجالات الحياة فال\ستور يقول ان العراقيين متساوون في الفرص الا ان ابناء الشعب الذين قضوا اعمارهم في العراق لا يحظون باي اهتمام كما يحظى الوافدون ومزدوجي الجنسية الذين صاروا وزراء وقادة رغما عن انف البلد وبقي المسن العراقي يعيش حياة الفقر والمرض وتجد كل يوم بعضهم توفاه الله على الارصفة والتقاطعات وهو يحاول ويجاهد من اجل كسب بضعة دنانير ليعيل نفسه وعائلته التي وصل تفكك المجتمع الى ان يضع الابن اباه او امه في دور رعاية المسنين التي هي لا تختلف كثيرا عن مديريات امن صدام حسين من ناحية الاهانة والمعاملة السيئة والتعذيب من قبل العاملين فيها للمسن وكانه عدو شخصي لهم وليس انسان ومواطن له مالهم وعليه ما عليهم ، المفارقة ان المسن في دبي او غيرها من دول العالم يطالب بمزيد من الرفاهية فيما يطالب المسن العراقي بالحياة فقط مهما كان نوعها وشكلها وظروفها وان كان البعض منهم يتمن الموت على حياة البؤس والتهميش وان كانت الحكومات السابقة في العراق حكومات محاصصة ومشكلة من ناس لا خبرة ولا علم لهم فاننا نضع امالنا على حكومة الدكتور عادل عبد المهدي الرجل الاقتصادي وحكومته التي يحظى كثيرا منهم برؤية منفتحة على العالم ان يضع المسن العراقي بين عينيه ومن ضمن اهتماماته لان الامة التي لا تحترم المسن لا يمكن ان تحترم الشاب والمراة والطفل ولان العراقيون قدموا الكثير وعانوا الاكثر وحان الوقت لحظوا بفرصة احترام الذات ومن يفتقر الى الاسلوب عليه بزيارة الامارات العربية المتحدة ليتعلم