بعد التحية والتقدير لمقامها الرفيع نقول: لابد من تغيير جذري لكي ينهض الاسلام من جديد، ولابد من موقف ديني واضح لكي تتجدد قيم الدين والاسلام معا ، ولابد من اخذ الحيطة والحذر من تدهور المجتمع وانزلاقه نحو المجهول،لذا لابد من وقفة الحق والعدل ضد الظلم والعتدال على الدولة والمواطنين.
الموقف منها يجب ان يكون دون ترددولكي تستمر مجتمعاته الجديدة في عراقنا الحبيب المنكوب بهذه الشلة المجرمة التي باعت الوطن والمواطن دون تردد ، التي ابتعدت عن الحق والدين، لابد من وقفة نابعة من شرعية احكام الله والدين،ومن تكاليف المهمة العليا التي تقومون بها وتشرأب اليها اعناق المظلومين والمُدمرين من مرملات الوطن القاصرات عن الحياة اليوم مثل الاخريات،واطفال يتامى بالملايين مشردون لا مآوى لهم تعبث بهم ايدي العابثين من المرافقين . واولاد الحاكمين النزق هناك في اوربا يتسكعون …فاين رقابة المرجعية من الخروج على مفاهيم الدين …؟
وعملية التجديد والرعاية والاهتمام بمهات الدين لا تعتبر مسألة في النظر أوالعمل ،بل فيهما معا،وعلى مستوى الرؤية التاريخية والدينية والواجب المقدس منكم تجاه الله والشعب هكذا جاء الحسين وكان،فالعمل الفكري والتشريعي الشامل لردع المستهترين الذين عبثوا بالوطن وباعوا الارض والماء والنفط للاخرين،مقابل ان يثروا على حساب الوطن والمواطنين.فهل تبقون سماحاتكم الموقرة كتلة ساكتة عن انتهاكات المواطن والدين معاً كما سكتت كتلة أهل الباطل في الزمن القديم ،وغلفت كل باطل بغلاف الدين …ولا تخرجون بحجة المرض او عدم السير امام المواطنين ولو لمرة واحدة في التاريخ العراقي الحزين اليوم.؟.
واليوم تأتي الاخبار من بغداد الحزينة ومن الوقف الشيعي المتمثل برئيسه الجديد سماحة السيد علاء بن الشاعر المعروف المرحوم عبد الصاحب الموسوي ،ليقدم للمواطنين اول مآثرة بمطالبة السيد رئيس الوزراء بنزع ملكية جامعة الصادق المسروقة من قبل حسن الشامي السارق لاموال العراقيين مؤيدا بالمالكي خائن الوطن والدين ، لاعادتها الى الوقف الشيعي
2
ونطالب سماحة السيد ابن الاجاويد ان يتابع الحدث حتى اكمال التغيير وتقديم الشامي ومن منحه الجامعة لمحكمة التاريخ وكل من اشتغل معه من الخونة الاكاديميين حتى اصبحت عنوان لبيع الشهادات الجامعية ليكسبوا منها الملايين، لكن يبدو ان المطالبة ماتت كما مات كل المطالبين بالحق واليقين..لكن لا ندري لماذا سكت السيد الجديد؟هل هُدد ام تنحى من نفسه عن التنفيذ…نريد جوابا منه؟
نحن نطالبكم باسم الشرعية الدينية ومبادىء اهل البيت العظام الذين دوخوا الامويين والعباسيين ولم يخشوا منهم احدا للتمسك بقول امامنا العظيم شهيد المحراب الذي دفع حياته ثمنا للدفاع عن الحق والعدل،وابنه الشهيد الحسين بن على الذي جاء من مكة ليقاتل ظلم يزيد على الناس،وامام المظلومين ابو الجوادين الكاظم العظيم الذي مناه الرشيد بنصف العراق فأبى الا ان يقف بوجهه وينزع عنه الشرعية ليموت مظلوما بيد اعوان الرشيد،والمسيرة لاهل البيت كلها امامكم وانتم اعلم منا الف مرة بتاريخهم العتيد.
فهل من يمثلهم عليه ان يعتكف في زاوية من زوايا النسيان في النجف الاشرف ويسمح لممثليه ان ينقلوا عنه ما يريد،ولا ارى ان كل ممثليكم سيدي السستاني الكبير والمراجع الكرام انهم يؤدون على ما يطلب منهم ونريد. ان الشعب يدعوكم وبكل قوة ان تلبسوا الكفن وتنزلوا للشارع لتسقطوا شرعية الحاكمين الناكثين بالعهد واليمين. بعد ان ثبت بالوجه الشرعي انهم من الفاسدين ،فهل يقبل الدين التعامل مع الفاسدين ؟ وهل من حق من يكتبون على الحسين ان يرددوا ما كتب من سنين؟ الحسين كلمة الحق كلمة السماء عليهم ان يخوضوا بها دون تحديد؟
نحن نريد منكم سادتنا الكبار:ان تعلنوا مشروعا حضاريا اسلاميا موحدا للعراقيين يقوم على مبادىء الحق والعدل والعلم والتقدم وديمقراطية المواطنين ورفض الطائفية والطائفيين كما عملتها من قبلكم المرجعيات الدينية حين وقفوا بوجه كوكس البريطاني يرفض التقسيم،فالزمن قد تغير والقرآن الكريم نصه ثابت ومحتواه متغير مع الزمن وانتم اعلم منا به ، ولن تسمحوا لهذه الشلة الحاكمة الكافرة المجرمة من ان تقتل الوطن والمواطنين وتغرقهم في فيضانات الانهار والامطاروتبرر وهدر الاموال والاهمال كذباً للمواطنين لتحيا هي واولادها في بلاد الاخرين. ما هكذا جاء التغيير وموافقة المواطنين،وهذا ما لا يقبله الدين.
سيدي المرجع الكبير،
3
فالاموال نهبت بعلمهم،والعلماء قتلوا بعلمهم،والارض والثروة بيعت بعلمهم،وهاهي النزاهة تكشف اليوم الخائنين ،فأين تحديد المسار سيدي الكبير ،مسار الحاضر والمستقبل القريب. بعد ان اصبح اهل البيت وتابعيهم تحت علامات الاستفهام الكبير…؟ وغدا انتم ومرجعيتكم ستكونون من المتهمين …؟
وبهذا سيدي الكبير يصير البحث منكم بحثاً في شريعة الشرعيين الحاكمين وانتم اليوم الحاكم الاعلى باسم الدين .فمشروعكم الاسلامي الجديد نريد ان نقرأ قسماته ومنطلقاته وتحديد المسار،وهي الرؤية التي تحددت عليها المفهومية في القرآن العظيم.فالاسلام جاء معاصرا ورسوله الكريم (ص) تضمن مشروعه الدين والحق والعدل وحرية الناس وحقوقهم ضد الظالمين في وثيقته التي كتبها في السنة الخامسة للهجرة وغيبها الناكثون من قريش المنتفعين ومن جاء من بعدهم من الأفاكين،،فهل لمشروعكم الفعل المتحرك في ظروف العصر الجديد بعد ان اصبح وطننا نهبا للخارجين على الله والدين. اذن ما معنى وجودكم وهم ينهبون ويخربون قصدا بلاد العراقيين..فهل انتم راضون؟ سيكتب التاريخ غدا أنكم من المشاركين معهم ان لم تقفوا وقفة المعارضين الحقيقية فبيدكم التغيير.
نتمنى سيدي الكبير ان نسمع منكم لنوالي الكتابة بما اراد الله وانزله على العالمين،وان الله لن يسامح لكل من قصر بالحق والعدل ومكافحة الظالمين،ولا تجعلوا من مهدي الكربلائي غطاءً للتعتيم .بعد ان اصبحت المرجعيات كلها ساكتة على الباطل المطبق على العراقيين ،من مرجعيات الامام الصدر،والمجلس الاعلى والفضيلة وكل الاخرين من مرجعيات الدين ،فالحق في القرآن مطلق لكل العالمين،فأين انتم وهم من مطلقية الحق في الدين ؟
.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
د.عبد الجبار العبيدي