المرجعية في خطبتها الثانية , وصفت السياسيين في بلدنا , ( كما يأس الكفار من أصحاب القبور ) .. هل يعقل أن تشكوا المرجعية ( صاحبة القرار) , الله سبحانه , بهؤلاء الخردة , خلف الجدر , بعد أن صموا أذانهم للنصائح والارشاد .. المرجعية , بكلمة واحدة , أسست فيالق من الرجال , لمواجهة الارهاب .. وهي , العقل المدبر والخفي , لتشكيل الوزارات العراقية , بعد الاطاحة بصدام حسين .. ولو أرادت , وبكلمة واحدة أيضا , أن تزيح , كل هؤلاء السفلة , من خوارج العصر , وأكلي السحت الحرام .. لم نعهد , أن تكون المرجعية , بهذا الوهن والبؤس , والخنوع لارادة الطغاة , وترك أمور البلاد والعباد , بيد حفنة من السراق , ومصاصي قوت الشعب , وتقول ( شكوناكم الى الله ) ..
اليوم , في خطبة الجمعة , سمعنا من المرجعية الرشيدة , وهي تردد , نفس ديباجة الرئاسات الثلاث , ( تستنكر وتدين وتندد ) , وكأن المائة شهيد , وقبلهم وما بعدهم , الذين سقطوا , زيادة على الشعب المنكوب , أو وكما يشاع , أن مكتب المرجعية أستلم من الحكومة الرشيدة , حصته الشهرية , وأن الشعب له رب يحميه ..
( شكوناكم الى الله ) .. مقولة , ترددها أمراءة تشكو زوجها الى الله .. أو رجل تحايل عليه مديره أو رئيس قسمه .. يمكن أن تكون هذه الجملة , لها معنى .. أما عندما , ترددها المرجعية , ( وبح صوتنا ) فأن هناك , وما خفي كان أعظم .. وهذه المقولة , تعطي أنطباعا للذين يمسكون السلطة , بأن عليهم أن يستمروا في طريق أذلال وتركيع الشعب .. وأن المرجعية , لا سلطة ولا قرار على هؤلاء السياسيين ..
على المرجعية , وفي كل وقت ومكان , أن يكون لها صوت مسموع وعملي , ولا يبح صوتها , وتشتكي , وأن لا تكتفي بالتحذير , وتترك أمور العراق والعراقيين , لاصحاب الاجندات الغير الوطنية , أن يعبثوا في مستقبل الاجيال القادمة .. عندها سيكون للشعب كلمته !!!