عند الحديث عن المرجعيات الدينية فلا شك ان اعظم مرجعية نصبها الله للعالمين هي مرجعية النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم , وكانت مرجعيته صلوات الله عليه واله مرجعية رسالية {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (28) سبأ…وعلى اختلاف المذاهب التفسيرية في معنى (كافة ) فهو في كل الاحوال يتضمن مفهوم الرسالة الاصلاحية التهذيبية للناس اجمعين , (مبشرا ونذيرا )56 الفرقان..وعلى ذلك سارت جميع المرجعيات الدينية المعصومة , وتبعهم على ذلك المرجعية النائبة ..
ولعل ابرز مايميز المرجعية الرسالية المحمدية هي انها عربية بقائدها ومنهجها ودستورها الالهي القراني {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ }(103) النحل ..فالعربية تعطيك من البيان والافصاح ما لاتملكه لغة اخرى , ولو امتلك الاعجمي (كل من هو غير عربي) لو امتلك القدرة على البيان اكثر من العربية لما احتج الله تعالى على الناس باللسان العربي المبين وتمييزه عن الاعجمي غير المبين..ويؤكد الله تعالى فضل العربية في تحصيل التبيين {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)…………. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) }الشعراء …. ثم وفي نفس المورد يؤكد الله تعالى ان القران لو تنزل على الاعجمي لما آمن به الناس لانه لايمتلك البيان والتبيين الذي يمتلكه العربي ,{ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ }(199) الشعراء..فيتبين ان الاقرب للتبيين هو العربي , ولعل في العربية سر لا نعرفه ومن اجله جعل الله لسان اهل الجنة عربي وكتابه عربي ورسوله عربي, ويستحيل ان يكون كل ذلك محض صدفة , انما حكمة بالغة جعلت المرجعية الاسلامية عربية بكل تفاصيلها .
ولما كان الله تعالى كرم بني ادم جميعا {( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} 70/ الإسراء, زاد ذلك الاكرام بالعروبة بكل ما تحمله من مزايا اخلاقية لا تتمتع بها كثير من الامم , لذلك كثيرا مانسمع ونقرأ قول النبي الاكرم صلوات الله تعالى عليه واله ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق …او … بعثت بمكارم الاخلاق ), ولعل تفضيل العربي وانه يمتلك من الاخلاق ما لايمتلكه غيره نجده واضحا جليا في قول الامام الحسين عليه السلام لأهل الكوفة ( ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم ، كونوا عربا كما تزعمون) فالعروبة تعني الفضيلة والاخلاق السامية وعدم الاعتداء او انتهاك الحرمات .. (لكون الله هو من وضع القواعد للتفاضل بين البشر حسب المنطق القرآني….كما اشار الى ذلك الكاتب الذي لايغب بالعروبة – علاء الخطيب -).. ولذلك استعان الطغاة بمستشارين من العجم (والعجم كما وضحنا هو غير العربي سواء كان هنديا او روميا او فارسيا ..وو) لكن لما عجز اعداء المرجع الرسالي العربي عن مجاراته في علمه واخلاقه جعلوا العلم والاخلاق شنيعة على المرجع فرموه بجهلهم في علمه وبسوء اخلاقهم بعربية اخلاقه , حتى جعلوا العروبة التي افتخر بها رسول الله صلى الله عليه واله واثنى عليها رب العالمين في كتابه جعلوها عارا والقائل بها خارجيا !!!!
وعلى مدى قرون طويلة عملت بعض الجهات غير العربية على توهين العربية والانتماء العروبي ليضمنوا دوام تسلطهم واشتروا ذمم البعض من اصحاب الاقلام والمنابر ليقللوا من شأن العروبة فأنبرى من لا يخاف المعاد الى كتابة المقالات للحط من شأن مرجعية عراقية لأنها صرحت بعراقيتها وعروبتها مع ان الرسول الاكرم صلى الله عليه واله لم يخف انتماءه الوطني والعروبي (النبي العربي …) وقد أمرنا الله تعالى ان نأخذ كل ما اتانا به الرسول {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (7)الحشر..
فلم ينه الرسول صلوات الله عليه واله عن الانتماء الوطني والعروبي , ورغم ذلك تجد الذين يفتقرون لهذا الانتماء يشنعون ويحاربون كل من يمتلك الانتماء العروبي الوطني, ويفترون عليه ويكذبوه ويحاربوه ويطاردوا انصاره ومقلديه ويزجوهم في السجون والمعتقلات , ثم يدفعوا لبعض الاجراء ان يكتبوا ويطعنوا بتلك المرجعية لانها صرحت بانتماءها للعراق والعروبة ..