إنتهت مباراة خرى من السباق ألجماهيري, بعد سنوات أربع حيث دوري الانتخابات في العراق.
سبق هذه ألمباريات, دعاية ساخنة تم استعمال كل ألأساليب ألإعلامية, من طرح البرامج الى تشويه الخصوم من الاحزاب المنافسه.
تخللتها حمى التهجم على ألمرجعيات ألدينية, التي قامت بانتقادٍ لاذعٍ لبعضِ ألقوائم, فما بين علماني, يريد فصل الدين عن ألسياسة, الى متدين فاسد, لا يرغب في كشف فساده أو قشله.
ما بين هذا وذاك, جرت الانتخابات مع أن كل الفرق المتبارية تعلم علم اليقين انها لا تستطيع الحكم لوحدها!
ما أن تم انتهاء ألجولة, حيث أدلى كل مواطن بدلوه واصطبغت الأصابع باللون ألبنفسجي؛ حتى سارع من طعن بالجميع, عارضاً ألشراكة, متناسياً الركلات من أعلى الرأس الى أخمص القدم, بدون رحمة ولا ظمير, حتى ان رجال الدين لم يسلموا من السنتهم! التي كانت تنفث ألسموم, لتشويه وجه الحقيقة, فَتَباً للسياسة القذرة التي لا تتصف بالحق ولا تسموا تَنِمُّ عن خلق.
رجال آلدينِ في مجتمعنا ألشرقي, لهم وزنهم ولهم احترام خاص, مهما تكن آرائهم, فاليهود يحترمون رجال الكنيسة, المسيح لهم احترام للقساوسة, وكذا الصابئة يتوحدون حول رجال دينهم, المهم عندهم خدمة البلد ورفاهية المجتمع, لافرق بين جنسية رجل الدين, فالجنسية المدنية شيء والعقيدة شيء آخر.
أما عند البعض من ساسة العراق, ما وافق الرأي السياسي والطباع مهما كانت, فهو انسان عادل, وان سكت عن توضيح الحقيقة فهو معتدل, أما الذي يكشف الرديء والسارق والمسيء, فهو ظال غريب عن الوطن اذا مانًعِتَ بالفسوق .
أعطت المرجعية العليا المتمثلة بالسيد علي ألسيستاني, التوجيهات القيمة حول طريقة اختيار القائمة وانتخاب آلمرشح, مع فتواها بالوقوف على مسافة واحدة من جميع القوائم والاشخاص, فاتخذ الفاشلين هذه الفتوى ذريعه لايهام الناس, بأن المرجعية لا تتدخل بالسياسه, ليس لكي يتسلقوا الى السلطة, بل ان هناك ما هو أخطر من ذلك, أصبحوا يروجون بأن المرجعية تُظِلُّ ألمواطن, كي لا ينتخب فإن كل شيء سيبقى على حاله, ولا يمكن التغيير.
فانبرى رجل الدين المعروف الشيخ بشير النجفي, الذي يعتبر أحد الاقطاب آلأربعة في ألنجف الأشرف, بعد ان اختلط الامر على بعض المؤمنين, وأوضح بصريح العبارة لتغيير الحكومة برمتها, فمس البعض جنون الحب للسلطة, فقالوا هذا خرف باكستاني ولا يحق له التدخل بالشأن العراقي, وتناسوا ان الدين الاسلامي لا يُفرقُ بين ألعربي والأعجمي إلا بالتقوى والصلاح والعلم, واضعين خلف ظهورهم, قول الرسول الكريم (ص) علماء أمتي, أفضل من أنبياء بني إسرائيل.
فإن كان بنو اسرائيل قد قتلوا أنبياءهم, بالنشر والصلب وغيرهما من الاساليب, فإن المتأسلمون قد قتلوا الافضل وهم العلماء, بالاعلام والالسنة الضالة.
وما اشبه اليوم بالبارحة, حيث معركة صفين, وفرض الرأي الناقص, ممن كان في جيش الإمام علي عليه ألسلام, ما أملت عليه عقولهم, فخسر الإسلام ألحقيقي معركة ضد المارقين.
إنها فتنة لتفريق الصف الموحد من أجل دنيا فانية, في من الحلال ما يحاسب عنه ومن الحرام ما يعاقب عليه, والعاقبة للمتقين.
كان همهم الأغلبية وتناسوا أن أكثرهم للحق كارهون.
فتبا لها من لعبة لا يحب الفريق ألفاشل, أن يقال له هذا تسلل وذاك “فاول”.
ولمن بقي مع الحق ألف تحية.