المرجعية ليس حكرا لجهة معينة او لدولة معينة او لعائلة معينة او لقومية معينة ، انما المرجعية تدور مدار الدليل العلمي والاخلاقي والشرعي وتوجد بوجود الاثر العلمي الملموس ، واننا اذ نقر بهذه الحقيقة لأننا نريد ان نؤسس انطباعا في اذهان الشارع العراقي بالخصوص ان المرجعية الدينية انما هي من افرازات المجتمع وتكون مرجعية حقيقية اذا ما ارتبطت بالدليل ونريد ان نخلق فكرة – هي بالحقيقة موجودة عقلا – مفادها ان المرجعية الدينية هي من حق كل من تعلم ومحص نفسه واخلص لله تعالى .
وربما وصل الكثيرون الى قناعة ان المرجعية تأخذ صفة الهجرة الدينية اي ما معناه نحن نؤمن الى يومنا هذا ان المرجع لابد
ان يكون مرجعا ايرانيا او افغانيا او باكستانيا بينما لا يمكن ان نتقبل فكرة المرجع العراقي نحن يجب ان لا ننخدع بالاسماء الرنانة الفارغة ولا يجب ان ننبهر بالبهرج والمظهر بل يجب ان نؤمن بالدليل ونؤمن بالاثر العلمي وهذه الحقيقة اشار لها السيد الصرخي واكدها واعطاها صبغة اهل السواء والمثقفين الحقيقيين والواعين صدقا وانصافا حيث يقول (يجب علينا شرعا واخلاقا ان لا ننخدع بدعوى من غير دليل واثر علمي شرعي اخلاقي ، فمجرد الادعاء ومجرد الانتماء للعائلة الفلانية او القومية الفلانية او البلد الفلاني ومجرد حمل الاسم الفلاني … ومجرد القدوم من جهة معينة كل هذا لا يجدي في الاتباع والتقليد )
لقد طغى على اذهاننا ان المرجعية هي متلازمة ايرانية بصورة اشد اما العراقي فلا يمكنه ان يكون مرجعا وان صار فعلا مرجعا فهو مرجع صغير بالنسبة للايراني ، بل من المضحك والمبكي ان المرجع العراقي لابد ان يكون محط الصاق التهم عليه ومختلف الافتراءات التي هي برنامج مهيئ للمرجعية العراقية فحسب .
ان الكثير من المغرر بهم ينظرون الى من اتسم بصفة المرجعية والقادم من ايران او غيرها من البلدان هو المرجع الحقيقي والي لابد ان يقلد بغض النظر عن دليله العلمي ، ولكن الحقيقة شهد لنا الواقع ان المراجع الاجانب عن العراق لم يبلغوا مرحلة الاعلمية التي هي منطلق التقليد والاتباع الصحيح خلال القرن المنصرم والقرن الحالي .
وتفترق المرجعية العراقية عن الاعجمية بصورة عامة ان المرجعية العراقية مرجعية شمولية ومرجعية ميدانية واجتماعية فهي تنزل الى الناس وكأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع بينما المرجعية الاعجمية مرجعية منزوية بعيدة عن الناس تتصف بصفة المؤسساتية تختلف في التعامل عن المأثور والعرف العام .
ان المرجعية العراقية ونحن ليس بصدد ارجحية العراقي او العربي على الاعجمي بل ان المرجعية العراقية لطالما كانت ومازالت تستوعب هموم الامة وتطلعاتها وتعكس آلام الامة وآمالها من خلال المواقف الاسلامية والانسانية والنزول للشارع بينما بقية المرجعيات اللا عراقية لم نسمع منها اي صوت يخص هموم الامة ومعاناتها .
والمرجع العراقي ليس له ارتباطات بالخارج من مؤسسات كمؤسسة الخوئي وغيرها بل همه الاوحد ان يرفه عن ابناء شعبه ويوفر لهما كل المستلزامات من مستشفيات ودور للايتام ومدارس دينية لو اتيح له الامر وبسطت له اليد .
والمرجع الايراني بعيد دائما عن المرجع العراقي ولا يعبأ من جرى ويجري له بل حسد العلماء يتجلى بين هاتين المرجعيتين اللتين تختلفان في السلوك والمنهج .
وختاما انا اكتب هذا المقال واضع نصب عيني مرجعية السيد الصرخي المرجعية العراقية العربية التي فاقت كل التصورات والمعتقدات واتسمت بانها ولدت من رحم ارض العراق وليست غريبة عليهم وهي غيورة على العراق وشعبه ودينه .