بات واضحاً في الآونة الأخيرة ،وبعد ما يقارب على الستة أعوام من الحرب العدوانية على اليمن أن النظام السعودي بات يخشى من محدّدات عامل الوقت وفاتورة التكاليف من جهة، ومن جهة أخرى حجم الرهانات والمكاسب التي يتوقع أن يحصل عليها كلّ طرف كمقابل لمشاركته في تحالف العدوان على اليمن، فالهدف السعودي بات يختلف كلياً عن الهدف الإماراتي مثلاً، ويختلف بالمطلق عن الهدف الأمريكي – الغربي، مع أنهم جميعاً متفقون على بعض الرؤى للحلول، لكنهم يختلفون حول الطريقة والأسلوب والبديل الأنسب لهذه الحلول، في حال تعثرها، وهذا ما بدأت تظهر معالمه ، ومؤخراً أبدى بعض حلفاء الرياض المشاركين في هذا التحالف تحفظات كثيرة- من خلف الكواليس- حول مشاركتهم في هذا التحالف ،وسط تذمر قوى غربية من مسار وعمليات السعودية في اليمن .
ورغم أنّ هناك حكومات غربية منضوية في صفوف هذا التحالف ما زالت حتى الآن تدعم عسكرياً النظام السعودي وتوفر له غطاء سياسياً – عسكرياً لاستمرار الحرب على اليمن ، إلا أنّ بعضها تراجع في الفترة الأخيرة عن وعود قطعها سابقاً بدعم عسكري كبير للسعودية ، بعد أن أثبتت العمليات أنّ ما يجري اليوم على الأرض اليمنية هو أشبه بالتدمير الشامل، خصوصاً بعد ثبوت ضعف التنسيق الاستخباراتي وطبيعة الأهداف والمواقع المستهدفة بهذه الضربات وسقوط الكثير من المدنيين وضرب بنى تحتية يمنية بشكل واسع، كمحصّلة أولية لهذه العمليات، ما سيعرض هذه القوى في المستقبل القريب إلى مساءلات قضائية دولية حول طبيعة الأهداف والعمليات في الأراضي اليمنية.
من ناحية أخرى، يمكن للمتابع لمسار العدوان الشامل على الأراضي اليمنية أن يقرأ بسهولة حجم مساهمة القوى الغربية في هذا التحالف، وخصوصاً إذا تمّ الحديث عن عامل القوات البرية كطرف في هذا العدوان، بالإضافة إلى كلّ العوامل السابقة، هناك أيضاً عامل ومحدّد الوقت الذي تحدثت عنه دوائر صنع قرار هذا التحالف.
إنّ الكلفة الباهظة لهذه العمليات وحجم الرهانات والأهداف والمكاسب التي يتوقع أن يحصل عليها كلّ طرف من الأطراف- كمحصلة لمشاركته في هذه الحرب مع هذا التحالف- بدأت تلقي بظلالها بشكل واسع على مسار العمليات العسكرية، فهذه المحدّدات جميعها تعتبر من أهمّ نقاط الضعف الموجودة لدى التحالف المشارك في العدوان، ومن المتوقع أن تكون من أهمّ العوامل التي ستطيح بهذا التحالف آجلاً أم عاجلاً، فإطالة أمد الحرب العدوانية من دون الوصول إلى نتائج فعلية، مع ارتفاع كلفتها التي تتحمّل السعودية نسبة كبيرة منها في ظلّ عدم حصول أيّ اختراق رغم طول المدة، ينبئ بأنّ هناك معادلات جديدة بدأت تدخل إلى طبيعة هذا التحالف، ما سيعطي نتائج أكثر سلبية على المدى القصير المنظور للقوى التي تشارك في هذا التحالف أمام شعوبها.
ختاماً.. إنّ عوامل الوقت وفاتورة التكاليف وحجم الرهانات لكلّ طرف مشارك في هذا التحالف، بالإضافة إلى حجم الدمار والخسائر الحاصلة في اليمن وسط انتشار اوبئة الكوليرا والكورونا ،ستكون سبباً واقعياً ومنطقياً في انهيار هذا التحالف، والسؤال هنا: في حال انهار هذا التحالف، ما هي الخطة السعودية لتعويض هذا الانهيار؟ …بانتظار الأيام المقبلة لتعطينا جواباً واضحاً وقاطعاً.