18 ديسمبر، 2024 8:16 م

المسرح بين لحيتي وخصرها المنحوت

المسرح بين لحيتي وخصرها المنحوت

من يرغب بأن يرى شاباً له لحية يجول على خشبة المسرح، وهو يلقي حواراً كتبه وليم شكسبير؟!، من يرغب بأن يسمع حواراً باللغة العربية الفصحى ممزوجاً بالفلسفة، لكاتب مسرحي مثل صامويل بيكيت ؟! ، بينما هو يستطيع ان يرى اجساماً جميلة، بخصر منحوت، ومؤخرة مشدودة تتمايل بكل الاتجاهات, وصوت يثير الشهوة و” فلسفة الجنس” .
هذا ما جاء في رأسي، بعد تعليق لاحد اصدقائي على الفيسبوك ، لاحدى منشوراتي التي تتحدث على المسرح ، حيث وصف ما يُقدم على خشبة المسرح اليوم هو ” تسويق لحوم” وليس تمثيلاً وكلام هابط لا اكثر ، من منا يعترض على هذا الكلام؟ ، ربما الكثير وربما القليل، لكن النتيجة واحدة، والنتيجة هي الحقيقة المُرة وهي ان هناك القليل من يدعمون ويشجعون على اعادة الهيبة للمسرح العراقي الحقيقي.
سؤال يدور في ذهني ويُجبرني على طرحه، من الذي يدفع ثمن التذاكر التي تتجاوز احيانا العشرة دولارات ؟ ، ما هو السبب الذي يُجبر هذه العروض الرخيصة فكرياً ان تدوم لأيام ؟ ، من الذي يحاول بجهد ان يجلس في مقدمة الصالة كي يرى تلك “اللحوم” التي تثير الشهوة ؟ ، ما هو السبب الذي يشجع هذه العروض البائسة على الاستمرار ؟، انه المجتمع للاسف ، وهو نفس المجتمع الذي يعترض على هذه العروض، ربما يقول احدكم ( انا لست ممن يشجعون على هكذا عروض) ، لكن اقول : هل تستطيع ان تدفع ثمن تذكرة لدخول احدى المسرحيات “الهادفة” ؟، علما انها بربع قيمة تذاكر تلك العروض، ام سنكون حينها سارقين يحاولون جمع ثروة بأسم الفن ؟، علماً ان هناك عروض جميلة يقدمها الفنانين الشباب “مجاناً” ، لكن المجتمع قرر ان ينتقد الفن الهابط ، ولا يدعم الفن الهادف ، انتهت حلول الفن الحقيقي الامر متروك للمجتمع .