22 ديسمبر، 2024 9:39 م

المستشفيات المتهالكة وكورونا… تحالف يقتل العراقيين

المستشفيات المتهالكة وكورونا… تحالف يقتل العراقيين

العراق وواقعه الصحي البائس
يتفق جميع العراقيين أن الواقع الصحي في العراق سيئ جدا والمؤسسات الصحية متهالكة وتعتبر ضمن تركات النظام السابق في ظل الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي ومع تأسيس نظام لعراق جديد كان يفترض أن يوضع بحسبان القائمين على “بناء الدولة العراقية الجديدة” التركيز على قطاعين مهمين في بناء وحماية المجتمع هما (التربية والصحة) من أجل أجيال جديدة متعلمة تعيد بناء البلد ولكن ما حصل هو العكس تماما حيث زاد الخراب والدمار بسبب سوء التخطيط وانعدامه تارة وإهمال الحكومات المتعاقبة تارة أخرى فالمستشفيات الخربة أسوأ من ذي قبل وما تم تغييره هو تسمية بعضها فقط!!! وما بني ويبنى من مستشفيات “حدث ولا حرج” ففي ظل فساد ينخر مفاصل الدولة كان للقطاع الصحي حصة منه طبعا ف90 % مما بني من مستشفيات جديدة لا تقدم خدمات صحية مناسبة رغم تجهيزها بمعدات وأدوات طبية متطورة ولكن المستشفيات بين معطل وبين من تعاني نقصا في الكوادر وفي حال توفر الكادر فهناك مؤشرات كثيرة على ضعف هذه الكوادر علميا وعمليا والسبب مرتبط طرديا بخراب التربية والتعليم طبعا.
كورونا والصحة في العراق
“ما زاد الطين بلة” هو ظهور وباء فإيروس كورونا وتحوراته التي انتشرت في جميع دول العالم بسرعة فائقة ما أدخل العالم في حالة طوارئ صحية بسبب الانفجار الكبير في الإصابات والوفيات، لم يكن العراق بمعزل عن هذا الوباء فكان له حصة الأسد على مستوى العالم إن لم أبالغ فمجموع الإصابات أكثر من مليوني إصابة وحالات الوفيات زادت على 24 ألف متوفي بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية والسبب طبعا لسوء الواقع الصحي بل انعدامه تماما فالمؤسسات الصحية أصبحت مراكز وبائية تساهم في انتشار الفايروس لأنها غير مؤهلة أبدا لاستقبال عدد كبير من المرضى إضافة إلى زيادة حالات الوفاة بسبب افتقار المستشفيات لأجهزة الفنتليتر (التنفس الاصطناعي) هذا ما دعا العراقيين إلى فقدان ثقتهم المهزوزة أصلا بالمؤسسات الصحية وندرة مراجعتهم لها حال إصابتهم بهذا الوباء، من ناحية أخرى فإن كثرة الإصابات كان له سبب آخر وهو ضعف الثقافة الصحية والوقائية في شرائح المجتمع وعدم اكتراثهم حتى مع وبعد إصابتهم بالفايروس فالمصاب بالفايروس وكأن من واجبه عدوى أهله وأصدقاءه وجيرانه ليتم مهمته فهو بضعف وعيه الصحي يساهم في إصابة الناس وهذا طبعا سببه ما أشرنا سابقا “ضعف الثقافة الصحية والوقائية” ولكن بطبيعة العراقي لما مر به من مآسي (التعلم في سبيل النجاة) بدا شيئا فشيئا تنمو ثقافة صحية لا بأس بها بدءاً من الوقاية وحتى تلقي التطعيمات المضادة لفاريوس كورونا وما يعزز كلامنا هذا هو هبوط مؤشر الإصابات تدريجيا واستمر هذا الحال حتى ظهور متحور جديد باسم (اميكرون) أصاب العالم بنوبة هلع جديدة ليعود الإغلاق وحالة الطوارئ الصحية في دول العالم أجمع ليطرق المتحور باب العراق عبر جيرانه فهل رافق تفشي المتحور الجديد إجراءات احترازية من الجهات المسؤولة في العراق خصوصا مع الوافدين من خارجه…؟ الجواب كلا فقد دخل اوميكرون إلى العراق كيف!؟ جميعنا يعلم كيف لأن حياة المواطن هي آخر اهتمامات المسؤول العراقي فهناك ما هو أهم بالنسبة إليه وبهذا يعلن العراق دخوله الموجة الرابعة من الفايروس ولا نعلم حجم الخسائر البشرية التي سيمنى بها العراق هذه المرة إلا أننا نعول على زيادة الوعي والثقافة الصحية وتلقي التطعيمات اللازمة فالاعتماد على المسؤول لرعاية الناس أصبح ضربا من الخيال ناهيك عن المؤسسات الصحية المتهالكة.
آمال بتحسن الواقع الصحي
بين مهتم وغير مبالي ينتظر العراقيون تشكيل حكومة جديدة على أمل أن يكون ضمن خططها الاهتمام بالواقع الصحي ومؤسساته وإصلاح ما يمكن إصلاحه في ظل نسبة فقر تجاوزت الـ40 % من السكان ما يعني صعوبة تحمل المواطن تكاليف الرعاية الصحية في المستشفيات والعيادات الخاصة واعتماده مضطرا على القطاع الصحي الحكومي ومع دخول المتحور الجديد (اوميكرون) العراق فالواجب على الحكومة الجديدة أخلاقيا أن تولي اهتماما خاصا ضمن منهاجها في تطوير القطاع الصحي بجميع جوانبه العلمية والفنية والخدمية ناهيك عن البنية التحتية البائسة.