23 ديسمبر، 2024 6:38 م

المرحوم الوزير صالح اليوسفي خلقا وعاطفه..ايام زمن الجميل

المرحوم الوزير صالح اليوسفي خلقا وعاطفه..ايام زمن الجميل

ولا أنسى أول مرة رأيت فيها الاستاذ صالح اليوسفي رحمه الله وهو وزير الدولة ومكتبة في بغداد قرب الباب الشرفي. فقد كان الفضل له عندما راجعته في مكتبة ابحث عن عمل  في بداية السبعين وكنت متزوج وعندي ولد بعد تسريحي من الجيش العراقي وكان رحمه الله ـ مهذب اللفظ ، هادئ النبرة، .بعد ما جلست في مكتبة وهو كان يحل بعض مشاكل الناس المحتاجة منهم أكراد ومنهم عرب بعد ما جاء دوري وشربت  شاي في مكتبه التفت لي وقال تفضل .. اخبرته اني تسرحة من الجيش ولم اجد عمل
نظر لي كنت شاب صغير وأرتدي قاط جديد رصاصي من البالات باب الشرقي سعره ثلاثة دنانير.. يقول مع نفسه جريدة التآخي .مزدحمة وكاكة داره توفيق .يشكي ها.تذكر.مسك الورقة والقلم  كتب رساله الى مدير عام الشركة أيضاً كردي .محمد أمين الجاف اذا متوفى الرحمة الله .واذا حي يرزق كتب الله له السلامه .من داعش وباعش.. وكتب الوزير ملخص ..بعد التحية  حامل الرسالة عاطل أرجوك ان توفر له عمل .ذهبت للشخص المعني وفعلاً تم تعيني بالمؤسسة لم يكن المرحوم صالح  اليوسفي .مختلفا عن اقرانه سوى بذلك الهدوء الذي كان احد ابرز سماته.. معاملته للناس معامله لا تخلوا من الانسانية . لم يسئل عن دينة . ومذهبه. وقوميته . بعد مده من الزمن  . ذهبت الى مكتبه لا قدم له الشكر والعرفان .. واذا مكتبه مزدحم من البشر .وانا في الباب قدمة لة تحية . وقلت له أشكرك . ابتسم . ولم التقي به رحمه الله هكذا هي الحياة.. الان اقراء الصحف ووقع في نظري اسم الكاتبة .. زوزان صالح اليوسفي  تذكرت والدها رحمه الله..أيضا مسكت القلم لأكتب رسالة حب وعرفان وذكريات ايام زمان ..لهذا الرجل رحمه الله..والمثل يقول..الخلف .. مامات… 
كان الوزير في السابق بابه مفتوح  على مصراعيه للصغير والكبير . حارس واحد . في الباب .. والله سبحانه وتعالى واحد ..اما الوزير الان لا مقابله. له..ثلاثة سواتر، من الحراس او ثلاثة مصدات  حمايه للوزير..ولم يعين احد سوى أقربائه . او توصيه من رئيس حزبه .او من رئيس كتلته .. او يدفع مبلغ كبير لتعينه لشخص وسيط . سختجي… اذا الفقراء  الى اين يتجهون .. ياحكومتنا ..الى الله المشتكي .. 

يا زوزان .لا يسلم من الموت أحد .قال سبحانه وتعالى لحبيبه وسيد أنبياءه..إنك ميت و إنهم لميتون .وقد تعددت  الأسباب لكن الموت قادم, لا يعرف السن فإنه ينال الصغير و الكبير,ولا يعرف المنزلة فإنه ينال الوزير..والفقير, ولا يعرف الحالة فإنه ينال الصحيح  والسقيم .وهكذا الدنيا يا زوزان حَلٌّ وارتحال، واجتماع وافتراق، ويوم لك ويوم عليك، لروحه ولأرواح الشهداء الرحمة والخلود ولكم يا زوزان ولأهله وذويه وأصدقائه الصبر والسلوان .. لو اعرف مكان قبره اذهب اقراء الفاتحة ومعي البخور والشموع وماء الورد والمصحف الشريف..ايام زمن الجميل …………لا حول ولا قوة إلا بالله.