18 ديسمبر، 2024 10:10 م

المسمار الاخير في نعش المصارعة العراقية

المسمار الاخير في نعش المصارعة العراقية

الاصلاح :
اين هو الاصلاح ياجماعة الاصلاح !!؟
منذ ان سحل الصنم العراقي على يد الامريكيين في ٢٠٠٣ ، استبشرنا بعراق جديد وكان املنا ان يسابق الزمن ليرتقي بشعبه الى مصاف الدول المتقدمة ، كيف لا وهو من خط اول حرف واسن اولى القوانين ويملك كافة البنى التحتية لتجعله ينطلق كالصاروخ ، لكن للاسف قالها ذات يوم المعدوم جرما صدام حسين ( سأسلم العراق ترابا ) وفعلا هذا الذي حدث ، فقد كنا نعتقد ان التراب هو البناء المادي التقليدي فضلا عن الارواح المزهقة، لكنه كان يرمي الى ابعد من ذلك هو هدم قيم الفرد العراقي الاخلاقية وهذا الموضوع نجح فيه الى حد بعيد ، فكلنا عشنا هذه الحقبة التي افرزت مساويء العراقي النفسية والمبنية على اسس خربة ابان عقود من الزمن ، وهذا يشمل كل مفاصل الدولة الرسمية وشبه الرسمية وكذلك على صعيد المعاملات الشخصية .

اتحاد المصارعة العراقي المركزي :

في هذا العمود ساسلط الضوء على مفصل من المفاصل الاجتماعية والتي انا في تماس مستمر معها ، الا وهي لعبة المصارعة .
كانت لعبة المصارعة متقدمة عربيا ولنا عدة محاولات اسويا رغم صعوبتها ، لكن في ذلك الزمن كان ايضا الانجاز قسريا اما الحرب بمعنى الموت او الانجاز ، وهذا مخل في اهداف الرياضة التي من اهم مبادئها هي الهواية المتوجة في الرغبة .
بعد ٢٠٠٣ نفس من تربوا على الخراب ومعظمهم كانوا تحت رحمة عدي ( مايگدر واحدهم يفص )هم -انفسهم- من اصبحوا قادة الرياضة بفرق واضح جدا الا وهو امنوا العقاب فاساؤا التصرف الى ابعد الحدود ، وكذلك وجود مال سائب الذي يدور بحلقة من الفساد ( واحد تافل بحلگ اللاخ) فوصل المآل الى ماوصلت عليه الرياضة من تقهقر وتردي واضح جدا رغم ان الدولة العراقية دعمت الرياضة بمبالغ كبيرة والتي لو قارن ذلك الدعم لتجده اكثر بكثير مما تدعمه دول كثيرة مزدانه في الميداليات الاولمبية ، الا ان معظم تلك المبالغ تذهب في جيوب حفنة من الفاسدين على حساب الرياضة والرياضيين العراقيين .
هذا الذي دعى هؤلاء الحفنة من الفاسدين بتدوير انفسهم ليتربعوا على كراسي التصدي الرياضي رغم انها (اعمال تطوعية ) بل وصلت بهم المواصيل حد التصفية الجسدية ، لما لمسوا بها من فائدة مادية ووجاهية وسفرات سياحية يفعلوا فيها كل الموبقات ويا ما علمنا ذلك ، ولايخفى على الجميع كيف تحول معظهم من معدمين ماديا الى اصحاب فلل وسيارات فارهة وحسابات بنكية متخمة .
القضاء العراقي يتدخل لصالح ابناء المصارعة:

قبل فترة اصدر القضاء العراقي بعزل كل من رئيس الاتحاد العراقي للمصارعة شعلان التميمي ونائبه مهدي حسن اسماعيل لانهما سبق قد أدينا بتهمة اختلاس وهي تهمة مخلة بالشرف وبذلك تعتبر انتخابات ٢٠١٨ باطلة ، تلك الانتخابات التي فصلها شعلان ومهدي على مقاسيهما من خلال وضع هيئة عامة كلها لهما كيف ذلك دعني اوضح لكم .

الهيئة العامة لانتخابات المصارعة :

حسب القوانين والنظم الداخلية لاتحاد المصارعة تتكون الهيئة العامة من ممثلي الاندية التي شاركت في بطولة العراق التي تسبق الانتخابات ، عمد شعلان ان يجعل البطولة في ابعد نقطة بالعراق حتى لا يتسنى لمعظم الاندية التي يعتبرها غير موالية بالمشاركة وكي يطبخ طبخته هو ومهدي بما يرغباه لان المشاركة مكلفة جدا فضلا عن فرض ٥٠٠ الف دينار على كل نادي مشارك ، مما تعذر على بعض الاندية المعارضة على الاشتراك ، واذا بنا نتفاجأ بالهيئة العامة بتكوينها من ١٠٧ اندية في الوقت ان الاندية الفاعلة والحقيقية في المصارعة لا تتعدى العشر اندية ، كيف يحصل هذا ؟

الاندية الوهمية المشاركة في الانتخابات :

هي اندية موجود معظمها على الورق فقط وتفتقر الى اي نشاط يذكر ، واغلبها تعتبر دكاكين لاصحابها وتختلف تسعيرتهم حسب نوع النادي وتأثيره او هناك طريقة اخرى تستعمل للمساومة بسفر او بحصص او بمقاعد حسب ماذكرت سلفا النادي ورئيسه وتأثيره .

بطولة الانتخابات :

يقوم الاتحاد بالاتفاق مع تلك الاندية الوهمية بمشاركتهم في البطولة وهم -اقصد الاتحاد – من يتكلفون بدفع كل المبالغ المتعلقة من باب ( من لحم ثوره واطعمه ) ومن ثم تثبت للاندية مشاركات لاستعمالها في الانتخابات وبذلك يضمنون كل مرة الفوز حتى لو كنت حائزا على ذهبية في الاولمبياد وذهبية في بطولة العالم وحتى لو كنت سوبرمان مستحيل بل من سابع المستحيلات ان تفوز ، فقط اذا كنت تملك مبالغ طائلة لشراء الذمم لان الذمم معروضة للبيع مع امثال هؤلاء .
طبعا فاتني ان اذكر ان تلك المشاركة لا تتوج قانونيا ما لم يتم التواطؤ مع لجنة الحكام لتكوين سحبة ايضا وهمية وهم – لجنة الحكام – منقادون ويتلاعب فيهم شعلان ومهدي وذلك من خلال الترهيب بفصلهم او الكيد لهم بفبركة قانونية كما فعلوا معي والترغيب باغداق الاموال ومنحهم سفرات خارج العراق .
والتساؤل وهو ايضا تأكيدًا على ان الكل مشترك في تقاسم الكعكة ، لما لم يؤخذ بنظر الاعتبار اعتراض ممثلي الاندية الفاعلة الحقيقية كنادي الشرطة والكهرباء والجماهير الكربلائي والكوت والحلة والعمارة وبعض اندية كردستان وديالى وهم اهم الاندية الفاعلة ( لست دقيقا في مجموع الاندية المعترضة ) لكن هذا ما اتذكره ، ماذا حصل مع الاندية المعترضة ؟ فصل المدرب عباس مكسر مدرب نادي الجماهير وهو واحد من افضل مدربي المصارعة في العراق ، وجررت المصارع الدولي السابق ورئيس اتحاد مصارعة الكوت علي كاظم علي خان وهو من افضل ما انتجته المصارعة العراقية في المحاكم وتسقيطه وذلك من خلال كتاب لاصحة له الغرض منه تسقيطه عنون الى مكان عمله في جامعة بابل والذي يعمل فيها استاذا في كلية التربية الرياضية ، وليس الى ممثلية اللجنة الاولمبية في الكوت ضمن السياقات المتبعة ، وماحدث معي ايضا والتي مازالت قضيتي في المحاكم كوني صوتا معارضا صارخا ، فضلا عن اعطاء المعترضين الاذن الطرشى من قبل اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة وهي الطامة الكبرى .

بعد الامر القضائي :

بعد الامر القضائي بابعاد شعلان التميمي ونائبه مهدي اسماعيل واعتبار الانتخابات لسنة ٢٠١٨ لاغية ، ماذا فعل المبعدان ليتداركا الامر ؟
قاما مباشرة وبحركة استباقية وسريعة باعلان موعد سريع للانتخابات على نفس الهيئة العامة المفصلة لهما عام ٢.١٨ لكن هذه المرة بان يضع شعلان أبنه الغر محله وان يقوم مهدي بوضع اخيه هادي محله وبذلك” خرجا من الباب ليدخلا من الشباك ” وبذلك اجهزا على اخر رمق لنا في الاصلاح وعلى مرأى ومسمع كل المسؤلين واصحاب العلاقة والاعلام والمعارضين والقضاء ….. الخ والاهم تحت انظار رافعي راية الاصلاح .

الحل لوقف هذه المهزلة :

الحل بسيط جدًا لو كانت هناك جدية لايجاد الحل واصلاح هذه المؤسسة التي وقعت في شباك الاصلاح ، وذلك بالغاء الاندية الوهمية وهذه تتم من خلال تحقيق جاد وهو بسيط جدا بفرز الاندية الوهمية فمثلا بالناصرية والانبار وصلاح الدين والسماوة هل توجد مصارعة بالتاكيد كلا !! فمثلا في كربلاء فقط نادي الجماهير به مصارعة لكن كربلاء مشتركة بستة اندية في الانتخابات وهكذا لعب على القانون ، وكذلك من خلال ايقاف هذه الانتخابات المزمع انعقادها في العاشر من شهر تشرين الثاني – هذا الشهر – وتشكيل هيئة ادارية مؤقتة – على ان لا يدخل اعضاءها في الانتخابات – مهمة هذه الهيئة التحضير للانتخابات وتكون هيئة عامة جديدة من اصحاب العلاقة والتي تشمل ممثلي الاندية الفاعلة وابطال اللعبة الذين يمثلون المنتخبات الوطنية ومن المدربين والحكام المعتمدين والفاعلين وهولاء يكونوا ضمن منافسات انتخابية داخلية ورؤساء الاتحادات الفرعية او تكون هناك ورشة فنية لمناقشة هذا الامر ، والا اصلاحكم ماهو الا ذر الرماد في العيون وسيحاسبكم عاجلا ام اجلا ضميركم والشعب
وبذلك وبعد ان ننفض الغبار من ايدينا ونطلق صرخة ألم”كأنك يابو زيد ماغزيت ”

*مناشدة :

الى كل مسؤول ، اعلامي ، مهتم ، وصديق ، تصل كلماتي المتواضعة هذه ويبادر بابداء يد المساعدة لانتشال المصارعة من موتها سنكون نحن وكل الاصوات المقهورة شاكرين وسوف لاننسى وقفتكم هذه .

احمد طابور
حكم ولاعب دولي سابق بلعبة المصارعة