قبل 2003 كان المسؤولون في المستويات الحزبية يحرصون ان ينادوهم بكلمة أستاذ فكنا نسمع بتقزز جاء الأستاذ وغير موجود الأستاذ وانتظر الأستاذ رغم أن بعضهم لا يملك شهادة دراسية بالأصل وان اللقب الرسمي بينهم رفيق لكن الظاهر هذه المفردة ليس لها اثر نفسي وشغف روحي عندهم مثلما كلمة أستاذ التي تدل على العلم والتعلم والمعرفة , بعد التغير السياسي الذي حصل في العراق وصعود أجنحة الإسلام السياسي للسلطة تغير الوصف واللقب الى سيد وشيخ بل بتعبير ادق سماحة السيد وسماحة الشيخ لمن يلبس العمامة السوداء والبيضاء , اما من لا يلبس هذا الزي فبعضهم يريد ان
يلقبوه بالدال (دكتور) حتى وان كان تحصيله الدراسي لا يتجاوز الإعدادية … هذا الحرص على هذه الالوصاف والألقاب من قبل بعض المسئولين العراقيين يقف خلفها عوامل اجتماعية ونفسية تحتاج ان يدرسها خبير من أمثال علي الوردي والا من المبرر لشخص لا يحمل شهادة الدراسة الإعدادية يكتب على باب داره ( د. فلان ) وعندما يستفسر منه من اقرب المقربين منه , متى حصلت على شهادة الدكتوراه ونحن نعرفك جيدا لم تدخل الجامعة أصلا ؟! يقول لهم مازحا يابه هذه الدال معناه دلال … هذا الواقع ذكرني بالمشرف على رسالتي في استراليا البروفيسور كرام روبنسن كان رجلا كبيرا
ورئيس معهد للدراسات العليا وزيرا سابقا لا يعين سكرتيرا له بل هو من يقوم بعمله , عندما تخرجت أعطاني شهادة تزكيه علمية لغرض التعين والخبرة او مواصلة الدراسة او التدريس ضمن مجموعة الكمن ويلف حيث هو من الشخصيات العلمية التي تعد بالأصابع في العالم … كتب لي التوصية وذيلها باسمه فقط , قلت له هذه التوصية قد تكن مفيدة لي في استراليا لكن لا احد ينظر لها في العراق وربما في عموم البلدان العربية قال لي لماذا ؟ انا لن أعطي هذه التوصية الا لطلبة قلائل وانا معروف علميا في المحافل العالمية , قلت له ليس هذا المقصود بل لأنك لم تكتب قبل اسمك لقبك
العلمي بروفيسور ولم تحدد وصفك الوظيفي عميد معهد , قال هذا الذي ذكرت غير معتادين العمل به … وبعد ان رجوته ان يوصف التوصية بذلك قال لي ستحرجني جدا بكتابة هذا اللقب والوصف ولكن سأضطر ان افعل ذلك لأجلك , لا زالت املك التوصيتين منه احدهما بدون توصيف الأخرى موصفه … هذا هو حال العالم المتقدم وكيف ينظر للناس الآخرين بمنظار واحد دون تعالي وتكبر وتميز , اليوم السيد ألعبادي ولكونه خريج بريطانيا وعالم في اختصاصه فعل حسنا عندما الغي كلمة دولة رئيس الوزراء واحل بدلها رئيس الوزراء ويا ليت ان يقوم الوزراء بحذف كلمة معالي وان يقوم رئيس الجمهورية بحذف كلمة فخامة .