22 ديسمبر، 2024 7:14 م

المرجع الأعلى السيد علي السيستاني  

المرجع الأعلى السيد علي السيستاني  

أُنقذ شيعة العراق     
السيد المبجل .. 
سلام الله عليكم ورحمته ..  

في إعلان “مدفوع الثمن”، تدعو حركات، وفصائل مسلحة عراقية ذات طابع إسلامي الشباب الشيعي العراقي للتطوع دفاعاً عن المقدسات في سوريا، فقراء، بائسون، يدفع البعض للنهوض إستثمار، وتوظيف سيء، وقذر لهذه الحركات في المقدس، شعار ديني يجعل من حماية ضريح عقيلة بني هاشم السيدة زينب عليها السلام شعاراً خادعاً يُلهم البعض ويدغدغ مشاعرهم، وآخرون بحثاً عن وريقات معدودات من الدولارات تسد رمق عوائلهم وتنقذهم من الفاقة والجوع والفقر، شباب مغُرر بهم؛ وجدوا أنفسهم بعد أيام من وصولهم الشام بعيداً عن المرقد المقدس، وحلم جنان الله في خبر كان، يقفون على أسوار حلب وبقية مدن سوريا ليدفعوا عن نظام بشار الأسد الوالغ في دماءنا سنوات مابعد زوال نظام صدام حسين سقوط منتظر، تتصيدهم الفصائل السورية المتناحرة قتلاً وأسر، شأن داخلي لا ناقة لنا فيه أو جمل، إلا إذا أردنا أن نكون مطية لإرادات وسياسات جوار، أو أذرع لها في العراق من أمراء الحرب، وتجارها ودعاة الدفاع عن المذهب كذباً.سيدي الجليل .. 
شيعتك في خطر، وحروب الإنابة هذه لابد أن تتوقف، كما سيل الدماء الجارفة للأجساد، الزاهقة للأرواح، وتعي الناس المجهول الذي تُساق إليه، شباب يُراد أن يكونوا وقوداً، ومشروع شهادة لا يتوقف ومظلومية جديدة تدعم “صمود”، وصراع دول دون عراقهم المنهك، المحطم والمتطلع لسواعدهم في بناءه والدفاع عنه، وسداً يحول دون تهاوي أجندات مشبوهة وأنظمة بطش، أطفال لم يبلغوا الحلم، عمل كثيرون على تجهيلهم، وتعميق الهوة بينهم وحياة رغيدة يهنئون بها، وعلم حديث ينتفعون به، حاجة أسرهم وفقرها المدقع، وفساد ساستهم عوامل أسهمت وتظافرت لأن يكون العراق، ومستقبل أجياله ورجاله رهينة، مستلب الإرادة تتقاذفه أمواج الطائفيين والمنتفعين، الناس اليوم عشاق موت دائم، وهذا خطر كبير، وشعور محبط إذا ما تمكن منهم أكثر، يشدون شداً دون وعي لحرب هنا، وصراع هناك، والأمل بمستقبل زاهر معدوم، ينتظرون منكم وأنتم على دراية بما يُحاك رأياً يأخذ بأيديهم وينجيهم من الهلاك، ويوقف تجارة سُراق الدين بهم ويدفع الشر عن عراقكم. 
والسلام.