لفت انتباهي وانا اتابع تقريراَ ــــــ مدفوع الثمن دون شك ــــــ عن احد الإعلاميين، والذي اصبح فيما بعد مستشاراً للعديد من المسؤولين، اقول لفت انتباهي ان الكثير من الشخصيات المعروفة بإمكانياتها المهنية وقوة شخصيتها عملت مع المسؤولين العراقيين، ولكنها انزوت عن الأنظار او فقدت بريقها ذاك حال دخولها في هذا الميدان (الاستشارات).
المستشار مؤتمن، وهو موقع بالغ الأهمية للمسؤول الذي يريد النجاح، ولكن الواقع العراقي له خصوصية في كل شيء حتى هذا:
§ المسؤول يريد من لا يعارضه ويؤيد خطواته على طول الخط ويقدم له المديح 3 مرات في اليوم مع وجبات الطعام!!
§ والمستشار ــــــ مع ما يملك من سيرة ذاتية براقة ــــ يتحول إلى موظف أجير يريد الحفاظ على ما يمنح من امتيازات معنوية ومادية!!
وكلا الطرفين على خطأ..
واليوم:
ونحن ندخل مرحلة سياسية عراقية جديدة، والجميع لا يريدها تكرر مآسي ما سبق، يحتاج المسؤول وقبل كل شيء إلى المستشار الأمين والمهني والذكي، وان يعتمد اللقاءات المباشرة مع المختصين في جميع الملفات، ولا يقف عند التوظيف فهو يقتل هذه المهمة.. ويفقدها معناها العلمي والوطني حتى.
اعلم ان جلسة استلام الرئاسة كانت تحمل اخطاءً كثيرة، ولكن الخشية ان تمتد هذه الأخطاء إلى الأداء، فيعاد تكرار المشهد المليء بالفشل في وقت كان المسؤول يباهي القوم بطاقم مستشاريه الذين كانوا على ما يبدو يقودونه مرغمين او طائعين إلى لحظة الاخفاق التام!!