في خطبة الجمعة يوم (24-7-2015) بكربلاء وجه ممثل المرجعية اتهاما مبطنا لقادة الكتل السياسية العراقية بالفساد عندما قال بمعرض حديثه عن محاربة الفساد( ونقولها بصراحة- ان لم يبدأ القادة بمكاتبهم وبمن يرتبط بهم ويحسب عليهم في هذه الاجراءات فلا امل قريب يرتجى في علاج ذلك.ولاحول ولا قوة الا بالله) هناك مثل شعبي يقول( لكي تطاع اطلب المستطاع ) وهذا الطلب فوق طاقة قادة الكتل السياسية لهذا لايمكن تنفيذه لان حجم ونوع الفساد في العراق من النوع الذي لايمكن محاربته الا اذا توفرت (ارادة سياسية ) وهي غير موجودة عند هؤلاء القادة لسبين الاول /ان هؤلاء القادة تهيمن عليهم حواضنهم الاقليمية او الدولية قبل او بعد 2003 وتسخدمهم كمعاول هدم لتدمير العراق واغراقه بالصراعات الطائفية والفساد والسبب الثاني / شعور هؤلاء القادة بالغربه وفقدان الثقة بانفسهم وبالتهديد الدائم والوحدة والانعزال داخل المنطقه الخضراء المحصنة وغيرها من القلاع لان حواضنهم الخارجية فرضتهم بالقوة الغاشمة على الشعب العراقي في ظروف غير طبيعية و شاذه كان العراقيون يزحفون على بطونهم وقدمتهم على انهم مجاهدون تاريخون وبتالي الممثلون الشرعيون الوحيدون للشعب العراقي القاصر ليكون حق الترشيح لكل الانتخابات التي جرت قي العراق منذعام 2003 ولغاية 2014 حكرا لهذه الكتل ومشتقاتها حصرا وهي (1المجلس الاعلى ومشتقاته2 الدعوة ومشتقاته3 التيار الصدري ومشتقاته) وحاضنهم الخارجية( ايران وسوريا )( 4الحزب الاسلامي ومشتقاته5 القائمة العراقية ومشتقاتها6الحوار الوطني ومشتقاته7 الجزبين الكرديين ومشتقاتهم) وهؤلاء حاضنتهم الخارجية (السعودية وتركيا وامريكا).. وكل تنظيم سياسي اخراو مواطن عراقي مستقل لاينتمي لهذه الكتل السبعة ويرغب بالترشيح لاي انتخابات تجري في العراق سيكون امام ثلاث خيارات وهي (1 الاتصال بالحواضن الخارجية ليؤدي لها فروض الطاعة ويحصل على موافقتها 2 يعلن الولاء ويبيع نفسه سرا لاحد الكتل السياسية السبعة 3 التصفية الجسدية بالمفخخات و العبوات الاصقة و المسدسات الكاتمة لابعاده عن الانتخابات في حال رفضه الخيار الاول او الثاني).. فالحواضن الخارجية جهزت الكتل السياسية العراقية المهيمنه عليها بقتلة محترفون ومال وسلاح يكفي لاحتكار العمل السياسي بالعراق. ولكي تعطي الحواظن الخارجية لهذه الحالة الشاذه الصفة الطبيعية والعادية لدى العقل الجمعي العراقي فانها ادخلت مراجع الدين خاصة في النجف لمنح هذه الكتل الغطاء المعنوي والشرعي عبر فتاوي المرجع بان المشاركة الواسعة بالانتخابات التي تحتكرها و تنظمها وتشرف عليها هذه الكتل مع حواضنها الخارجية بمثابة واجب شرعي لايقل اهمية من الصلاة والصوم .وبنفس الوقت عملت الحواضن الخارجية بواسطة الكتل السياسية التابعة لها بعدم تشريع قوانين (1 قانون الاحزاب2 قانون من اين لك هذا3 قانون المحكمة الاتحادية4 قانون الانتخابات 5قانون حرية الوصول الى المعلومات) وهذه القوانين هي العمود الفقري لاي نظام ديمقراطي و شبه ديمقراطي في العالم لتصبح هذه الحالة الشاذة بمثابة (العرف المعتاد ) وبعد اكتمال هذا الفخ المخفي والمحكم التي اعدته الحواضن الخارجية واتباعها من الكتل السياسية للشعب العراقي من اجل التربع بقمة السلطة ليوم يبعثون بعد ان ضمنت الفوز بكل الانتخابات جاءت الفتوى الكارثية الاولى عام 2003 من المرجع السستاني ب (صوتك اغلى من الذهب ) وكانت ثمرتها المرة الدستورالمفخخ الذي طبخ في ثلاثة شهور فقط ليطلب مرة اخرى السيد السستاني من الشعب العراقي الاستفتاء على كل فقرات الدستور( بالجملة) (بنعم )او(لا ) وليس كما يجري الاستفتاء على الدساتير بكل دول العالم فقرة فقرة او كل فقرة لوحدها (بنعم )او (لا ) حتى يمكن ازالة المففخات وكانت تكلفة الدستور تحول العراق الى( دولة فاشلة وحمام دم).. وفي اخر مسرحية انتخابية جرت العام الماضي2014 ذهبت كلعادة هذه الكتل السبعة الفاسدة مع حواضنها الخارجية تنظم وتشرف وتضع قانون انتخابات على مزاجها ليكون كل المرشحين لخوض الانتخابات من اتباعها وعملت حتى كيانات وهمية تابعة لها يقودها فاسدون مؤجورون ترفع شعارات الوطنية والتحرر من الهيمنة الاجنبية ومحاربة الطائفية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد امعانا في تظليل اكبر عدد من العراقيين ولتوفير الغطاء(المقدس-الديني-الالهي) خرج ممثل السيد علي السستاني يطلب من الشعب العراقي ليس انتخاب (الصالح ) وانما انتخاب (الاصلح ) في انتخابات لم يترشح لها الا(الطالح والاطلح )من الكتل السياسية السبعة ومشتقاتها. ومن خلال كل الكلام اعلاه يمكن الوصول الى نتيجة اولى/ مفادها ان كل الانتخابات التي جرت في العراق منذ عام 2003ولغاية 2014 تنظمها وتشرف عليها ثلاث جهات وهي( 1 الحواضن الخارجية 2 الكتل السياسية العراقية التابعة لها 3 المراجع الدينية ) وابرزهم (السيد السستاني ) لتفوز في النهاية الكتل السياسية التي تهيمن عليها الحواضن الخارجية . وهذا هو تفسير لماذا لم يلتزم الشعب بوصايا المرجعية وينتخب (الاصلح ) وتفسير لماذا ينتخب الشعب البرلمان والحكومة اليوم ويتهمهم بالفساد ويتظاهر ضدهم غدا…اما النتيجة الثانية /ان فقدان الشرعية القانونية والشعبية للكتل السياسية السبعة جعلها تتمسك بحواضنها الخارجية مما حول العراق الى بلد تحتلة يصورة مباشرة او غير مباشرة خمسة دول على الاقل وهي (ايران-سوريا -.السعودية-تركيا- –امريكا) لتعيث فيه فسادا وتنتهك حرمات اهله ..اما النتيجة الثانية / فهي لو لم تتدخل المرجعية (بالسياسة ) وتوفر الغطاء المعنوي و الشرعي لهذه الكتل السبعة الفاشلة والفاسدة في العراق منذ عام 2003 ولحد اليوم 2015 لما خرجت الاوضاع بهذا البلد عن احد الاحتمالات التالية ( 1جيده جدا2 جيده 3 اقل سوءا بكثير) والسبب ان السيد السستاني رجل دين لم يتعاطى العمل السياسي في حياته ولم يعرف لديه أي اهتمامات سياسية وكل خبرته السياسية قبل 2003 هو كتابة رسائل تهنئة للجزار صدام حسين بذكرى عيد ميلاده او بذكرى اتصاراته الوهمية ربما للتقية والله وحده اعلم.. هل تعرض المرجع السستاني لضغوط هائلة من قبل (الحواضن الخارجية ) تحديدا لكي يوفر الغطاء المعنوي والشرعي للكتل التابعة لها؟؟ هذا وارد جدا ولو رفض العمل معها من المحتمل ان مصيره سيكون اكثر هولا من مصير ايه الله شريعتمداري مرجع قم عام 1979 عندما رفض ولايه الفقيه وبعدها رفض استمرار الحرب العراقية الايرانية بعد هزيمة العراق بمعركة خرمشهر وانسحابه من كل الاراضي الايرانية وعلى اثرها لفقت له تهمة عام1982صبختها( المخابرات الامريكية وجهاز السافاما الايراني ) واودت بحياته عام 1986 (( وبعد ذلك لم يسلم رجال الأمن جثمانه الطاهر لإسرته، بل وري الثرى سرا وليلا بواسطتهم في مقبرة أبوحسين في غرفة جنب المراحيض وهذه إهانة و هتك لحرمة هذا المرجع العظيم، و خلافا لوصيته، ثم منعوا المرحوم آية الله العلامة السيد رضا الصدر أن يقيم الصلاة عليه، و كان هو الموصي من قبل المرجع الشهيد بذلك، و من ثم منعوا إقامة أي مجلس عزاء و تأبين له بعد إستشهاد المرجع المظلوم آية الله العظمى السيد محمد كاظم شريعتمداري)) …المصدر(في سجن ولاية الفقيه-لايه الله العلامة رضا الصدر شقيق الامام الشهيد موسى الصدر).. وكان مرجع النجف انذاك ايه الله الخوئي من اشد المعترضين على طرد المرجع ايه الله شريعتمداري من مرجعية قم عام 1982 والتنكيل به بهذه الطريقة المهينة في حياته وبعد استشهادة ولقد دفع السيد الخوئي ثمن هذا الموقف المشرف غاليا حتى بعد وفاته عندما تم اغتيال نجله في العراق السيد عبد المجيد الخوئي في ظروف غامضة عام 2003 ولقد اسدل الستار على هذه الماساة بدون اجراء أي تحقيق.. و كتب ايضا المرحوم آية الله العظمى السيد الكلبايكاني وهو من ابرز مراجع قم برقية إلى السيد الخميني طالب فيها تدارك الإهانات التي وجهت إلى الشهيد المظلوم و المرجعية المظلومة، كما أبدى عن أسفه الشديد عن منع التشييع و الدفن في المحل الغير مناسب و الإهانات التي تعرض لها الشهيد المظلوم بعد إستشهاده، و هذه نص البرقية:
((قم – طهران – رقم 134-128-15-1
طهران- جماران سماحة المستطاب آية الله السيد الخميني دامت بركاته
بعد إبلاغ السلام، أتمنى لكم المزيد من التوفيقات.
إن ما جرى بينكم و بين آية الله الشريعتمداري طاب ثراه، حكمه عند الله تعالى، و كذلك حسب الظاهر عند التاريخ، أتمنى أن تكونوا مصداقا للآية الكريمة “و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين”، و الآن قد نشر خبر رحيل سماحته، لذلك رأيت من الضروري أن أعبر عن قلقي و تعزيتي من أمر تجهيزه الذي جرى من دون التشييع و الإحترامات اللازمة، و التدفين المخفي في المحل الغير مناسب، و أعبر عن أسفي الشديد لذلك. أنتظر منكم الآن أيضا في الحد الممكن، أن تتداركوا تلك الإهانات التي تعرض لها سماحته، و الإهانات التي تعرضت لها المرجعية، أن تتداركوها شخصيا، أسئل الله تعالى إعلاء كلمة الإسلام و المسلمين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
24 رجب 1406 الكلبايكاني))
… ان العراق يتقدم الان افعانستان والصومال ودول جنوب الصحراء في الخراب المادي والانساني وكان لرجال الدين (الشيعة اولا والسنه ثانيا ) دورا رياديا قي هذا الخراب نتيجة تتدخلهم التخريبي في السياسة عندما قبلوا ان يجعلوا من انفسهم غطاء لكل القوى السياسية الفاسدة والفاقدة للارادة الوطنية نتيحة تبعيتها العمياء لحواضنها الخارجية واذا استمر هذا الحال لفترة اطول فان كل الاوراق المخفيه سيكشفها الزمن وكرة النار التي ترميها المؤسسة الدينية على حلفاءها من الكتل السياسية الفاسدة عند كل ازمة ويدفع ثمنها الشعب العراقي سوف تردت عليها لامحالة.. . كل عاقل يقول اذا اريد للعراق ان يكون بخير وتحفظ للدين ولرجال الدين هيبتهم فمن الضروري جدا عن يبتعد رجال الدين عن السياسة لان ممارساتهم السياسية كانت وبالا على العراق والعراقيين منذ عام 2003 ولحد اليوم..