أيها الناس انتبهوا أنكم تؤكلون بصمتكم، ويتوهم الساكنون في البروج العاجية الصامتة أن صمتكم وخنوعكم هو رصيد رضا للمرجعية، وثقة منكم بتلك المرجعية التي بحسب ما يدعي خطيبها الكربلائي على منبر الجمعة أن قرارات المرجعية هي قرارات إلهية!!! ووالله العجب لا ينقضي من هذا الاستخفاف بعقول الناس والاستهزاء الذي يضيق به الوصف، فأين الله سبحانه، وأين قرارات المرجعية؟؟!!
الكربلائي يقول إن الصوت الخالي الصافي من المصالح الدنيوية هو صوت المرجعية الدينية!!!! يعني الآن الحمايات والبيوت الفخمة والأرصدة البنكية والمؤسسات التي ظاهرها ديني وهي دنيوية خالصة بكل ما تعني الكلمة هذه كلها امور لا علاقة لها بالدنيا لا من قريب ولا من بعيد!!! نعم، الحمايات هي بديل الوضوء، والبيوت الفخمة هي بديل للمساجد، والأرصدة البنكية هي الحسنات التي تنقلب ببركة المرجعية إلى حسابات تبدأ ولا تنتهي!!!
المرجعية التي تعزف على وتر الدستور والانتخابات هي تحكم بحكم الله سبحانه!!!! إذن نحن بسطاء العقول نسأل ببساطة : هل القرآن الكريم أنزله الله سبحانه لكي يكون ساحة للمسابقات والتباري بالاصوات والعمل بشعار (الأنغام والأحكام)؟؟ الآن بعد خطبة الجمعة عرفنا من المرجعية أن القرآن ليس دستورا إلهيا لقيادة الحياة، وهو غير قادر على درء المفاسد وتحصيل المصالح، بل على العكس هذا الدستور الذي يعيش حالة (اللت والعجن) هو بعين المرجعية من يحدد مصالح الشعب، ويبعد عنه المفاسد!!!!
ويستمر العجب عندما يقول الكربلائي أن المرجعية لها مقام النيابة العامة للإمام المهدي(ص)!!! ما هو مقام الإمام المهدي(ص) في حياة الناس؟؟!! أليس هو خليفة الله على أرضه والحاكم بأمر الله؟ فمن يدعي نيابة الإمام(ع) فعليه أن يعلن نفسه قائدا للناس استنادا إلى القاعدة التي تؤمن بها المرجعية أن النائب عن الإمام(ع) لابد أن يقوم مقامه وإلا فلا قيمة لتلك النيابة، ونحن هنا نسأل : هل أن الإمام المهدي(ص) من مهامه إبعاد القرآن عن ساحة تدبير شؤون الحياة ونقله لساحة التباري بالأصوات، وإقامة الدستور التي لا اقل أن الأيادي الأمريكية ليست بعيدة عنه إن لم نقل يدها طولى بتسطيره وكتابة مواده!!!
إذن أي عدل سيأتي به مهدي المرجعية وأي ظلم سيرفعه مادام النائب عنه والقائم مقامه (أعني المرجعية بحسب زعم الكربلائي) ترى أن نجاة الناس ومصالحهم منوطة بتطبيق الدستور وترسيخ الانتخابات، وبحسب زعم الكربلائي المجاني أن المرجعية هي الجهة الوحيدة القادرة على تشخيص المصالح ودرء المفاسد!!! ولا أدري أي مفسدة درأتها المرجعية وأي مصلحة جلبتها منذ سقوط الصنم وطاغية العصر وحتى يوم الناس هذا؟؟!! ومنذ متى كان أهل الدين يعولون على خفق النعال خلفهم، وهم يعلمون أن أمير المؤمنين(ص) يقول (إن خفق النعال خلف أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النوكى. )(المحاسن للبرقي: 2/629)، ومتى كان أهل الدين يحسبون الرصيد الجماهيري؟؟!!
لا أدري بأي منظار تنظر المرجعية التي يزعم خطيبها أن لها مقام النيابة العامة وهي تحظى ـ بحسب قول الكربلائي ـ بمحبة الملايين واتباع الملايين الذين يدينون لها بالطاعة، كيف يفسر لنا قول الروايات الواردة عن آل محمد الطاهرين(ص) التي تؤكد أن الإمام المهدي(ص) ينتظر أن يكتمل عدد اتباعه الذين يقوم بهم لإقامة القسط والعدل وهو (10313) فما نسبة هذا العدد الذين هم أنصار المهدي(ص) من الملايين الذين يتحدث عنهم الكربلائي اتباعا للمرجعية؟؟ وهل نحتاج إلى دليل واقعي اوضح من هذا الدليل الذي يكشف عن أن المرجعية لا علاقة لها بالإمام المهدي(ص) لا من قريب ولا من بعيد، وليس لها علاقة بالمهدي اللهم إلا بلقلقة اللسان والقيام ووضع اليد على الراس ، لأن العقل يقول : الإمام(ع) ينتظر اكتمال هذا العدد الذي يشكل نسبة اقل من الواحد بالمائة أو حتى لو قلنا نسبة واحد بالمائة من اتباع المرجعية التي تدعي نيابة الإمام العامة فنحن أمام أمرين لا ثالث لهما وهما :
الأول : إن الإمام(ص) ترك الأمة على الرغم من حضور الناصر بأضعاف العدد الذي ذكرته الروايات الشريفة، وبذلك يكون الإمام(ص) ـ وحاشاه ـ هو المقصر بحق الأمة والمضيع لها، وهذا لا يقول به من له مسكة عقل.
الثاني : أن هذه المرجعية القائمة اليوم لا علاقة لها بالإمام المهدي(ص) لا من قريب ولا من بعيد، وما تدعيه من نيابة عامة هو مجرد ادعاء لا دليل عليه أبدا سوى اجماع الفقهاء على رأي رأوه، ودين الله لا يؤخذ بالآراء، بل يؤخذ بالدليل الشرعي من القرآن والعترة فقط ولا شيء سواهما، وهذا الأمر الثاني واضح اليوم في واقع المرجعية، فأين المصالح التي شخصتها وهي تدعو الناس إلى الانتخابات التي هي خلاف دين الله سبحانه، وتدعو الناس إلى التمسك بالدستور وتجعل كتاب الله خلف ظهرها، فأي نيابة هذه؟؟
ولا نريد أن ندخل في تفاصيل ما تفعله المرجعية في فتاواها العجيبة الغريبة التي لا علاقة لها بدين الله سبحانه لا من قريب ولا من بعيد، فالله سبحانه يبين بشكل واضح جلي أن أمره ودينه واحد لا اختلاف فيه، وحكمه واحد لا اختلاف فيه، فقال عز من قائل {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}(النساء/82)، فهذه الآية الكريمة بينة في أن ما يدعيه الفقهاء بزعمهم (أن الاختلاف لا يفسد للود قضية) هو محض وهم لا قيمة له لأن الاختلاف هو فساد للقضية كلها، ولذلك الله سبحانه يعلن بصريح العبارة أن الاختلاف ليس من الله سبحانه لا في قضية، ولا في حكم، ولا في أمر أو فتوى، فماذا تقول المرجعية وفقهاؤها الذين جعلوا الناس يضربون رأسا برأس، فالعائلة واحدة، وأفرادها شخص يفطر يوم الخميس لأنه يقلد فلان، وآخر منهم صام الخميس وأفطر الجمعة، والمساكين الذين في اوربا صار شهر رمضان عندهم واحدا وثلاثين يوما هكذا بجرة قلم مرجعية (بعد التحري عن هلال شهر شوال ووفق المعطيات المتوفرة فانه لم يمكن رؤية الهلال في هذه الليلة في المملكة المتحدة والدول الاسكندنافية واروبا إلا في اقصى جنوبه في اسبانيا و نحوها وعليه فسيصادف عيد الفطر المبارك يوم السبت 10 آب 2013م) وهذا رابط هذا الإعلان المرجعي لمن شاء أن يتأكد (http://www.najaf.org/?lang=arabic) .
فهل هناك مصلحة في وقوع الخلاف في الاسرة الواحدة، وهل يعني الفساد باجتماعهم وتوحدهم؟؟ أين شعار الوحدة والتآخي الذي ترفعه المرجعية وهي تفرق بين أفراد الاسرة الواحدة، فمن لا يستطيع أن يحقق الوحدة في إطار الاسرة هل يستطيع أن يحققها في إطار مجتمع فيه كل أمراض التفرقة وجراثيمها؟؟ أنتم تقولون بألسنتكم (فاقد الشيء لا يعطيه)، وأنتم عاجزون عن توحيد الناس في عيدهم وبإطار الاسرة الواحدة، فكيف تزعمون أنكم من يمثل مصالح الناس ويدرأ عنهم المفاسد؟؟ اليس الاختلاف مفسدة أو هو مصلحة في شريعتكم؟؟!!
إذن الحق أن المرجعية أبعد ما تكون من هذا الادعاء كون قراراتها قرارات إلهية، فهذا الوصف الذي تفوه به خطيب جمعة المرجعية فيه مجازفة خطيرة لا يقوم عليها دليل، ولا يسندها برهان، أما مسألة المزايدات بأعداد الاتباع، فأظن أن المرجعية خاسرة في هذا السباق وفي هذه الساحة، لأن السلفية أضعاف عددهم، والسنة يقولون أن عددهم ناهز المليار، والمسيح يقولون أن عددهم كذا مليار إنسان، فهل هذا يعني أن أولئك هم أصحاب حق لأن سوادهم أعظم؟؟؟!!! قال تعالى{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}(الأعراف/179)، هذا حكم القرآن بالكثرة، بل ما وقف القرآن على كثرة إلا وذمها، فكيف تكون قرارات المرجعية إلهية، والمرجعية تتفاخر بكثرة الاتباع، وهذا التفاخر هو خلاف صريح القرآن وهو كتاب الله سبحانه؟؟؟!! لقد كانت الخطبة الثانية من جمعة كربلاء صيحة إعلانية مجانية لا يسندها دليل بل الدليل الواضح قائم على خلافها ونقيضها، فهل ينتبه الناس إلى ما يراد بهم، وتدبروا قول الله سبحانه عن حالكم غدا عندما تنكشف لكم حقيقة هذا الاتباع، قال تعالى{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}(الأحزاب/67).