26 ديسمبر، 2024 5:50 م

المرشحون و شهادة حسن السلوك !

المرشحون و شهادة حسن السلوك !

تتبع الانظمة الديمقراطية العتيدة  اليات انتخابية واضحة وبسيطة تسهل على الناخب الادلاء بصوته بيسر وبمحض ارادته ، فضلاً عن القناعة التامة والمعرفة التفصيلية بسلوك المرشح وما قدمه من عطاء  لخدمة المجتمع ، ويأتي من خلال وجود المعلومات التفصيلية عن المرشح ، وبالتالي  يعطي انطباعاً حسنا بحسن شهادة السلوك الممنوحة للمرشحين ، وبالتالي سوف لن تظهر اية شائبة للمرشح بعد ان يتم ترشيحه من ناحية نزاهته وسمعته ، لان اليات التدقيق قد مُحصت المعلومات المتوفرة لديها ، فضلاً عن استخدام التقنية الحديثة في تتُبع المرشح اينما يحل ويعمل ويغير مكانه ومسكنه ، من باب الشفافية في معرفة حياته وتفصيلات السلوك اليومي حتى مع عائلته . اما  في العراق قد نختلف تماماً من حيث عدم معرفة السيرة الذاتية الحقيقية للمرشح الا من خلال الرسوم والبيانات المعلقة في التقاطعات والساحات العامة  . السؤال المطروح من الذي يمنح شهادة حسن السلوك للمرشح في الانتخابات ؟، هل هي المساءلة والعدالة  ام الادلة الجنائية التي تثبت ان المرشح  ان كان محكوماً عليه بجناية او جنحة ، ام هناك اليات اخرى تتعلق بالمحسوبية والمنسوبية لهذا وذاك ام المواطن الذي ينتخبه ؟ . امام هذه الاليات المتبعة في تدقيق تاريخ ونزاهة وحسن السلوك قد يُظلم الكثيرين بمجرد انهم مشمولون بقانون المساءلة والعدالة ، او ممن وصم بجريمة واجبر على فعلها او لن يفعلها . في حين تمنح شهادة حسن السلوك لمن كان غشاشاً في الامتحانات وحصل على شهادته بالتزوير او من كان فاسداً او مفسداً ، ولكن العيون والاجراءات قد توقفت بحقه ، او من كان متنقلاً بين مدن العراق لاخفاء سلوكه وسمعته . فأضحى الخيرون ممن وقع في الخطأ والهفوة ، او من كان منتمياً لحزب البعث قسراً خارج المسيرة فيما تربع الفاسدون والمفسدون في عروش كتلهم لا يجرأ احد ان يبوح بتاريخهم الممتلىء بالخطايا .  ان شهادة حسن السلوك التي تُمنح للمرشحين اليوم ليس فيها الا اشارة بعدم كونهم اعضاء في حزب البعث المقبور اما باقي الذنوب والخطايا الكبرى يجري التغافل عنها وعدم ذكرها ، وبالتالي يُقصى هؤلاء ممن يتمتع بمزايا الوطنية والاخلاص ويتبوأ ثلة من المفسدين مناصب في مفاصل الدولة ، وبالتالي تكون مفوضية الانتخابات قد ساهمت في صعود هؤلاء . اعتقد ان اتباع معايير اكثر عدالة ودقة في تمحيص سلوك المرشحين صعبة المنال في الوقت الحاضر وستكون شهادات سلوك الكثير منهم محل شك وريبة  طالما تكون ارادة الكتل فوق ارادة واجماع العراقيين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات