23 ديسمبر، 2024 2:24 م

المرجعية الدينية الرشيدة و العملية السياسية في العراق

المرجعية الدينية الرشيدة و العملية السياسية في العراق

يوم امس (15/9/2013) مر يوم اخرمن ايام ديمقراطية الرعب في العراق  حيث حصدت عشرات المفخخات والعبوات الناسفة ارواح عشرات المواطنين من كركوك الى البصرة من الذين لاحول لهم ولاقوه وكل ذنبهم انهم لا يعيشون مع امراء الفساد والمليشيات الاجرامية  داخل المنطقة الخضراء المحصنة بجوار سفارة ( الشيطان الاكبر ) وحيث يوجد الماء والخضراء والامان والوجه الحسن والعمولات والعقود الوهمية  والجوازات المزدوجة والدبلوماسية يلعب بها مزوري الشهادات والجهلة والاميون المنتخبون ديمقراطيا على طريقة (صوتك اغلى من الذهب ) تشاركهم شله  محسوبة على ذوي الاختصاص واهل المشورة الطفيليين من مدنيين وعسكريين ولسان حالهم يقول (“ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين” (القصص 5).. هذه لعبة الموت والدم والاشلاء المتطايرة في السماء تشكوا لربها من ظلمها قبل ان تسقط اشلاء متناثرة على الارض لتنبت حقدا وضغينة وثاروارامل وايتام لا معيل لهم غير الشوارع …هذه هي العبة ( الديمقراطية ) التي باركها ويباركها مراجع الدين العظام (وكلاء الله او الامام الحجة  في ارضه )  هذا هو الدين الاسلام ودين السلام بعد لصق الشعوذة او السياسة به ( اقسم بالله العظيم ان الدين كله سياسة .. الامام الخميني )او ( ان الدين بلا سياسة ليس دين .. المرجع طالب الرفاعي ).. وفي خطبة الجمعة بكربلاء بتاريخ6/9/2013 وقف ممثل المرجع الكبير علي السيستاني يحث المؤمنين على القوائم المفتوحة والدوائر المتعددة في الانتخابات القادمة وكانه يعيش في هولندا او السويد اوكندا قبل ان يحذر  المؤمنين من عودة الحرب الطائفية  من الطيفية مرة اخرى ونسى او تناسى بان النظام الديمقراطي الذي يباركه يملك الان مليون ونصف المليون رجل امن مدججين بسبعة عشر مليار دولار هذه السنه فقط اكبر من ميزانية الاردن بثلاث مرات في حين كان النظام البائد يحارب لمدة ثمان على جبهه طولها 1300 كيلومتر دولة عدد سكانها ثلاثة اضعاف سكان العراق وبمليون جندي فقط ولمدة ثمان سنوات متواصلة بليلها ونهارها …والجميع يتذكر كيف اندفعت المرجعية الرشيدة في تصميم اساسات العملية السياسية وبنيتها التحتية عام 2003 وبعد الاحتلال الامريكي مباشرتا حيث كانت الاوضاع والظروف المحلية والإقليمية والدولية معقدة للغاية وكان هدفها النبيل هو اخراج القوات المحتلة من العراق باي ثمن وعدم منحها موطئ قدم في العراق ولقد وفقها الله في ذلك رغم ان الدواء الذي صنعته للتخلص من سرطان الاحتلال كانت له اعراض جانبية خطيرة للغاية اهمها الحرب الطائفية والعرقية وكان من المؤمل بعد خروج القوات الامريكية  من العراق ان تدعوالمرجعية الدينية الرشيدة الى مؤتمر وطني تأسيسي لمرحلة ما بعد الاحتلال هدفه الاساسي جمع شمل العراقيين وتوحيد صوفهم واعتبار كل ما جرى في ظل الاحتلال من ترتيبات سياسية  مرحلة انتقالية حصلت في ظروف طارئة واستثنائية  فرضتها تلك المرحلة ..كان هذا الشيء المنطقي والشرعي والانساني والحضاري الذي يجب ان يحصل من اجل وحدة الصف الوطني ولكن الذي حصل عكس كل هذا تماما حيث انها عملت باصرار على ترسيخ الامر الواقع المختلف عليه بشدة ليس من السنة العرب فقط ولكن حتى من قبل كثير من الشيعة وتيار واسع جدا من العقلانيين والعلمانيين الذين يمقتون التطرف الديني او المذهبي او العرقي تحت اي غطاء وهذا التيار هو العمود الفقري للدولة العراقية الحديثة وبهذا ضيعت فرصة  تاريخية  لا تعوض اثارها الان القتل العبثي والتهجير وانتهاك الحرمات والفساد والخراب الذي يضرب العراق من كركوك الى البصرة مع بلد فاشل ضعيف مفكك بلا مناعة يلعب فيه من هب ودب من الاقزام ( قطر والاردن وسوريا وحزب الله ) ..ويبدو الان ان المرجعية الرشيدة تراهن على الزمن بإصلاح جهاز الاستخبارات والاجهزة الأمنية او بثورة شعبية تطيح بأمراء قطر وملوك السعودية  المتربصين شرا للعملية السياسية اوان يرجع الى رشدهم ذوي الاجندات الاجنبية الذين وسوس لهم الشيطان شرا من العراقيين الرافضين للعملية السياسية بشكلها الطائفي والعرقي ولا زلت تعتقد انها تمتلك الحقيقة المطلقة والرعاية الابوية  الالهيةعلى القاصرين من العباد المشغولون الان بالساتلايت والأيباد ولإيفون والانترنيت والمفخخات وبنظام سياسي فاسد تحميه مليشيات قتل ديمقراطية  متطرفة .. انها فرصة قد ضاعت و(اضاعة الفرصة غصة ..الامام علي ع) لان تغييب الوعي الانساني عن واقع غير انساني بالغيبيات سيف ذو حدين وفي التاريخ شواهد كثيرة  وهي عموما كانت لمصلحة الدين وليس لرجال الدين اوعلماء الدين ولا شك ان هناك مصلحون اسلاميون متنورون سيولدون نتيجة فالوضع المزرى الذي يمر به العالم الاسلامي يحترمون القيم الانسانية لا يقلون شانا عن مارتن لوثر او كلفن يعيدون للإسلام المحمدي هيبته ومكانته في العالم التي تضررت كثيرا بفعل همجية مغول الاسلام السياسي وخاصة خلال الثلاثين سنه الاخيرة نتيجة الصراع ( الخميني-الوهابي )…..