23 ديسمبر، 2024 6:05 ص

من الصعب أن تتوضح الصورة النهائية في طهران بشأن الموقف من الاتفاق مع البلدان الاوربية والولايات المتحدة الامريکية بشأن البرنامج النووي، خصوصا وإن الطرف الغربي لم يعد کذلك الطرف الذي کان قبل التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015، إذ أن ماقد بدر عن هذا النظام من تصرفات بعد الاتفاق ولاسيما فيما يتعلق بإنتهاکاته لبنود الاتفاق وخرقه لها، يدفع من هذه البلدان أن لاتلقي الحبال على غاربها للنظام الايراني وأن تکون حازمة أکثر من أي وقت آخر فيما يتعلق بالاتفاق معه.
لهفة النظام الايراني من أجل عودة الولايات المتحدة الامريکية للإتفاق النووي ومن ثم رفع العقوبات، يقابله خوف وقلق من المطالب الدولية في مقابل ذلك، ولأن البلدان الغربية قد إکتوت من إتفاق 2015، ورأت عدم جدواه، فإنها تريد صيغة جديدة تسد الابواب أمام إنتهاکات وخروقات هذا النظام ومن دون شك فإن هذا الامر أکثر مايخيف النظام الايراني لأنه سيحدد المسار المصيري للنظام فيما يتعلق بطموحاته لإمتلاك الاسلحة الذرية، ذلك إن هناك جدية وعزما دوليا غير مسبوقا على إلتزام نهج واسلوب يضمن ذلك، في وقت يعرف النظام الايراني جيدا بأن مناوراته ومساعيه من أجل إبتزاز المجتمع الدولي وتحقيق مکاسب تضمن المحافظة على طموحاته النووية باتت قليلة جدا.
لأن هناك حالة من عدم الثقة بهذا النظام بسبب من الاحداث والتطورات الجارية خلال العقود الاربعة المنصرمة ولاسيما من حيث الدور السلبي الذي لعبه على مختلف الاصعدة، فإن العالم کله يطالب بإبقاء الضغط على هذا النظام وعدم إفساح المجال له کي يقوم بالتأثير السلبي على الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، مع ملاحظة إن العالم کله يرى في إمتلاك هذا النظام للأسلحة الذرية خطرا جديا على السلام والامن والاستقرار خصوصا وإنه”أي النظام الايراني” يمتلك مشروعا سياسيا ـ فکريا من أجل بسط نفوذه وهيمته على بلدان العالمەن العربي والاسلامي.
هناك في طهران اليوم في طهران حالة من الفوضى والتخبط وعدم وجود موقف موحد حيال تعامل النظام مع المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي، إذ أن الشعب الغاضب من النظام والذي لايکف عن القيام بتحرکاته الاحتجاجية والمقاومة الايرانية من خلال نشاطاتها وتحرکاتها الداخلية والخارجية وتمکنها من فرض دورها ومکانتها على مختلف الاصعدة، لها علاقة أيضا بقلق وتردد النظام من السير قدما في طريق إتفاق نووي جديد مع مجموعة 5+1، إذ أن إتفاق حازم وصارم بإمکانه أن يقتلع مخالب هذا النظام ويجعله في موقف لايتمناه أبدا ولذلك فإنه ومع الاخذ بنظر الاعتبار عدم إمکانية النظام الايراني عن التخلي عن خيار التفاوض مع المجتمع الدولي والاتفاق معه، من السابق لأوانه أن يتوفق الى نتيجة حاسمة بهذا الخصوص.