18 ديسمبر، 2024 10:57 م

المرجعية الدينية: سر دينامية الروح الوطنية

المرجعية الدينية: سر دينامية الروح الوطنية

منذ عام 2003، وفور تحطم قيود الديكتاتورية، لم تتوانى المرجعية في التصدي لخدمة الوطن والشعب، مؤكدة أن ميدانها الأول في صميم تطلعات الأمة، وعلى جميع الصعد، السياسية منها، والإجتماعية، والإقتصادية، والأمنية، والخدمية، ناهيك عن الجانب الديني، الذي يمثل عمق كينونتها وإرتباطها بالحكومة الإلهية، التي تمثل المرجعية بقيتها الباقية.
في الأشهر الأولى من عام 2014، أي بعد مرور 11 عاماً من التغيير، إذ تعاظم خطر الإرهاب في مسمى جديد يدعى (داعش) وشرعت الحكومة في إنشاء جيش رديف، بسبب ترهل وضع القوات العسكرية وتشضيها، نتيجة الفساد المستشري في جسد المنظومة الأمنية، بيد أن الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً، في إنشاء ذلك الجيش!
لم يتم التعاطي بجدية مع نداءات الحكومة، من قبل أبناء الشعب العراقي، لأن قيمة الدافع المعنوي كانت ضعيفة، بيد أن الأمر إختلف تماماً، عندما إنبرت المرجعية الدينية، معلنة فتوى الجهاد الكفائي، إذ أعطت للناس زخماً معنوياً عالياً، إدى بالنتيجة الى خروجهم زرافات للدفاع عن الوطن والمقدسات!
حقق الحشد الشعبي المرجعي، نجاحاً منقطع النظير، أبهر ذلك النجاح العالم أجمع، وعمل كمعول لهدم مخططات الأعداء، وهكذا تحققت الإنتصارات المتوالية، فما كان من المرجعية الدينية، الا مواصلتها ودأبها الحثيث في الحفاظ على تلك المكتسبات، التي تضمن زخم النصر، من خلال إصدارها توجيهات جديدة للحفاظ على قدسية الجهاد.
أسست المرجعية الدينية أساساً رصيناً لوحدة العراق، من خلال مواقفها التأريخية في نصرة الكورد، ضد نظام البعث المقيت، وكذلك تجاه الإخوة من السنة، بمقولتها المشهورة (قولوا أنفسنا ولا تقولوا إخوتنا) وتوجيهها الحشد الشعبي لتحرير مدن الغربية من دنس داعش، وهي بذلك أحيت دينامية الروح الوطنية لدى أبناء الشعب العراقي، وحققت النصر المؤزر.