الوصولي هو الفرد الذي يسعى دائماً لتحقيق أهدافه وغاياته ومصالحه الشخصية ولو كانت على حساب مصالح الغير، باستخدام جميع الوسائل والطرق حتى غير المشروعة والقذرة فالغاية عنده تبرر الوسيلة أية وسيلة حتى لو وضع يده بيد الشيطان، ولعل أهم ما يميز شخصية الوصولي هذه هو قدرته الفائقة على التلون والتقلب مع جميع الظروف والمتغيرات من أجل الحفاظ على مصالحه وحماية ذاته ونزعته الفوقية التي لا تنفك عنه، فهو لا يتردد في التخلي عن جميع الثوابت والقيم والمثل ويسحقها بأقدام أنانيته، فلا تجد له موقف ثابت أو قرار مستقر فهو كالحرباء في تلونها، وتزداد خطورة الإنسان الوصولي عندما يشغل موقعاً قيادياً يؤثر فيه على حركة وإرادة وتفكير ومواقف الشعوب ومصير الأوطان، فيتحكم بها وفقاً لصفة التلون والتقلب التي تدور حيثما دارت مصالحه الشخصية،برزت صفة التلون والتقلب في مواقف الرموز الدينية الانتهازية الأعجمية وعلى رأسها السيستاني ذروتها في المشهد العراقي تبعاً للمتغيرات وتغير موازين القوى حيث كان ولا يزال ديدن السيستاني أنه يميل حيث ما كانت الكفة الأقوى للقوى المتدخلة في الساحة العراقية، ففي أيام صدام أفتى لصالحه، ولما اقترب الخطر الأميركي ومالت الكفة له أفتى لصالح الأميركان، ولما برزت إيران كمحتل أخطر أكبر أشرس سخر مواقفه وفتاويه لصالح المشروع الإمبراطوري الشعوبي الإيراني، واليوم ولما أحس بأن الكفة ستميل إلى الجانب الآخر وصاحب الكفة الأقوى سيمل إليه بعد انحسار إيران ووهنها… حالة التلون والتقلب التي لازمت منهج السيستاني ووقوفه مع الأقوى حتى لو كان على حساب سحق الشعب العراقي ودمار العراق من أجل أن يبقى على العرش ويحكم بمقدرات العراق وثرواته التي ينعم بها هو ووكلائه وحاشيته والشعب العراق بين الجوع والفقر والحرمان والتهجير والنزوح والموت، فهو لا يتورع عن التلون والتقلب حتى لو سحق الشعب والوطن، هذه الحالة كان قد شخصها وكشف عنها المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني منذ سنوات ولأكثر من مرة ومنها ما تحدث به قبل أكثر من سنتين في خطبة له في صلاة العيد حيث كان مما جاء في حديثه: (( الأحداث تتسارع في المنطقة، الأمور تتسارع ، الفتن تقترب، الخطر بدأ يداهم الكفة بدأت تميل إلى الجانب الآخر..)) بهذه الكلمات استقرأ المرجع الصرخي الأحداث، وهذا ما بدأ يحدث بالفعل فالأحداث تسارعت والفتن توالت كقطع الليل المظلم والخطر قد اقترب والكفة قد مالت، وكان أيضاً مما استقرأه هو تغيير مواقف الرموز الدينية في إشارة إلى تلون السيستاني وكيف أنه سيسخر فتاويه لصالح الجانب الأقوى كما هو ديدنه، ولا غرابة في أن ينقلب على إيران ويعقد الولاء لأميركا كما فعلها سابقاً مع صدام كما أشار المرجع الصرخي …وختاماً وكما يقال أن الوصولي المتلون له العديد من المظاهر والأشكال والهيئات والتوصيفات، تختلف من بيئة لبيئة، ومن زمن لآخر، وبحسب الأحوال والمعطيات، واقتناص الفرص والمتغيرات، وقد يشترك بأكثر من مظهر ويفترق مع غيره بهيئات أخرى، يحدد ذلك طبيعة الوسائل والمصالح والمطامع المنشودة، وبحسب الطموحات وتسلق المناصب والوجاهات.
https://www.youtube.com/watch?v=rtQ11XfOUB0