23 ديسمبر، 2024 4:00 ص

المرجعية هي الحل والأمل

المرجعية هي الحل والأمل

منذ إسبوع ومع بدء الأنطلاقة الأولى للمظاهرات .. سبقنا كآلعادة جميع المحلليين بفكرة أساسيّة كحلٍّ أمْثل ليس فقط لفتنة المظاهرات الحالية اللعينة التي ألمّت بآلعراق نتيجة سياسات الجّهل التي إتّبعتها الأحزاب المُتحاصصة مضافا لسياسات البعث التي أهدرت معاً ترليونات العراق و فقدت نتيجة جهلها الفكريّ والعقائديّ أكبر الفرص ألذهبيّة التي كانت يُمكن أن تكون منطلقاً لحياة جديدة آمنة مرفّهة للعراق والمنطقة, لكن أطماع الدّنيا و الرئاسة والأموال التي سُرقت من قبل الجميع -لا أستثني أحداً- قد أعمت عيونهم و سبّبت ما نراه اليوم من مآسي وخراب وقتل في أسوء وأكبر صورة تُعبّر عنها مظاهرات الموت التي ألَمَّت بالعراق بقضّها و قضيضها؛ بمستضعفيها المتظاهرين المحقين و بمستكبريها النافذين الظالمين, وآلحقيقة لم نسبق الناس بإسبوع في مقالاتنا .. بل منذ سقوط صدام وقبله و للآن نؤكد على الحلّ الأمثل ولم نغيّر لأننا لا نرى سوى الله في فلسفتنا للحياة و الكون!

أللعنة و الخزي على صدام الجاهل المجرم وكلّ صدّامي ومتحاصص يُحاول إعادة البعث الجاهل عبر تجنيد أمريكا وحلفاؤها لرؤوس ألمتظاهرين من أيتام البعث ومجاهدي خلق بدعمٍ ووعود واضحة من القنوات الأعلامية خصوصاً الحرّة والبغدادية والشرقية والغربية!

ألموضوع لا ينتهي إلى هنا .. و لا يتحدّد لمجرّد سوء الخدمات والبطالة وهي واقع حال وكحق و مطلب جماهيري؛ ولا عند تدخل الجّهات الخارجيّة المعنيّة وهو واقع حال أيضا لتغيير الدّاخل العراقي؛ بل تتعدى آلأسباب إلى جذور ضاربة في أعماق العقل الحزبي والعشائري العراقي ألمُعبّأ والمكبل بأنواع آلجّهل الفكريّ .. أكرّر (الفكري ألمركّب) للأحزاب المتحاصصة المعروفة .. وإنّ كل ما نشهده هو نتاج طبيعي لما آمن به المتحاصصون أصلاً بإعتبار التحزب والسياسة في عقيدتهم وكما أثبتوا عملياً؛ هي لأجل المال والمناصب التي تُجيز إتباع إية وسيلة لتحقيقها بحسب رأي ميكافيللي أو الحوزة العلمية التي تُجيز نظرية (التزاحم)!

في هذا الوسط الجاهليّ الآسن ؛ ماذا يُمكنني أنْ أفعل لوحدي و أنا مُحمّلٌ بثقل السّماوات و الأرض عبر (الفلسفة الكونية) التي يصعب على العقل العراقي إستيعابهُ, بإستثناء مجموعة قليلة من المثقفين المستضعفين الذين وحدهم يحملون معنا همّ الله تعالى وأهله في قلوبهم لأيمانهم بآلفكر والحبّ والرحمة التي تعكس ألعدالة كحلّ جذري للعراق الذي يحكمه الظلم منذ آدم(ع) وللآن بإستثناء 5 سنوات هي فترة حكم العليّ الأعلى, هذا مقابل جيوش من الأحزاب و الكروبات والمجموعات المُدّعية “للعلم و الثقافة و السياسة وو” التي وصلت للآلاف, تُحركهم أكثر من 500 حزب و حركة قبل و بعد صدام وخلفهم قوى إستكبارية لا تفهم إلا القوة.
إنّ الحكومات الجديدة المختلفة بقيادة تلك الأحزاب و الكروبات نفسها بعد ٢٠٠٣م هي السبب المباشر لهذا الوضع, هؤلاء تبيّن أنهم لا يختلفون عن صدام إلّا قليلاً لهدفهم المشترك, بل إحتضنوا البعثيين و شاركوهم في(ألعملية السياسية) وصرفوا لهم الرواتب التقاعدية بينهم أعضاء الفِرق والشُّعب والضباط والحمايات بدعوى كسب ودّهم خصوصاً حماية صدام كأرشد ياسين وأمثاله مع فدائيي صدام والبعثيين وضباط الجيش الكبار ألذين قتلوا الشعب و آلجيران, بينما جبنوا وإختبؤوا في الجّحور على طريقة سيّدهم حين داهمتهم جيوش الأعداء بعقر دورهم و ثكناتهم، وفي مقابل كلّ هذا الفساد والخراب والجهل؛ منعوا رواتبنا نحن أهل الفكر والعلم والتأريخ؛ ألذين قدّمنا ما لم يُقدّم عُشرهُ أقدم سياسيّ مُتحاصص؛ نحن الذين قاتلنا صدام لنصف قرن ويزيد وعلى كل الجبهات وتحملنا الجوع والمرض والغربة وللآن نعاني الأمرّين حتى آلدّيون ألثقيلة ولم نتوجّه ولم نصانع إلاّ وجه لله تعالى كما علّمنا الصدر بآلسّر!

نحن الذين ما زلنا نتأمّل من إخواننا الطيّبين كالأستاذ أبو فاطمة المحترم؛ إنهاء تلك المعاملات(ألُمعاناة) المُمتدة بسبب الجّهلاء منذ ١٩٧٩م وللآن ومكافئتنا بَدَلَ معاقبتنا لرفضنا دفع الرشوة والتحاصص لقهر البعثيّن ألذين أفرحهم المُتحاصصون الذين قتلوا أنفسهم على العملية السياسية ونتائجها, بعد ما شربوا دمّ الشهداء وفي مقدمتهم الصدر, و هذه نتائج أعمالهم الشنيعة المحرمة أمامكم.

فكيف لا يفرح الصّدامي والبعثي و المخابراتي و العسكري الجبان وهم يستأسدون ويتنمرون علينا بمظاهراتهم المدعومة مع هذا الحال .. خصوصاً حين يجدون كلّ هذا التعامل السّخي والحب والاحترام من المتحاصصين بصرف التقاعد والرواتب والمكافآت والمناصب و التي لم يشهدوها حتى زمن سيّدهم صدام نفسه؟

لذا نطالب كل شريف التّضّييق عليهم وقطع رواتبهم والمتحاصصين قبل فوات الأوان وتحويلها لمستحقّيها ولمن يعارضهم وليس العكس كما هو واقع الحال, لبناء العراق و إستثمار عائدته الضخمة التي ملأت بلدان العالم بسبب فساد الظالمين.

والمرجعيّة هي الأمل والحلّ بعد ما جرّبنا السياسيّن, خصوصاً وإنّ المرجعية اليوم تمتلك اقوى جيش وحشد مُعبّأ و مُسلّح في المنطقة, ولتعلم مرجعيتنا الموقرة التي هي الأمل و الحلّ؛ بأنّها إن لم تتدخل هذه المرّة مباشرة و بآلعلن و كما فعلت في مواجهة (داعش) بوضع النقاط على الحروف بتعينها مباشرة لمن يُمكن الأعتماد عليه لتأسيس الحكومة القوية العادلة المنتخبة مباشرة؛ فإنّ الوضع سينهار و ستتَحمّل هي – أيّ المرجعيّة – قبل الجّميع مسؤولية الخراب و عودة البعثيين الفاسقين وإستمرار الظلم وإن بعناويين وتسميات و أغطية مختلفة وستتحمّل بنفسها و المتحاصصين وِزرَ كل فساد وظلم يترتب على ذلك.
اللهم إني قد بلّغت .. اللهم فإشهد. للتفاصيل: راجعوا مقالنا الأخير، بعنوان: هل ستضع المرجعية النقاط على الحروف؟