23 ديسمبر، 2024 12:57 ص

المرجعية والفساد… كـــش ملك!!

المرجعية والفساد… كـــش ملك!!

في خطوة عدها البعض انسحاباً، والبعض الأخر خيبة أمل. حينما قررت المرجعية الدينية سحب ورقتها السياسية في كل أسبوع. يبدو أن المرجعية باتت تدرك تدحرج كرة الثلج سريعا، واتجاه العراق نحو الهاوية، مع عقم كل الحلول التي قدمتها للحكومة من خلال منبر الجمعة.
وبعدما (بُح صوتها)، وإحراجها أمام الرأي العام، لماذا فكرت المرجعية بالانسحاب التكتيكي من المشهد السياسي؟ نعم ” تكتيكي” وليس نهائياً. حينما أعلن الصافي مستدركا “تقرر ان لا يكون ذلك أسبوعياً في الوقت الحاضر بل حسب ما يستجد من أمور وتقتضيه المناسبات”.
هذا هو الانسحاب التكتيكي, في المفهوم السياسي. والتحضير لما هو قادم. العمل على إيجاد البديل بكل هدوء وروية. لا أتصور شخصياً إن أي خطوة من المرجعية غيّر مدروسة. بل فُكر فيها ملياً.
العراق بلد حكومات الفساد، الذي استشرى حتى في حبيبات الرمل الناقلة للماء. لا ينفع فيه زعزعة تضرب أركان حكومته في ظرفه الصعب. أحزاب وإرهاب ورجالات أحزاب مستفيدة. كلها قد تحدث فوضى, أن مٌست مصالحاها.
لكن السؤال الآن: كيف سيكون التغيير؟ ومن هو البديل؟
يبدو ان التغيير سيكون عبر الحشد الشعبي، ذات “الجناح السياسي”. وذلك لمشروعيته وقدرته على تحقيق الأغلبية، واستمالة حب الناخبين المقبلين على صناديق 2018. وهي عملية (التغيير بلا انهيار).
وهذا ما كان لرمزية اختيار دعاء أهل الثغور . فهذا الدعاء للإمام السجاد (ع) قيل له كيف تدعو لجيش يزيد فقال: ان فساد السلطان لا يرفع عنكم الجهاد.. ان الله يداول الملك بين عباده ولا يرفع السنن.. والجهاد سنة الله و أم الفرائض كما الصلاة أم العبادات.. أي ان الجهاد ليس للسلطان وإنما للعقيدة.
سؤال آخر، ما معنى الحشد الشعبي الجناح السياسي الذي ذًكر في بداية الحديث؟ فالإجابة تكتمل بجدية، حين تشكيل أجنحة سياسية جديدة شابة، تعمل على اجتياح انتخابات مجالس المحافظات. وهذا ما تقوم به الآن ( عصائب أهل الحق وبدر).
ومن هنا يبدأ العمل على إفراز قيادات بديلة، ذات قبول شعبي تعمل في المرحلة القادمة بحلول واقعية. كما فعلتها طهران عام 1979 ، وحادثة (احتجاز رهائن السفارة الأمريكية) والتي أنتجت قيادة شابة كــ” أحمدي نجاد”و” معصومة ابتكار” ولعل هذا الربط التاريخي بالمستقبل العراقي غير مفهوم. إلا من أطلع على بداية إشراق السياسة الإيرانية الحديثة.