17 نوفمبر، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

المرجعيه الدينيه….تريد ؟!

المرجعيه الدينيه….تريد ؟!

لا يحتاج دور المرجعيه الدينيه في الحياه العامة والاجتماعية ، وإرشاد وتوعيه وتوجيه المجتمع نحو الطريق الصواب ، لا يحتاج الى تفسير او تأويل ، او دفاع ، فقد كانت الحريصه أشد الحرص على الدين ومصالحه المسلمين في أصقاع البلاد الاسلاميه والمواقف كثيره وكبيره بدءً من القضية الاساسيه والكبيرة للامه الاسلاميه ” فلسطين ” الى بقيه قضايا آلامه الاسلاميه ، ولم تدخر جهدا في الدفاع عن الحقوق المسلوبة للشعوب المظطهده ،والاحتلال على مر ألازمنه ، وخير مثال على ذلك كيف وقفت امام جبروت البعث الصدامي المتعجرف ، واستطاعت من الحفاظ على وحده الدين والشعب العراقي الذي ذاق الويلات على يد ماكنه البعث الإجرامية .
بعد سقوط النظام البعثي ، سعت المرجعيه الدينيه الى توحيد السياسيين وجهودهم المبذولة في بناء العمليه السياسيه ، اذ لك تنظر الى الطائفه او القومية او العرق ، بل كانت تنظر ابعد من ذلك ، الى المشروع الوطني وبناء وإعمار العراق من جديد ، وتعويض الشعب المسحوق من سنوات الذل والحرمان التي عاشها عقدين من الزمن .
 حملات التسقيط والتشهيروالاساءات ضد المرجعية الدينية المباركة لم تتوقف يوما، وفقط يمكن ان نلاحظ انها تتصاعد في بعض الاحيان، وتنخفض في احيان اخرى، ربما لاسباب محسوبة، او بصورة تلقائية ،ويقع في خطأ كبير من يتصور انه بسقوط النظام الصدامي الديكتاتوري لم يعد هناك من يستهدف المرجعية الدينية، ولايوجه اسلحته المختلفة (الاعلامية والسياسية والمخابراتية) اليها، وانما على العكس من ذلك وجدنا انه بعد سقوط ذلك النظام انفتحت الابواب امام جهات عديدة، داخلية وخارجية، للنيل من المرجعية الدينية وتشويه صورتها الناصعة، واختلطت الاجندات والمشاريع السيئة مع التصورات والاراء السطحية الساذجة، فبقايا حزب البعث الصدامي ومخابراته، والجهات صاحبة الفكر التكفيري، والعديد من دوائر المخابرات الاقليمية والدولية، كلها جندت الكثيير من امكانياتها وقدراتها لتسقيط المرجعية، لاسيما شخص المرجع الديني الكبيير اية الله العظمى السيد علي السيستاني، كجزء من الحرب المفتوحة ضد مذهب اهل البيت عليهم السلام ،واتباع ذلك المذهب.
كما ان مواقف المرجعيه الدينيه لم ترق للحكومه ،فسعت الى محاوله الوقوف والتصدي للمرجعيه من خلال طرق خبيثه ، منها صناعه مرجعيه ، او استيراد مرجع او تمويل شخوص محسوبين على الدين ، وغيرها من وسائل حاقده على المرجعيه ودورها الأبوي للشعب العراقي الجريح .
وعلى امتداد الاعوام العشر الماضيه ، هناك مصاديق وشواهد واضحة وجلية على تلك الحرب المفتوحة، فما تنشره وتقوله وتعرضه وسائل الاعلام من قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية، وما يقال عبر منابر دينية متطرفة هنا وهناك، وغيره الكثير يمثل جزءا وليس كل المصاديق والشواهد المشار اليها.
وقد يسأل شخص ما .. ولماذا كل تلك الحملات والهجمات والمؤامرات على المرجعية الدينية؟..
الجواب هنا واضح وهو ..لان المرجعية الدينية تمثل صوت الامة الحقيقي، ولانها واجهة الدفاع الاولى عن القيم والمعتقدات والثوابت الدينية الصحيحة، ولانها صمام الامان الحقيقي لكل العراقيين، والتجارب اثبتت ذلك، وشهد الاعداء قبل الاصدقاء بهذا، ولانها فوق الانتماءات والعناوين الفئوية الضيقة، وخارج دائرة الاجندات والمشاريع السياسية المحصورة بمصالح حزبية لاتلتقي مع مصالح الوطن والشعب، ولانها لم تنساق ولم ينجح السيئون في استدراجها الى حيث يتمنون ويريدون، ولانها لم ترفع راية الدفاع ضد هذا الطرف ضد الطرف الاخر.
المرجعيه الدينيه أعلنت موقفها الواضح من الانتخابات البرلمانية نيسان ٢٠١٤ ، من خلال البيانات او من خلال منبر الجمعه من الصحن الحسيني الطاهر ، وأعلنت انها مع التغيير ، وتصر على ضروره تغيير الشخوص والوجوه الحالية التي لم تقدم شيئا للوطن والشعب ، بل كانت نظرتها فئوية وحزبيه ضيقه ، فلم ترعى حقوق شعبا او متطلبات وطن يستحق ان يعيش بأمان حاله حال كل شعوب المنطقه .
المرجعيه الدينيه إذن تسعى الى تغيير واقع الحال الذي يعيشه المواطن العراقي من نقص الخدمات ، وانعدام الأمن ، وتدهور الاقتصاد ، وغيرها من الملفات الكبيرة والخطرة للفساد ولكبار مسؤولي الدوله العراقيه ، لهذا يبقى على الشعب العراقي بعد ان قالت المرجعيه قولها ،ان تعلن موقفها الصريح في الخروج الجاد للانتخابات ، وإعلان ثوره التغيير على الواقع الأسد الذي نعيشه ، وبناء الدوله العصرية ، واختيار أناس أكفاء قادرين على تحقيق طموحات الشعب العراقي في العيش حراً كريماً .

أحدث المقالات