الأمة الإسلامية مصطلح لطالما سبّب القلق والرعب للدول الغربية والماسونية العالمية ، لذا عملت هذه الدول بكل ما أوتيت من قوة وخبث ومكر وبإشراف وتنفيذ أمريكي على تفتيت الأمة الإسلامية وخلق صراعات طائفية دموية داخل هذه الأمة ليتم السيطرة عليها وتحويلها الى جماعات وفِرق ودويلات مثلما سيطروا عليها سابقاً وقسّموها بعد إنهاء الخلافة العثمانية التي حكمت الوطن العربي بالنار والحديد والويل والوعيد وانتهجت سياسة التجويع ضد هذه الأمة على مدى اربع مائة عام لينتهي بها الأمر الى تقسيمها الى بلدان ضمن معاهدة سايكس بيكو عام ١٩١٦تم من خلالها ترسيم الحدود التجزيئية بين البلدان ليسهل التحكّم بها والإستفراد بكل كيان سياسي يتحكّم بهذه الدولة وتلك برعاية الإستعمار الغربي !.
لقد عاشت الأمة العربية والإسلامية منذ ذلك الحين حالة من الظلم والتعسّف السياسي من حكّام الجور الذين نصّبهم الإستعمار الغربي واصبحت حالة الخوف والرعب من الأنظمة السياسية هي السائدة في نفوس الناس ومورست في حقهم أبشع أنواع الظلم والحرمان على مختلف المستويات لمدة مائة عام من تلك المعاهدة ولم يكتف الإستعمار الغربي بكل هذا الخراب الذي لحق بالدول العربية والإسلامية وكأنهم يقولون : لقد فشلنا ولم يتحقق الهدف وهو مقارعة الأمة الإسلامية والقضاء على الإسلام ، فعمدوا الى مشروع جديد اسمه ( محاربة الإسلام من الداخل ) تجلّى هذا المشروع الخبيث في ظاهرة ( داعش ) التي هي بالأصل صناعة( صهيونية أمريكية بريطانيا ) بامتياز !؟.
لقد نجح هذا المشروع بعض الشئ في اعطاء صورة دموية للمجتمعات الغربية بأن الإسلام دين قتل وليس دين سلام كما يزعم المسلمين أو شريعة الإسلام، وما حدث في العشر سنوات الماضية من ممارسات داعش الدموية ضد المسلمين وغير المسلمين تحت راية ( لا اله الّا الله محمّد رسول الله ) كذباً ونفاقاً وافتراءً على مبادئ شريعتنا السمحاء يكفي لإعطاء صورة بشعة للشعوب الأوروبية بأن الدين الإسلامي دين دموي لا يقبل النقاش ، ولهذا وبعد نضوج الطبخة الماسونية خرج علينا ترامب الأرعن صاحب التصريحات المثيرة للجدل والقلق والترقّب لتنفيذ ما صرّح به ليبشّر الصليبيين وبعض المسلمين الذين انطلت عليهم لعبة داعش ويبشّرهم باستئصال التطرّف الإسلامي واقتلاع جذوره، لتكون المرحلة ما بعد داعش لمن لا يثق بالسياسة الامريكية وما تحمله من نوايا خبيثة هي مرحلة تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ، تحت مشروع صهيوأمريكي إسمه ( تقسيم البلدان العربية تقسيماً جديداً ) بعد تقسيمات سايكس بيكو، والعراق وسورية في طليعة الدول العربية التي ستكون كل دولة واحدة عبارة عن ثلاث دويلات !!.