20 ديسمبر، 2024 7:53 ص

المرجعية الدينية العليا ومفهوم ” الوقوف على مسافة واحدة من الجميع ” ؟! 

المرجعية الدينية العليا ومفهوم ” الوقوف على مسافة واحدة من الجميع ” ؟! 

ان المرجعية الدينية وعلى مر تاريخها الديني والاجتماعي ، كانت واضحة الدور ، سواءً على الصعيد الفقهي ، وتوجيه المجتمع وتربيته ، او نحو اعلان المواقف الحساسة ،والتي تمس كيان المجتمع ، او تهدد بيضة الدين ، ومواقفها تشهد لها بهذا الدور إبتداءً من الوقوف بوجه الحركات المنحرفة او قيادة الثورات ضد المحتل الإنكليزي وظلت المرجعية الدينية في ادارة الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، ووفق اُسلوب كلاسيكي ، ولكنه ظل محافظاً على رمزيتها ، ودورها التربوي والأبوين في قيادة المجتمع المسلم . بعد احداث عام ٢٠٠٣ ، واجتماع الأحزاب والكيانات في جسم سياسي اسمه “الجمعية الوطنية ” ، مارست المرجعية الدينية العليا دور المتابع والمراقب ، وتدخلت في اكثر الأمور حساسيةً واهمية ككتابة الدستور ، او توحيد المواقف الوطنية للكتل ، او بناء العملية السياسية ، وظلت تُمارس دور الموجه والناصح في اغلب المواقف ، وكان موقفها صريحاً يعلن من على منبر الجمعة في الصحن الحسيني المطهر ، وعلى الرغم من ان المرجعية الدينية العليا تمثل الطائفة الشيعية فقط ، حالها كحال رجال الدين الذين يمثلون السنة او باقي المكونات الدينية في البلاد ، الا انها تبنت دور الابوة للجميع ، دون فارق بين السني والشيعي ، وبين العربي والكردي والتركماني والايزيدي والصابئي ،واعلنت بكل صراحة انها ” تقف على مسافة واحدة من الجميع ” ، وبهذا الإعلان فإنها هدفت الى انها المنصب الأبوي م الجميع ، وأنها قطعت الطريق امام المتصيدين.  والمدعين انهم امتداد لهذه المرجعية ، كما ان موقفها هذا ، جعل الجميع دون استثناء بموقف واحد ومستوى واحد ، وافشال جميع الشعارات التي نادت وتنادي باسم المرجعية الدينية العليا . ان إطلاق المرجعية الدينية العليا لشعار الوقوف على مسافة واحد من الجميع ، يعد خطاباً والتفاتة مهمة من المرجعية ، كون هذا الخطاب رفع الغطاء من جميع الأحزاب والتيارات الاسلامية الشيعية ، كما انه أحرج الجميع ، وبالخصوص تلك الأحزاب التي وقفت لتنادي امتدادها للمرجعية ، وفتح الباب واسعاً امام الجميع في ان باب المرجعية لايمكن ان يغلق امام الأصوات الوطنية المخلصة ، مهما كان انتمائها الديني او القومي ،   وان المرجعية تمثل المصدات القانونية والشرعية ، امام المتهورين واللاعبين بمصالح الدولة والشعب ، وان موقفها حاضراً امام اي موقف خطير تمارسه هذه الكتلة او ذلك الحزب يهدد البلاد والعباد ، كما ان التيارات والاحزاب الشيعية وجدت نفسها محرجة امام هذا الخطاب اللافت ، فرفعت عن نفسها الحرج انها امتداد للمرجعية ، او انها تعمل بتوجهاتها ، كما كانت واضحة وصريحة في موقفها ، من منع اي نشاط حزبي في المساجد او الحسينيات ، وعدته مخالفة قانونية وشرعية . يبقى ان تعي جميع الأحزاب والتيارات ان مراجع الدين العظام ، لا يمكنهم السكوت للأبد امام هذا التوحش في نهب البلاد ، وسرقة خيرات البلاد ، حتى امتلئت لندن وأستراليا ، والإمارات ولبنان ، وغيرها باموال الشعب العراقي ، وأصبح ساسة العراق في مقدمة موسوعة غينيس بأثرياء العالم ، وظل شعبه يعيش بين أنقاضه ، وبين فضلاته ، يجمع العلب ليجلب قوت يومه ، وفي نفس الوقت تعيش هذه التيارات والتي ندعي لنفسها بالإسلامية انها مع مطالب الشعب ، وهي الأمينة على هذه المطالب ، ولكن الواقع. يتحدث عن مدن أصبحت تحت ركام النفايات ، وما مدينة الصدر الا مثال واقعي على كذب ، وخيانة الناس ، والضحك على جراحاتهم والاَمهم 

أحدث المقالات

أحدث المقالات