لابد لنا ان نركز على مسألة في غاية من الاهمية ألا وهي مسألة احترام الوقت. تيقن الغرب منذ عصور ان للوقت أهمية لا تقل عن أهمية عوامل الحياة الرئيسية كالماء والغذاء. إذ بالوقت تحسب الساعات وتعد الايام ونعرف من خلاله مواقيت الصلاة. ان ديننا الحنيف أكد على مسألة الوقت من خلال الالتزام بأوقات الصلاة والتعاليم والواجبات الاخرى، إذن احترام الوقت ومراعاته هي من سمات الشعوب المتطورة والمثقفة التي تحترم التزاماتها. ويمكن لنا ان نقول “ان الشعوب التي لا تحترم الزمن لا يمكن لها ان تتطور وانما التخلف يلاحقها”. اننا في العراق لا نعير أي اهتماماً او احتراماً للزمن، والانكى من ذلك ان الحكومة ونواب الشعب لا يحترمون الوقت، لان الشعب عادة ما يتعلم من قادته امور كثيرة ومنها احترام الوقت (الناس على دين ملوكهم)، كيف؟ تعال معي لنتناول بعض من جوانب الحياة اليومية في بغداد العاصمة التي من المفترض ان تكون نموذجاً لبقية المحافظات العراقية لكننا نرى تحول النموذج الى شمال العراق!!! 1- السيطرات العسكرية المنتشرة في كل حدب وصوب داخل وخارج بغداد والتي لا جدوى منها سوى تأخير عمل الموظفين والعمال وأصحاب المصالح الخاصة والطلبة في أداء مهامهم في الوقت والمكان المطلوب، حيث وضعتهم حكومتهم في حالة من الاذلال تحت رحمة جندي أو شرطي لا يحفظ امنهم وانما يفرض سطوته على الناس لسرقة وقتهم. 2- الاستيراد العشوائي والغير مدروس للسيارات ذات المناشئ الرديئة التي استوردتها الحكومة، دون وجود تخطيط مسبق لمدى استيعاب شوارع وبيئة بغداد لهذا العدد الكبير من السيارات مما يؤدي هذا الى كثرة الازدحامات وضياع الوقت. لم تراع
الشركة او التاجر الذي او السياسي الذي استورد السايبا او غيرها من العربات وليست سيارات بمعنى الكلمة سلامة المواطنين وامنهم اذ ان هذه العربات لا توجد فيها شروط السلامة والامان والغريب اصبحت اسعارها اكثر من سعر السيارات الالمانية والتي لا يمكن مقايستها بها من حيث المواصفات والمواطن البسيط الذي وضع ثقته بحكومته يدفع الثمن، لو ان الشركة او التاجر او السياسي الذي تعاقد على العربات الايرانية والصينية استورد سيارات المانية وبنفس السعر لكانت فيها شروط السلامة والامان والمتانة وجمالية شوارع بغداد والا هل يعقل بان الدول المجاورة سيارات الاجرة فيها افضل من العراق!! 3- اذا اراد احد الوزراء او المسؤولين المرور في احد شوارع بغداد فان الشارع سيقطع لمدة نصف ساعة على الاقل ليمر سيادته، وكم من عامل وموظف ومواطن يبقى ينتظر ويتأخر لهذا السبب!! 4- عدم توفر وسائط نقل متنوعة مثل (الترام، المترو، الباصات، النقل النهري، القطارات) والاعتماد فقط على السيارات الشخصية التي تتخم الشارع وتؤدي الى الازدحام المروري وبالتالي هدر الوقت وتلوث البيئة. 5- عدم وجود نظام مروري كما معمول به في بقية الدول، سيؤدي حتماً الى ازدحامات عشوائية تسهلك وقت المواطن وتضيع انجاز اعماله. بالإضافة الى النقاط التي ذكرناها هناك امور عديدة يهدر بها الوقت في العراق بينما نجد في الدول الغربية ضبط الوقت والالتزام به واحترام المواعيد بتوفر العوامل آنفة الذكر. وإلا كيف تأتي حافلة نقل الركاب في المكان والزمان المحددين!! لم نجد احداً في هذه الدولة من فكر أو يفكر في كيفية فعل هذا وتطبيقه في العراق، لكن للأسف نفكر فقط في استعراض المظاهر المسلحة التي ترهب الاطفال العراقيين وترعب الناس ولا نجد من فكر في إظهار الممارسات الحضارية التي تردع الارهاب وتعود بالفائدة والنفع على المواطن العراقي.