المسز بيل .. بعض رسائلها بقت سرية

المسز بيل .. بعض رسائلها بقت سرية

من يصدق بوثائق بريطانيا ايام احتلالها العراق فانه لا يفقه شيئا في التاريخ ، بريطانيا كانت سيئة بكل ما تعني الكلمة من معنى ، والسيء منافق وملون ، فان اظهرت بريطانيا تصرفات حسنة فهي لغايات سيئة

وهنا اود الاشارة الى احد هذه التصرفات النفاقية مع انخداع الشيعة تحديدا عندما دعموا الشيعة في اقامة مراسيم عاشوراء بل تبرعوا للمواكب بالنفط واغلقوا بعض باراتهم ثلاثة عشر يوما في محرم فقد نال استحسان القائمين على المواكب للاسف بل وارسلوا رسالة الى خاتون بغداد يشكرونها على ذلك ، هذه المعلومة مصدرها علي الوردي في لمحاته وكانت سنة 1916 وفي هذه السنة هو لم يولد او انه طفل في حضن امه ولم يذكر مصدر معلوماته وكالعادة سمعها ، وان كانت غير مستبعدة

نعود لوثائق بريطانيا وخصوصا رسائل المسز بيل التي كتب عنها الكثير وهذه الرسائل اخفي بعضها ويمنع الاطلاع عليها ، فلو كانت خيرا لما اخفوها .

اما من كتب عن هذا التاريخ فللاسف كانت وجهات نظر حسب مزاج كاتبها وقد اجاد الكاتب حسن سعيد في مدخل كتابه الذي خصه بجمع كل ما يتعلق بالمسز بيل الصادر عن دار العارف ، واكد عن التاريخ المزيف الذي عندما يكتبه جاسوس ( مسز بيل ) او مستشرق او ضابط حرب او وزير .

وحقيقة هو نفسه الاستاذ حسن ذكر ما يجب التحقق منه وان كانت الفحوى عقلا تحدث مثلا ذكر ان اناتولي فرانس فيلسوف السخر الاشتراكي ذكر ان المؤرخ ولتر ربي نقلا عن راو سبقه وعن متحدث اخر ـ من هم لا احد يعرفهم ـ المهم نقل ان المؤرخ كان يكتب تاريخ العالم وسمع شجار اسفل شقته فنظر اليهم من الشباك وراى الشجار ، فعاد ليكتب عن هذا الشجار ويقول على ما يبدو ان السبب كذا وكذا ، وشاءت الصدفة ان ياتي لزيارته شخص كان ضمن الشجار وحكى له عن ما حدث فاذا به يخالف ما كتب ، فما كان من المؤرخ الا ان يحرق ما كتبه عن تاريخ العالم قائلا اذا تحت شقتي نقلت الحدث خطا فكيف التي حدثت قبل مئات السنين .

يقول يوسف ابراهيم يزبك ( 1901 ـ 1982) مؤرخ لبناني ” في الماضي كانت الزلفى الى الخلفاء والوزراء والبطاركة والامراء داعية لكتاب التاريخ ، واليوم ما اخشاه ان تصير الجاسوسية والتعصب والتدكتر السريع  مرتكزها التقدمي ، الجديد ” ( مجلة المستقبل اللبنانية العدد 158 ص 4 سنة 1980 )  

وذكر السعيد ان بيل تم تجنيدها عندما كانت طالبة في جامعة اكسفورد وهذه الجامعة منشا الجواسيس لبريطانيا ، بينما يذكر في مكان اخر ان بيل قدمت لتكون متطوعة في معالجة الجرحى في فرنسا ايام الحرب الاولى وهي تتابع مجريات الحرب وعندما فكرت بريطانيا احتلال العراق ( 1914) ارسلت تقاريرها التي كتبتها عند رحلتها الى العراق وذكرت معرفتها للعشائر العراقية وطبائعهم وجغرافيتهم سلمت ما كتبت الى النقيب دبيليو ايج وهذا بدوره سلمه الى مسؤوليه ليصل الى وزير الخارجية السير ادوارد كيربي ، وعلى اثر ذلك تم استدعائها للالتحاق بالمكتب العربي في القاهرة الذي كانت منه تخطط بريطانيا سياستها في المنطقة .

اقول لو كانت جاسوسة اصلا لكانت هذه التقارير عند القيادة العسكرية اولا لان الاستخبارات وظيفتها تزويد القيادة العسكرية بكل ما يخدمها في الاحتلال ، وهذا لا يعني انها لم تكن جاسوسة بل اصبحت بعدما جاءت الى العراق .

كانت بمنتهى الخبث في سياستها داخل العراق وكانوا بمنتهى السذاجة من يلتقون بها او مجرد  يستمعون اليها فكيف بالذي يصبح عميل لها ويصدقها ؟!!

كل ما يخص العراق ايام الاحتلال البريطاني فعلى القراء والمؤرخين ان يضعوا في حساباتهم عند الاطلاع على وثائقهم السرية بانها الوثائق التي تريد  بريطانيا ان تطلعوا عليها واما السري المخفي هو الوجه السيء لبريطانيا كتابة اما على ارض الواقع فقد عاش العراق خبثهم وارهابهم . واما محاسنهم فهي صورة صادقة لنفاقهم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات