صناعة الآلهة موروث اجتماعي تتناقله بعض المجتمعات من جيل إلى أخر، ولكن بصورة قد تختلف عما كانت عليه في غابر القرون، فبالرغم من أن الديانات السماوية استطاعت أن تقضي إلى حد ما على عبادة الأصنام المصنوعة من الحجارة والخشب، إلا انه سرعان ما تولدت آلهة من سنخ البشر يصنعها حواشي الملوك والسلاطين والرهبان والأحبار والعلماء والمراجع الإنتهازيين، لكي تُعبد من دون الله، وقد تحدث القرآن الكريم عن هذا النهج المنحرف بقوله: }اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله…{ والربوبية هنا يُقصد بها ومن مصاديقها الطاعة العمياء والتسليم المطلق لهم على نحو يطيعونهم بما نهى الله عنه، لأن أولئك الأحبار والرهبان والعلماء أباحوا لهم ما حرَّم الله وحرَّموا عليهم ما أحلَّ الله، وهذا هو ما موجود في مجتمعاتنا مع الأسف الشديد..ولكي تحصل الطاعة العمياء والتسليم والانقياد المُذل وحتى لا تنكشف حقيقة المتألّهين المزيفة وفراغهم العلمي والأخلاقي، لابد من أن تُحاط تلك الآلهة البشرية بهالة من القداسة والكهنوتية تجعل مُجرد التفكير في السؤال عن حال ذلك الإله والصنم البشري، فضلا عن مناقشته كفر والحاد وخروج عن الدين، فلذلك توارت تلك الآلهة البشرية خلف أسوار الكهنوتية وفي بروج عاجية لا يدخلها إلا من ارتضوا من حواشيهم وملئهم وأبواقهم ممن سار في ركب إضلالهم وفرعونيتهم وفسادهم وجبروتهم، ولكي يبرروا حالة التكبر والترفع عن الناس راح إعلامهم يزوق سلوكياتهم وعزلتهم وابتعادهم عن المجتمع بأنه ضرب من القداسة والزهد والحكمة وغيرها من المعاني التي ورثها من إسلافهم الذين اعترضوا على نبي الإسلام كونه كان يخالط الناس ويمشي بالأسواق ويأكل معهم الطعام ويربط الشاة…بهذا المنطق الفرعوني الكهنوتي تم تمرير كهنوتية المؤسسة الدينية والمرجع والمرجعية التي خالفت ضروريات الدين في مواقفها وسلوكياتها وفتاواها فساقت المجتمع من سيء إلى أسوأ، ولأجل استئصال هذا الداء الخطير انبرى المرجع العراقي الصرخي لتحطيم وتمزيق هذه الصنمية والكهنوتية التي تتوارى خلفها مرجعية الإعلام والفراغ العلمي والأخلاقي التي صنعها الإعلام ودول الاحتلال، فمارس المرجع الصرخي الرياضة والزراعة والعمل والتصوير والطبخ وخدمة الضيوف وغيرها، الأمر الذي دفع بمراجع الكهنوت ومن يقف ورائهم من دول احتلال وعلى رأسها إيران الشر إلى استهداف المرجع الصرخي مُجددا في مجزرة كربلاء فهدموا داره وقتلوا أصحابه واحرقوا جثثهم وسحلوها بالشوارع واعتقلوا الكثير وحكموا عليهم بالمؤبد ،وقد أشار السيد الصرخي في لقائه الحصري مع قناة التغيير الفضائية إلى هذه القضية حيث كان مما قاله:((استهدفونا.. لأننا مزقنا كهنوتية المرجع والمرجعية، فلعبة كرة القدم والطائرة والمنضدة، واستخدمت الكاميرا فصورت بالفوتو والفيديو، واشتغلت مع العاملين بالبناء، وحرثت وزرعت بيدي مع الأتقياء، وطبخت الطعام بنفسي للشرفاء، وعملت الشاي ووزعته بنفسي وكذلك عملت القهوة والحلويات، وجلست مع أعزائنا الطلبة في حلقات دروسهم نستمع للأستاذ.)).