22 ديسمبر، 2024 2:32 م

المرشح الوطني للرئاسة

المرشح الوطني للرئاسة

يقال أن بالتجارب تكتشف الرجال ومعدنها، وأي معدن أثمن في صيرورة الرجل من وطنيته و حبه للوطن. فإذا قلت لإحدهم أعطيك الجاه والسلطة والمال وأستلبك وطنك ورضى بذلك، فذاك ليس بوطني حتماً، وليس الوطن في مفهومه إلا جلباب يظهره بكامل مظهره المخادع، ومترس يتقي من خلاله ضربات الاعداء. وإذا عرفنا أن المباديء الاخلاقية لأي رجل يجب أن تقفز فوق رغباته ومصلحته الشخصية، فبذلك نعرف من هو الرجل المبدئي ومن هو الذي يمتطي شعار حب الوطن زوراً، كان اذا، بإمكاننا التفريق بين الرجال الحقيقيين وبين من يدعي الوطنية أو التضحية في سبيل الوطن .
فــــي العراق رجال أصلهم طيب ومعدنهم أصيل وتربوا على حب الوطن، منهم السفير عمر أحمد كريم البرزنجي، والبرزنجية سادة كما ذكرتهم الكتب ومعاجم أصول القبائل العراقية، من ذرية السيد اسماعيل المحدث الإبن الأكبر للامام موسى الكاظم وينسبون الى برزنجه، ( وتعني الأرض الخضراء)، مدينة في محافظة السليمانية في شمال العراق ، وهي مركز قضاء سيد صادق. تربى ونشأ على يد والده الذي علمه، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن تسع سنين ، وقرأ آياته أمام البابا في الفاتيكان عندما اصبح سفيراً للعراق. السيد عمر البرزنجي لم يكن فقط سياسياً ودبلوماسياً ورجل دولة، بل كان إنساناً وطنياً يدافع عن مصالح وطنه العراق اينما كان وفي اي موقع يكون، فالعراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، هو موطنه وشعبه أهله، ولذلك فهو لافرق عنده بين أي كردي وعربي أو تركماني أو شبكي، وفي يوم من الايام وهو ينتظر طائرته للعودة إلى مقر عمله في ايطاليا وتحديداً في اسطنبول، وإذا برجل معوق جالس على كرسيه يسأله في ايصاله الى طائرته المتوجهة الى مطار النجف في العراق، فأخذه بيديه إلى بوابة الطائرة وقام بالاتصال بأهله في العراق ليبلغهم بموعد وصول طائرته، قبل أن يذهب إلى طائرته المتوجهة إلى ايطاليا، والرجل لا يعلم بأن من أوصله واتصل بذويه ، هو سفير العراق.

السيد البرزنجي له مواقف وطنية تأريخية، ففي الوقت الذي هو سفير للعراق، لم يقبل بالاستفتاء
على انفصال اقليم كردستان من العراق، وهو يمثل العراق الدولة التي اختير من قبل برلمانها وحكومتها ليكون سفيرها في دول العالم. السيد البرزنجي يجيد اللغة العربية وبطلافة وقد درسها كأكاديمي في الجامعات، كما درسها وهو ابن العشرين ربيعا للموقوفين معه في زنزانة الامن ايام الطاغية، وهو يجيد اللغة الكردية بطلاقة وله المام باللغات التركية والفارسية والهولندية والانجليزية. من يلتقيه مرة يأنس لحديثه، فهو دائماً ما يبادر بالحديث ذاكراً آيات الله وقول نبيه في مجلسه ليبقي المقابل يشعر بالألفة والكرم والطمأنينة والسلام. شعاره في عمله، أوامر الله سبحانه وتعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .159

المصادر
القرآن الكريم سورة آل عمران
معجم العامري للقبائل في العراق
وكيبيديا