بالأقوال المسلم أخو المسلم وكالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى , بينما الواقع يؤكد أن المسلم عدو المسلم , يكفره ويزندقه , وينتهك حرماته , ويعذبه ويخطفه ويقتله شر قتلة.
فما أن توفى قائد الدين حتى إنطلقت حروب التكفير والزندقة , بحجة عدم دفع الجزية , فقتل المسلمون الآلاف من المسلمين الذين يصومون ويصلون ويحجون ويشهدون أن لا إله إلا الله , بتهمة عدم دفع الزكاة. فكم من المسلمين اليوم يدفعون الزكاة؟
ومضت الصراعات بين المسلمين , وتأججت بظهور الخوارج وهم مسلمون , وقتلَ الآلاف منهم تلو الآلاف , وبعدها ظهرت الفرق والجماعات الهادفة لتكفير غيرها من المسلمين.
وسارت مناهج الحكم على التكفير والزندقة , التي تفاقمت في العصر العباسي الأول , وتمادت التفاعلات التدميرية للمسلمين , بالقول بخلق القرآن , وكانت محنة قتلت رموز الأمة والدين , وتوالت نواعير الإدعاءات الفئوية والطائفية , حتى صار الدين نارا تحرق المسلمين.
المسلم يقتل المسلم , ويريد من الآخر أن لا يقتله , ويهين المسلم ويطلب من الغير أن لا يهينوه , ويصادر قيمة وحقوق وإنسانية المسلم , ويطالب الآخرين بإحترامها.
وفي زمننا المعاصر كم من الدول التي تدّعي فيها سلطاتها بأنها تمثل الإسلام , فأنظروا أحوالها وقهرها للمسلمين في بلادها , وفقا لذرائع عقائدية تضليلية تسعى للتغفيل والتدمير والتنكيل , فالمسلم يتأسد على أخيه المسلم , ويتأرنب أمام الطامعين بوجوده.
هذه حقائق مؤلمة , وحالات قاسية ومرعبة , تجري في ديار المسلمين , فكيف تفسرون خطف المسلم للمسلم وتغييبه في بطن التراب؟
ما هي مبررات عدوان المسلم على المسلم؟
أ ليست معظم مجتمعات دول الأمة مسلمة , فلماذا لا يسودها التآخي والوئام؟
أفكار مجنونة في زمن مأفون , وكراسي متسلطة تمتطيها الأطماع والمصالح للقوى المتأسدة عليها!!
فأين الدين العمل يا أمة الرحمان الرحيم؟!!