كانت حكومة النظام المقبور تُصدِر يوميّا القرار تلو القرار عبر وسائل اعلامها بمنح الهِبات والمكرمات للشعب العراقي بمناسبة او بدون مناسبة . ولكن في الحقيقة مامِن فائدة تُرجى او نتيجة قد كَسَبها الشعب من هذه القرارات وهذه المِنَح .. إلّا اللهُمّ النَزر اليسير او فقط بما يُفيد رفاق الدرب للحكومة نفسها .
في وقتنا الحالي : صرّحت المرجعيّة العُليا ، وقالت المرجعيّة ، ونبّهت المرجعيّة ، وأكّدت المرجعيّة .. الخ من التصريحات الفارغة ، وايضا عبر وكلاءَها ووسائل الاعلام التابِعة والمُسخّرة والمؤيِّدة لها . ومرّةً اخرى ونفس الشيء لم يستِفد الشعب العراقي ولم يرَ أي نتيجة او فائِدة من هذه التصريحات رغم ما يمُرّ به العراق من مظالم ويُعاني منه الشعب العراقي من ويلات .
فما هو دور المرجعيّة في هذا العِراك الدائر في العراق ؟ ما هو تكليفَها ؟ وما هي واجباتها الروحيّة والانسانيّة والوطنيّة في هذا الحراك المُظلِم الذي يُحيط بالمجتمع العراقي ؟ اين بصمَتَها الفعليّة الملموسة ؟ اين موقِفَها الواضِح المُناصِر للشعب ؟ ألا تراه يتعذّب وسطَ هذا الجحيم ؟ ألا ترى العراق يحترِق ؟ ألا ترى الفساد والسّلب والنّهب والرِّشا قد عمَّ البلاد ؟ ألا ترى دماء الأبرياء تُسفك بغير ذنب ؟ ألا تسمع بكاء اليتامى ؟ ألا تسمع صوت الارامل والثُكالى ؟ ألا ترى .. ألا تسمع صوت الظُلم قد صَعد الى عنان السماء ؟ ألا ترى فساد الساسة ؟ ألا ترى الميليشيات تسرح وتمرح وقد عاثت فسادا في البلاد ؟ ألستِ انتِ ايتها المرجعيّة العليا مَن سلّطَتِ هؤلاء الساسة الفاسدين على رِقاب الشعب العراقي ؟ ألستِ انتِ ايتها المرجعيّة العُليا مَن بَرّرتِ موقفكِ الهَزيل امام الشعب العراقي مُعتذِرة وقُلتِ أنكِ تقِفين على مسافة واحِدة من جميع القوائم المُرشّحة للانتخابات .. نفسِ المسافة حتى مع القوائم وشخوصَها الفاسدين رغمَ ثبوت فسادهم ؟ وطالما ردّدتِ عبر مكاتبكِ ووكلائكِ عبارتكِالمشهورة (أقف على مسافة واحدة من جميع الكتل والقوائم!!!) ولم تُحدّدينوع وحجم وطبيعة كل قائمة وعن مدى نزاهة وإخلاص ووطنية كل قائمة حتىيعرف الشعب نوع المسافة بين الباطل والحق وبين السافل والمناضل وبين الصالح والطالح . وهل هي مسافة واحدة بالتمام والكمال!! ام ان هناك قُربلأكثر القوائم فسادا وعمالة وخسّة!!؟ وهنا حدّدتِ موقفكِ مع هؤلاء ووقفتِ معهم !! ودورك الصريح والمكشوف في دعم القوائم الفاسدة والطائفية عبر مئاتاللقاءات والزيارة لهؤلاء الساسة في زيارات تكاد تكون يومية لبرانيكالحصينة!! ثم يُطلِعنا الإعلام اليومي زار الفاسد الفلاني والسارق الفلانيوالعميل الفلاني براني السيستاني مما منح الفاسدين صلاحيات واسعة فيالإيغال بجرائمهم دون رادع وكاشف وتركت المرجعية العليا دورها في الأمربالمعروف والنهي عن المنكر لأنها(تقف على مسافة واحده!!) ولما شاهدتالقتل بالعراقيين ونزيف الدم الجاري وهي تعرف ان مَن فتح لهم برانيه هو في الحقيقة مَن يقف خلف هذا النزيف لأنّها تعرف جيدا ( مَن أحبّ عمَل قومٍ أُشرِك معهم .. ) لكن لا يتكلم لأنه (يقف على مسافة واحدة( . وتُشاهد المرجعية العليا مستوى التردي والفساد الإداري وتدهور الوضع الخدَمي والمعيشي للشعبالعراقي وهي تعرف السبب والمسبب لكنها لا تتكلم لانها(تقف على مسافهواحدة) وعندما تاتي الانتخابات وتقترب فرصة خلاص الشعب من اللصوص والقتلةوالعملاء الذين دمّروا الوطن ودمّروا شعبه بسبب شعارات الطائفية المقيتة والمحاصصات والعمالة العلنية للشرق والغرب أعداء العراق وباتت فرصانهيارهم تتسارع هنا تركت المرجعية العليا المسافة الواحدة لتهرول نحوهموتُطلق طُلّاب حوزاتها وتطلب منهم إنقاذ إخوتهم وولاة نعمتهم كي يعيدوا لهمفرصة العودة للسلطة ولتذهب المسافة الواحدة الى الجحيم!! وهذا الذي حدثامام مرأى ومسمع الجميع ! فعرف المجتمع العراقي ان فتاوى المرجعية العليا كانت هي طوق النجاة الذي أنقذ قائمة الائتلاف الوطني وجعل منهااليوم تفرض نفسها من جديد بعد ان كادت تنتهي الى غير رجعه… ألستِ انتِ ايتها المرجعيّة العليا وأخوتك الثلاثة من أوجبتم على الشعب العراقي وألزَمتموه بأنتخاب القوائم الشيعية الكبيرة في الانتخابات الاولى بدوافع طائفية بحجّة الدفاع عن المذهب وعن طريق لسانكم الناطق https://www.youtube.com/watch?v=pgbcqZd4nF4 وخدعتم الشعب العراقي وأفتيتُم بحُرمة الزوجة على زوجها إن لم تذهب وتنتخب ، ومثّلتِ ذهاب المرأة للانتخابات كخروج زينب (عليها السلام) وذهابها الى كربلاء ؟ ألستِ انتِ ايتها المرجعيّة العليا مَن أوقفتِ المدارس والحوزات الدينية قُبيل الانتخابات اللاحقة لمدّة أسبوعين وبثثتِ طلّابكِ ووكلائكِ في كل قَصَبات العراق من اقصاه الى اقصاه ودعوتِ الناس بمكبّرات الصوت ( حي على الانتخاب ) في مآذن الجوامع في المدن والقرى وتثقيفَهُم من اجل انتخاب قائمة الأئتلاف ؟ ألستِ انت مَن دعمتِ هذه القائمة التي يتزعّمها هذا الرجل الذي صرّح بأنكِ تُحبيه https://www.youtube.com/watch?v=fTl9DR9DjZI ؟ .
فلا يخرج علينا احد من الناس بعد هذه الوقائع والحقائق الموثّقة والتي سجّلها التأريخ يتكلم بأعذار لتبرير هذه المواقف المُنهزمة .. أحداث رأيناها وعشناها وعاشها المجتمع العراقي بكل مرارة ومأساة ، فيدافع عن هذا الصمت القاتل الذي دمّر البلاد . في المُقابل على العراقيين ان يصحوا من نومتهُم ويعوا ويفهموا ويعرفوا وان لاينسوا سبب فشل صعود الناس الوطنيين الشرفاء الى المناصب الحكومية في الدولة هو لأنهم لايُشرّفهم الوقوف أمام براني المرجعيّة العليا التي صارت بؤرة ومجمع للمنافقين . هذه البؤرة التي سُرعان ما بدّلت جلدها حينها وغيّرت خطابها لاحقا : من (احذروا من قائمة البعثية .. الى التقرّب والتملّق وأطلاق التعابير الحسنة عليها من قبيل – القائمة الوطنية والمناظلة والمجاهدة ورفيقة الدرب – !!https://www.facebook.com/photo.php?v=429347933867014&set=vb.100003754341747&type=2&theater . وعلى الشعب العراقي ان يُحمّلالمرجعيّة العليا كامل المسؤولية الأخلاقية والوطنيّة والشرعية بسبب هذه المواقف التي أسّسَت لكل الأزمات والمآسي والمفاسد التي لازمت البلاد .. وبسبب تلك المسافه الواحدة التي شجّعت السُرّاق والقتلة الذين تبايعوا علىالعراق ورهنوا مصيره بيد دول الجوار بل حتى الى سابع جار بل وحتى الىجزر القمر ! يومَ عطّلَت المرجعية العليا اهم فرع من فروع الدين وهو الامربالمعروف والنهي عن المنكر ولم نسمع منها ولا من وكلاءها اي توبيخ وتحذيرلمن اساء وفرّط بسيادة الوطن وسرق وقتل في وضح النهار . كما ونطلب منالمرجعية العُليا ان لا تتزحزح عن هذه المسافة القديمة (المسافة الواحدة (لانها حصنها الحصين الذي سرعان ما تنصّلت منه لاحقا!! .