18 ديسمبر، 2024 6:38 م

المسؤولية الاجتماعية لاثرياء الغرب

المسؤولية الاجتماعية لاثرياء الغرب

بدل من توجيه اهتماماتهم الى امور تهم البشرية وتحمل مسؤوليتهم الاجتماعية ( Social Responsibility) يقوم هذه الايام اثرياء الغرب من متخومي الثراء برحلات سياحية الى الفضاء الخارجي ( Outer Space) ولمدة دقائق وتكلفهم الملايين بل المليارات من الدولارات لسبب رئيسي وهوالرغبة في تفردهم عن عموم الناس وللتباهي في الاعلام بارقام ثرواتهم لرؤية كوكب الارض وهم خارج الغلاف الغازي( Atmosphere) وذلك للشهرة وللترويج لنشاطاتهم التجارية.
هذا النوع من السياح يشتمل على اصحاب نشاطات تجارية عالمية عملاقةConglomerates ) Businesses) تدر عليهم بالميارات من الاموال سنويا وهي نشاطات تجارية في مجال الطيران والموسيقى ودور النشر والكتب و صناعة السيارات والذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence – AI) من امثال ريتشارد برانسون من العملاقة في ميدان رجال الاعمال ورئيس مجموعة فيرجين الشهيرة عالميا وجيف بيزوس المؤسس والرئيس التنفيذي للامزون وهي من المؤسسات التجارية المعروفة و الون مسك من كبار الاسماء في الصناعة الفضائية و السيارات الحديثة وغيرهم من كبار رجال الاعمال.
وقد يلتحق بهذه المجموعة بيل غيتس رجل مايكروسوفت والبليونيرالمعروف ووفق وسائل الاعلام بذل جهود كيبرة في محاولة التعامل مع بعض الامراض المستوطنة في افريقيا ( Epidemic Diseases ) مثل ال ايبولا (Ebola ) والملاريا( Malaria) ومع ذلك وجهت له بعض الاتهامات التشكيكية في نواياه .
كل مجهودات هؤلاء الاثرياء من اجل دقائق في الفضاء الخارجي والنتيجة النهائية هي الشهرة عبر وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقرؤة من خلال ما يصرح به السائح هذا عن مشاهداته وهو خارج الغلاف الغازي للارض. و يذكر انه سبق ذلك محاولات انطلاق فاشلة تهدف للخروج خارج النطاق الغازي للارض. وللحق القول ان العملية هذه برمتها لها بعض المردودات الايجابية التي يمكن اجمالها بانها تحفييز للابداع العلمي وتطوير اخر ما توصل اليه المعنيون في السياحة و ميدان الفضاء.
و بما ان معظم هؤلاء الاثرياء هم من الغرب المتخم ماليا لذا قد تحمل هذه العملية في طياتها محاولة لايجاد منفذ
( An Exit)لبعض سكان الارض للهروب والتخلص من العيش مع بقية الباقية من سكان الارض وذلك من اجل الشعور بالامان والاطمئنان الذي قد يجدونه في كواكب اخرى . الم يكن الاجدر بهم ايضا محاولة صرف قسم من هذه المبالغ في حل المشاكل العالقة والتي يعاني منها البشر على هذه الكوكب كمشاكل الفقر والجفاف (Drought )والتصحر ( desertification)والاوبئة المستوطنة (Epidemics) والجوائح (Pandemics ) والمجاعات والحروب.. الخ في دول كانت ترزح تحت وطأة دول استعمارية ينتمون اليها استغلت مواردها لسنين طوال ولا تزال تستغل

الم تكن هذه المحاولات استفزازا لفقراء هذا الكوكب ؟ان لم تكن لغالبية سكانه الذين يعانون ما يعانون من التغيرات المناخية و معظمهم لايجدون ما يسد رمقهم ونجد في الوقت نفسه قلة من اقرانهم ينفقون الاموال على امور اقل اهمية بكثير ويتركون باقي البشر يعانون من ضنك العيش واخطار الطبيع؟.
وختاما نعم يستوجب على البشرية العمل على تطوير بحوث الفضاء وتشجبع الاختراع والابداع وهي مسائل مهمة لكن في المرحلة الحالية هناك امور اهم تهدد الحياة على هذا الكوكب ولا يجب الاستسلام والهروب الى امور اقل اهمية وتحقيق مكاسب ذاتية من طرف القلة المحظوظة(The Lucky Few ) . الاجدر بهولاء الاثرياء انشاء صناديق طواريء للعون والمساعدة في خالات الطواريء.