23 ديسمبر، 2024 10:12 ص

المستهلك..وتنمية حس تدقيق صلاحية استعمال السلع  

المستهلك..وتنمية حس تدقيق صلاحية استعمال السلع  

يضطر الانسان لتناول الكثير من السلع لإشباع حاجاته.فهو يتناول الادوية بقصد العلاج وفقا لما يصفه له الطبيب منها عندما يكون مريضا تطلعا للشفاء من المرض،كما انه يتناول الاغذية المعلبة في وجبات طعامه كالألبان، والأجبان، والحليب، واللحوم، وغيرها، لسد حاجته منها في مواجهة الجوع،وهكذا دواليك.
ونظرا لعلاقة السلع الغذائية، والأدوية المباشرة بصحة الناس، فقد بات من المهم جدا ان يلتفت المستهلكون الى أهمية معرفة تاريخ صلاحية الدواء، والأغذية المعلبة، وما في حكمها من السلع، وزيادة الوعي الجمعي للمستهلكين في هذا الاتجاه،حتى لا يتناولوا سلعا غذائية، او ادوية فات تاريخ صلاحيتها(expired)،وقد تكون لها تأثيرات ضارة بصحتهم.وتعج الصيدليات بالأدوية، كما تعج الاسواق بالمنتجات الغذائية المصنعة والمعلبة.ولأن صلاحية الدواء والغذاء محدودة بزمن معين يفسدان بعد نفادها،فانه من الضروري ان يتأكد المستخدم من ان سريان الصلاحية لا يزال قائما قبل الشروع بالاستخدام.وقد اعتاد المصنعون ان يضعوا على العلب،والعبوات، ومغلفات التعبئة، تاريخ الإنتاج، وتاريخ انتهاء الصلاحية للمنتجات، تمشيا مع معايير الجودة الصناعية الشاملة، وضوابط السلامة الصحية.
والدواء كما هو معروف يتكون من مادة كيماوية أو أكثر ذات تأثير علاجي بالإضافة إلى مواد أخرى تساعده للوصول لمكان تأثيرها بالجسم لكي يكون أكثر فعالية. وهذه المواد شانها شان المنتجات الصناعية الاخرى لها تاريخ إنتاج محدد، وتاريخ انتهاء صلاحية ألاستخدام محدد أيضا، تصبح بعده غير صالحة  للاستخدام، حيث تكون تلك المنتجات عندئذ قد تغيرت خواصها،وانتهى مفعولها، وربما تتحول بعض عناصرها إلى مواد ضارة التأثيرعلى الجسم، ويكون استخدامها عندئذ غير آمن. 
 لذلك فان جهل المستهلك بهذه الحقائق،قد يكون وراء الاعتقادات الخاطئة الشائعة لدى بعض الناس، بأن الدواء والغذاء يبقى صالحا حتى بعد انتهاء مدة صلاحيته المدونة على عبواته،وهو امر لا اساس لها من الصحة. 
ولعل من المفيد الاشارة بالإضافة الى مراعاة تاريخ انتهاء المفاعيل عند الشراء،ان يتجنب المستهلك شراء العبوات التي لا تحمل أي بيانات عن تاريخ الانتاج، وانتهاء الصلاحية،وان يتأكد من عدم التلاعب بتاريخ الصلاحية بالمسح، أو الحك بقصد تصريفها من قبل الباعة بالغش،وان يراعي طريقة الخزن الصحيح للمحافظة عليها من التلف والفساد،وذلك بالحرص على خزنها في ظروف ملائمة لطبيعتها،وحسب الطريقة التي يوصي بها المصنع،فعندما يوصي بحفظها في مكان بارد جاف على سبيل المثال، فانه لا يصح عندئذ ان يقوم المستهلك بحفظها في دولاب المطبخ،لان المطبخ بما فيه من بخار وحرارة، لا يصلح لخزنها في هذه الحالة،في حين ينبغي عليه خزنها في مكان بعيد عن الحرارة والرطوبة.
على انه من الضروري ايضا ان ينتبه المستخدم الى ضرورة التخلص من الأدوية، والمنتجات الغذائية المنتهية الصلاحية، خشية استخدامها من قبل البعض بطريق الخطأ،حيث يجب عليه مراجعة الموجودات منها في المنزل، وجردها بين حين وآخر،لعزل الصالح منها للاستفادة منه، والتخلص من الفاسدة منها والمنتهية المفعول.