23 ديسمبر، 2024 5:29 ص

المرحلة القادمة ومقومات العزة والكرامة

المرحلة القادمة ومقومات العزة والكرامة

دعونا نتمسك بالوطن . واهمية تماسك وصلابة النسيج الاجتماعي كأهم مرتكزات الامن الوطني الشامل والمبرر الرئيسي لنهضته. ان المجتمعات البشرية لاتخلوا من المشاكل والاختلاف بين الرفض والقبول والعناد والمساومة عولجت اكثرها على اسس المنطق بعيداً عن القفز على الاخر وطبعاً التفاوت وفق ما يقبله العقل بعيداً عن الحجج لاستيعاب افكار المضاد ونقد الذات اي الاقتراب من مصطلح الحوارات والتباحث وفق معطيات ايجابية عصرية . من منا لايعرف عن كون العراق يمثل قلب الحضارة الانسانية النابضه.ومن منا لايعرف بأن قوانين الدنيا بنيت وفق قوانينه ومسلته التاريخية .
 
 “اننا بحكم التطور الفكري من مدارس ثقافية متنوعة وعقائد مختلفة هناك الكثيرة من القضايا التي تفرقنا، والآراء التي نختلف عليها، والأفكار التي قد لا تجمعنا، والخلفيات الثقافية والتاريخية التي لا تشجعنا على اللقاء، ولا تحفزنا على التفاهم، ولا تساعدنا على التقارب والحوار، فضلاً عن الاتفاق والتعاون، ، وربما متناقضة ومتعارضة إلى حدٍ كبير، وهناك من له تاريخٌ طويلٌ وإرثٌ كبيرٌ من مدارس نضالية وجهادية متنافسة وغير متوافقة ، غرست فيهم مفاهيم، وزرعت في انفسهم أفكار، وصبغت بقيمها سلوكيات، وحكمت على أساسها تصرفات، فورث حباً وكرهاً، وقبولاً ورفضاً، وجذباً ونفوراً، وسعةً وضيقاً، واستيعاباً وإقصاءً، وأخلاقاً حزبيةً مقيتةً لا تقبل بالصدق، ولا تذعن للحق، ولا تعرف الحب إلا مصلحةً، ولا تؤمن  بالإخلاصِ “. انما المرحلة تريد منا ان نترك كل السلبيات ونندفع بأتجاه الايجابيات لحماية الامة والوطن للمحافظة على قيمهما وموروثهما .
الحوارات الوسيلة الوحيدة لديمومة عجلة البناء والعمل علي قبول الاخر و تمثل فكرة حضارية بالمطلق والنزاعات هي غريزة بشرية طالما هناك افكار ونظريات قد تتلاقح في لحظة ما وتعطي ثمارها في زمن ما واذا كان هناك فشل او تلكوء في التطبيق فيمكن معالجتها اولاً باول بمسؤولية وتنسيق وفق الاخذ والعطاء في الطروحات المتبادلة بشرط وجود ارادة للحل بعيداً عن النفعية كما نراه اليوم على الساحة السياسية العراقية المتعبة واقولها بمرارة ان البعض لايريد ولايحمل اي نية لعبور المرحلة (طبعاً من بعض اطراف العملية) لانه لايفكر بالعواقب الوخيمة التي من الممكن ان يقع هو فيها قبل الاخرين ضحية لها لانه بنى احلامه العاجية الباطلة من خلال الامتيازات والسرقات التي يجنيها على حساب المواطن ثمنها الدماء التي لا شيء آخر يحل محلها  ..
ان العمل بانفعال من اجل تحقيق مصالح انية امر غير محمود العواقب وليست من الصيغ الاخوة والوطنية ولايمكن قبولها لدى الشارع لان البلد يحتاج الى همة ابناءه الخيرة للبناء بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية ولايمكن لها ان تجني ثمارها من خلال تمزيق النسيج الوطني والسعي باللعب وفق ما تتطلبه ارادات الكتل الضيقة والمجموعات الغير سليمة الاهداف فقط وعليها التفكير بالعراق لان الوطن واحد.يجب علينا ان نعرف بأن البلد مهدد بمنعطف خطير وتجربته لا زالت فتية وفي طور النشوء وغضة الطرف وهزيلة القوام ويعاني معظم سياسيه قصر في النظر ويتطلب من كل العراقيين الشرفاء ولمحبي ارضهم وشعبهم الحذر عما يجري وخطورة المرحلة التي قد تؤدي بالبلد الى الهاوية… ومع الاسف ان هناك اطراف لايهمها ولاتعرف من شئ اسمه وطن لا من قريب ولا من بعيد وعليها علامات استفهام وتعجب واصبحت العملية السياسية سلعة او وسيلة للضغط على الاخر لجني المكاسب وتبادل الصفقات طبق شعارات مزاجية او مساومة لمصالحهم الذاتیة لا صلة لها بالمواطنة وعلى اساس الربح والخسارة وفق لي ذراع الاخر والتصيد بالماء العكر لان هدفها تقسيم العراق وانهاء المشروع السياسي والبحث عن المنزلقات والفتن والتأزم والكرسي والسلطة من اجل نحر الشعب والامة… حب الوطن ليست مجرد نصوص دستورية وقانونية، وتحويل اختصاصات وموارد مادية وبشرية، من هنا الى هناك، وإنما يريدها أن تقوم على “الغيرة الوطنية الصادقة و على الوحدة الترابية لبلادنا كما ان المرحلة تستوجب من الكتل العمل بمصداقية للشعارات التي رفعتها خلال المرحلة الماضية والابتعاد عن الازدواجية والمواقف المتزلزلة بموقف اكثر حكمة والرجوع الى المشروع الوطني المبني على المشتركات والثوابت لاثقافة التقاتل الطائفي والنعرات المتطرفة والتخندق خلف متاريس الفئوية وغيرها لانها ثقافة مبتذلة ولايمكن قبولها.علينا ان نفتخر بإصلتنا ، ونزهوا بانتمائنا، ونشدو بوطنيتنا، ونفتخر بشعبنا ، يشده الأصول، وتحركه العواطف، ويدفعه الحنين إلى الارض كله، وتسكنه هموم الشعب بأسره، وتربطنا مع افراد الوطن وشائجٌ متينة وأواصر من المحبة الشديدة، فقط لاننا ابناء وطن واحد، علينا التجرد من كل صفةٍ، والتخلية عن كل لقب، والنأي بالنفس عن كل قبيلةٍ وعشيرة، والاستعلاء عن كل عصبيةٍ وفئويةٍ وحزبيةٍ”، ولنكتفي بكوننا من ارض سومر واكد مهد الحضارات والترقي والانبياء والائمة الاطهار والمقدسات، وكفانا سوى هذا الاعتراف لأن نكون قريبين من بعضنا البعض، وأن نشارك هموم وافكارالبعض للاخر.
ولاشك ” أن قوة العدو في ضعفنا، واستعلاءه في خنوعنا، وتفوقه في تراجعنا، وتقدمه في تخلفنا، وأنه ما كان له أن يعيش القوة لولا ضعفنا نحن، واستكانتنا أمامه، وتخلينا عن عوامل القوة التي نمتلكها، ومقومات العزة والكرامة التي نستشعربها، وعدم محاولتنا تغيير واقعنا المهزوز والتخلص منه، ولولا ذلك لكنا نحن الأقوى والأقدر، وما كان للعدو أن يتجرأ علينا ويعتدي على ارضنا، إلا أننا قد سلمنا له بالقوة، وقبلنا له بالتفوق والرفعة، وارتضينا لأنفسنا تجاهه بالضعف والمهانة، فلا نستغرب اعتداءه علينا، وظلمه لنا، وتماديه في الإساءة إلينا”.
الخبث من عواملٌ ومقوماتٌ تميز بها العدو علينا، مبتنية على الهمجية الوحشية والمغالاة فى القهر والعدوان وسفك الدماء دون تفرقة بارتكاب مجازر يومية تضاف الى سجل المجازر الجماعية المرتكبة بحق المدنيين وشملت كل المكونات دون تمييز عرباً وكورداً وتركماناً قومياً ، ومسلماً بمذاهبه المختلفة ومسيحياً وصابئياً ويزيدياً .الصغير والكبير على كل المستويات الادمية رجالاً كانوا ام نساءاً .
ولكننا أقوى منه بوجودنا في الأرض، وثباتنا على الحق، ورفضنا لمنطق النزوح والهجرة من جديد، ، ونغرس جذورنا فيها عميقاً، ونتمسك في حقنا فيها عقيدةً، مقابل ذات العدد من الارهابيين الوافدين، الذين لا يملكون في الأرض ذاكرةً ولا حقوقاً، وليس لهم فيها إلا تخاريفاً وأحلاماً، وخيالاتٍ بعيدةً وأماني مستحيلة بعد ان نسد ثغرات التفرقة ونفتح باب الوحدة والترابط والانتصارات الاخيرة التي تحققت اذهلت العالم حاصل التقارب الشعبي بكل المكونات والاطياف التي لا تقبل بمن يفرقها، ولا تسكت على من يمزقها، ولا تستسلم لموروثاتٍ باطلةٍ، ولا لمفاهيم خاطئة مضى عليها الزمن وانها تتمسك بقيم دياناتها السماوية والانبياء والمرسلين وعلى رأسهم الرسول الخاتم (ص) ومذاهبها الحنيفة التي تدعونا الى وحدة الصف والابتعاد عن التشدد السطحي والمغالاة والتشتت والانقسام الذي لم يكن قدراً محتوماً علينا لنحافظ على قيمنا وعزتنا وكرامتنا فقد خلق الله الإنسان وكرمه وفضله على كثير من المخلوقات الأخرى ، قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء: 70]،لنقف مع الحق بكل اجلال دون الانحناء للذل والمهانة،ولنفهم ان للنزف هوية وللجرح هوية .