حين نتحدث عن الإصلاح فأننا نتحدث ضمنيا عن عدة مفاهيم بمجموعها تمثل منظومة الإصلاح الحقيقي. فكلمة الإصلاح تعبير آخر عن حقوق الإنسان في داخل بلده, ولكي نعرف حقيقياً ما هو الإصلاح في العراق يجب أن نلحظ ما هي الحقوق التي اغُتصبت من العراقيين, وحين نعرف أن لكل تيار وطائفة ومحافظة مأساة حلًت بها نتيجة أفعال الاحتلال وأذنابه وحكومته ودستورها , وإيران المحتل الآخر ومليشياتها وضياع القانون في الدولة . وحين نريد أن نجعل قاسماً مشتركاً لكل العراقيين تجسدت فيه كل معاناتهم وأنه حين يُعترف بالتقصير بحقه فهو اعتراف للعراقيين واعتراف بالتقصير بحقهم, أو أنه كمرآة نرى فيها مقدار الإصلاح فما تحقق من إصلاح بحسب رؤيته فهو, وما تُرك فهو التقصير وهذا يعني أنه حين يكون المرجع العربي العراقي السيد الصرخي الحسني مضطهد الحقوق ومطارد ومشرد وأتباعه رهن الاعتقال والسجون والإعلام يعتم ويكتم والدول تتصارع وتبعث مسؤوليها للتفاوض وهناك من يدعي الإصلاح وبين الفينة والأخرى يظهر هذا المسؤول أو ذاك بمشروع, فأي مشروع من هذا الشكل فهو خديعة ولعبة على منهج الاستخفاف بالعقول المستمر , والسبب أن معاناة المرجعية العربية ليست إلا بسبب معاناة الشعب لنتذكر آلاف الأبرياء في السجون من العراقيين ولنتذكر مشروع العفو العام الذي أطلقه المرجع العربي, ولنتذكر مآسي الطائفية ونرجع إلى مشروع المصالحة التي انطلقت على لسان الصرخي الحسني ولسنا بعد ذلك إلا أن نذهب إلى مشروع الخلاص الذي طالب فيه بتغيير شامل وجذري بحل الحكومة وإقامة حكومة إنقاذ مدنية, وإخراج إيران من اللعبةهذه المطالب ليست صفقة تيار حزبي ولا أتفاق ضمن محاصصة طائفية أنها مطالب شعب تجسدت بقضية مرجع عكست كل تطلعات العراقيين لحياة كريمة ولهذا كل موقف من مواقف الصرخي الحسني تعتبر مطلباً جماهيرياً وحين يُعترف للمرجع بأن عدم الأخذ برأيه هو ما ساق البلاد إلى الهاوية فذالك أنما هو عودة للمسار الصحيح وكل تعتيم وتكتيم وقفز على مشروع المرجع العربي هو فهو بالقطع واليقين استمرار للعبة الاحتيال واستغلال السذج, ولا اعتقد أن هنالك مشروع للإصلاح سينجح في عراق اليوم لأن الصلاح الحقيقي أصبح فيه انتصار للوطنيين حتى وأن جاء على أيدي الانتهازيين, فهل يعقل أن قضاءاً نزيهاً ستضعه الكتل السياسية في إصلاحها حتى يتم محاكمتهم ومحاكمة مليشياتهم !؟ وهل يعقل أن تقوم الكتل بحل المليشيات وتقوية شوكة القوات المسلحة بمهنيتها فينعدم دور المليشيات ويستطيع الوطنيون التحرك في العراق وبالتالي عودة من تهجر منه ليقولوا قولتهم بكل ديمقراطية بدون أن تصوب حول رؤوسهم رصاصات الكاتم أو تُنصب تحت عجلاتهم عبوة لاصقة , وهل يمكن أن تعمل لنا الكتل السياسية أعلاماً عراقياً مهنياً ومفوضية انتخابات نزيهة!؟ لكي تصبح وجوه الفاسدين على الرصيف ويُعرّفنا الإعلام بالصالحين فينتخبهم الشعب بعد ما سئم كل هذه الوجوه !؟. وهل ستعمل الكتل السياسية على إنهاء معاناة النازحين دون حسابات التدخلات الخارجية وتقديمها على مصالح البلد !؟ وهل سترضى تلك الدول لأتباعها أن يبيعوها وهي التي صنعت منهم سياسيين!؟ .في الحقيقة وبكل وضوح كل ما قلناه تحمّلت المرجعية العربية أعباءه وبذلك أصبحت مقياساً لمعاناة جميع العراقيين فحين نرى أن المرجع العربي قد أخذ دوره وتُرك له المجال في تقويم الاعوجاج فهذا يعني إن العراق إلى خير وعدل وأمان وحين نرى أن البلاء والمعاناة لازلت تصب عليه فهذه يعني بقاء المؤامرة على العراقيين .