مرجع: الأصل و ما يُرجع إليه
رجع: عاد
المجتمعات لديها مرجعيات , أي منابر إستشارية معرفية , فكرية , سياسية , إقتصادية , نفسية , عسكرية , وغيرها من المراكز المهتمة بالدراسات والبحوث , وتنتهي بتوصيات ذات قيمة إنجازية تخدم المصالح الوطنية.
ومعظم دولنا تهيمن عليها مرجعية واحدة هي الدينية , التي تتوطن الغابرات وتستحضر الماضيات , ولا تستطيع الخروج من قمقمها الموشح بالضلال والبهتان , والمدفون في بحر اللون الأسود.
مرجعيات لا ترى بعيون الحياة الدنيا , فعيونها محدقة في بحار الموت , وتدفع الأجيال إليه بذرائع بهتانية صارمة ومقدسة.
ومَن يقرأ تأريخ دولنا وويلاتها , يجد أن المرجعيات الدينية فيها وعلى مر العصور , وراء ما آلت إليه أحوالها وما أصابها من تداعيات , فهي التي منعت التوجه العلمي والتفكير المنطقي الحر , وعارضت وعاقبت مَن يتجرأ على الشك بشيئ قائم أو طرح سؤال؟
فالمطلوب سمع وطاعة , ومَن يخل بشرف هذا المنطوق , خارج عن الملة وكافر وزنديق , وتحل عليه اللعنة والقصاص المرير.
بهذه الآليات التدميرية أصيبت دول الأمة بمقتل , ولا تزال العديد منها خانعة لمرجعيات مؤدينة ظلامية المنطلقات , همها ما تجنيه من أرباح وما تأخذه من المساكين بإسم الدين!!
وبهذا تؤكد بأنها رجوعية ورائية تقهقرية مناوئة لزمانها ومعادية لمكانها , ولا يصح تسميتها بالمرجعية!!
فإلى أين المسير؟!!