23 ديسمبر، 2024 3:22 م

المستشفيات العسكرية والعقود الوهمية .!

المستشفيات العسكرية والعقود الوهمية .!

من الامور البديهيه ان تكون الرعايه الصحيه والاعتناء بصحة المواطن منذ ان يخلقه الله عزوجل في رحم امه وحتى نهاية حياته فأنه في كل هذه المراحل والادوار يحتاج الى رعاية وعنايه من لدن ذوي الاختصاص في الرعايه الصحيه .. ولقد كان العراق سباقا في المنطقه منذ بداية القرن العشرين في انشاء دور الرعايه والمستشفيات العسكرية وكان للقطاع الطبي فيها  دورا مهما  فاعلا في رفد الحركه الصحيه وتقديم الخدمات اضافة الى المستشفيات الحكوميه والعيادات الخاصه حتى بات العراق واحه طبيه تجلب السياح من جميع دول المنطقه لغرض العلاج وبسبب الخبره المتراكمه وتوسع العمل الطبي والامكانيات المتاحه للكوادر الطبيه كافة تضم خيرة الاختصاصيين الكفوئين وعمالقة في الطب واليوم  فالحديث عنها يثير الشجن والبكاء . لقد أنشأت العديد من المستشفيات الطبيه العسكرية  في العراق وفي بغداد تحديدا والتي اكتسبت شهره داخليه واقليميه وتخرج منها اساتذه شهد لهم المجال الطبي العالمي بالتفوق والابداع واليوم تندثر المستشفيات التي كانت تقدم دورا متميزا واقول كانت لانها اليوم لا وجود لها وهناك العديد من الجنود والضباط  الإبطال  يصارعون  الموت لساعات عدة بسبب عدم وجود مستشفيات قريبة من الأماكن التي تشهد معارك مع تنظيم داعش الارهابي ، وافتقار الطبابة العسكرية الى الأدوية والعلاجات الكافية ان  الجندي العراقي الذي يقاتل في المعارك ويضحي بنفسه لا يمتلك ادنى الخدمات من ماء صالح للشرب أو طعام  ونقص خدمات طبية لكنه ينتصر .

 و كانت المستشفيات والمؤسسات الصحية  تضاهي المدن الطبية الحديثة وحتى عموم الناس يتم علاجهم بتلك المستشفيات المتخصصة ، ولكن تفاجئنا بعد التغير بانهيار تلك الصروح الطبية وقد خلت البلاد منها بشكل نهائي لاسيما نحن الان بأمس الحاجة الى تلك المنشئات الصحية و نواجه اعتى هجمة إرهابية يتعرض لها البلاد والعباد ، لقد مرت سنوات كثيرة ولم تهتم وزارتي الدفاع والداخلية بهذا الموضوع البالغ الأهمية ، والمفارقة ان الوزارتين هما من افسد الوزارت منذ تأسيس الدولة العراقية الى الان وهم من سلموا البعض من ارض الوطن الى الدواعش والإرهابيين بمساعدة بعض القاده الخونة ، وكل وزير يأتي ، يقول يا (جيبي) لا يهمه المنتسب والجريح وصحته وطرق العناية به ، أعمى في طريق مُظلم! ، ونرى كيف تحدث المشاكل اليومية  بين الطواقم الطبية العاملة في المستشفيات والمنتسبين في الوزارات الأمنية .

هل من المنطق ان تبقى تلك الوزارات بدون منشئات وكوادر طبية على مدى اكثر من عقد من الزمن المشكلة الأساسية الاكبر التي تعاني منها المستشفيات تتمثّل بالحوادث الأمنية التي تحصل من جراء التفجيرات الإرهابية وحوادث السير المرورية التي تضاهي حوادث الارهاب بسبب تخلف النظام المروري ، ونسمع ونقراء  مطلع كل سنة بوجود ميزانية انفجارية ، ولكن اين تذهب تلك المليارات لا علم لنا. 

ويقول اياد علاوي نائب رئيس الجمهورية نطالب باستقطاب شركات عالمية متخصصة في المحاسبة لغرض تدقيق الحسابات في كل الحكومات ..  ، هي بعد ماراحت الأموال وذهبت الى جيوب المفسدين والفاسدين  وفلس البلد صار شاطر علاوي ويطالب بالتدقيق والمحاسبة ، ان تلك المنشئات  الطبية العسكرية يجب الالتفات اليها ومن غير المنطق ان لا يسائل ، وزراء الداخلية والدفاع اين ذهبت تخصيصات تلك المنشئات وهناك توقف في اعمالها ولا احد يعرف السبب و  نوجه السؤال الي السيد جواد البولاني وعدنان الاسدي  وسعدون الدليمي ، وغيرهم من المسؤولين عن هذه الوزارات الامنية ، خاصة هما الان أعضاء في مجلس النواب وتقع عليهم المسؤولية في المحاسبة وإيضاح الأمر للناس  .

ان معاناة الجرحى اليوم في المستشقيات الحكومية حالة يرثى لها اذ تنفقد العناية والاهتمام بهم بسبب الزخم الكبير عليها  واندثار البنية التحتية حيث تطفح مجاري مدينة الطب وعطل المصاعد ونقص الادوية وغياب الاستيعاب للمرضى ولجرحى القوات الأمنية وحتى مرافقي ذوي الجرحى فهم يفترشون الارض وكأنهم متسولون  فضلا عن سوء الطعام ولا نعلم ماهو دور السيده عديلة وزيرة الصحه وهي جالسه على الكرسي  الذهبي وداخل برجها العاجي وثلاجة الموتى تحيط بها القمامة وتطفح مجاريها ، والأنقاض والقاذورات تملا المستشفى بدل الزهور والأشجار ، ونسجل عتبنا واستغرابنا الشديد من اهمال وزارة الدفاع لهؤلاء الجرحى الإبطال حيث تبخل عليهم بالنقل في الطائرات ويتم الاستعانة بسيارات نقل قديمه وغير مؤهلة ولا توجد فيها الإسعافات الاولية ومن الممكن ان تتضاعف الإصابة ، عرف عن الطيار العراقي بالشجاعة والبسالة وتقديم التضحيات، وشاهدنا ذلك في استشهاد قائد الطائرة اللواء البطل ماجد التميمي حين كان يروم أنقاض المدنيين في جبل سنجار، المطلوب تكثيف الاتصال والتنسيق مع طيران الجيش والقوه الجوية ومواكبة الانتصارات المتحققة للقوات الأمنية والحشد الشعبي الابطال  لكي يتم اسعاف ونقل الجرحى بالسرعة الممكنة واضحى ضرورة الاهتمام وتطوير الطبابة العسكرية وهي  ترافق المقاتلين الأبطال في الأماكن التي تشهد معارك ضد داعش الارهابي