هل أن ما نفكر به صحيح؟
ما هي الدوافع وراء التفكير؟
الإنسان لكي يفكر يحتاج لقدحة , وآليات التفكير يمكن برمجتها , وفقا لضخ تكراري في الرؤوس , مقرونا بشحنات عاطفية , لتعزيز الدوائر العُصيبية المتكونة في الأدمغة.
فالتفكير من الصعب أن يكون نقيا مجردا من المؤثرات الكامنة في الأدمغة , لأن الدماغ كجهاز تفكير يتم إعداد أدواته وتأسيس ماكنته منذ الصغر , ولا تعاد برمجته بسهولة خصوصا عندما يكون في وعاء جمعي يساند ما يدور في أروقته.
ومن هنا فالعديد من الطروحات الفكرية لا تكون ذات قيمة خالصة , لأنها متجهة نحو الشحن الإنفعالي اللازم لتأسيس مقام الرؤية الدافعة للتفكير.
ولهذا فالكتابات الفكرية , لا أثر لها في المجتمع الذي تنشر فيه , ومحصورة في أروقة نخبوية بعيدا عن نهر الحياة وواقع الحال المجتمعي.
فتبدو فوقية إستعلائية , متوجة بالنرجسية , وعدم القدرة على التحرر من قبضة الذاتية , وسلطة الأنا المتورمة الموهمة لأصحابها بأنهم غير ما هم عليه.
وهذه العلة دفعت ببعض مفكري الأمة للمسير على سكة العبثية الفارغة , فما أكثر المشاريع الفكرية المجردة من طاقات الشروع والإنجاز.
فالمهم أن نفكر ونتحرك وفقا لبوصلة ما فينا من النوازع الدفينة , ونعلن أن الدنيا مشروع , وما أفلحت أمة تدثرت بالمشاريع المركونة فوق رفوف اللاشروع!!
فهل لنا أن نتحرر من قيود ما فينا , وننتمي لفضاءات وجودنا المطلق الرحيب؟!!