23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

المراسلون الحربيون العراقيون – عمار الوائلي / الحلقة الخامسة

المراسلون الحربيون العراقيون – عمار الوائلي / الحلقة الخامسة

لم يكن سحر المدن وطبيعة حياتها الرائعة في ولايات اميركا تمنع رجلا ذات سحنة سمراء من النزول الى ساحات الصراع والموت الذي يفاجئه كل لحظة في معارك طاحنة، الكرّ والفرّ هو سيد الموقف فيها يتنقل المقاتل والصحفي في آن واحد على وقع الرصاص وصوت القدائف الثقيلة ودوي انفجار السيارات المفخخة بضخامة الحديد المضاف اليها فتأخذ القلوب حين يصعق صوتها من كان على بعد ميلٍ منها فكيف بمن يتقلب على الرمال محتميا بالقرب منها .
هنا في هكذا مقطع جغرافي صنع الأبطال من العراقيين ملحمة المواجهة والتصدي والتحدي بكل مسؤولياتهم على الارض المقاتل والمراسل الصحفي والمصور ومهندس النقل المباشر وغيرهم اخرين من اجل ان يصنعوا منجزا تاريخيا لنصر حقيقي يفتخر به أبناء العراق امام العالم وشعوبهم .
وسط هذا الكم الكبير في التحدي والصمود كان المراسل الحربي عمار الوائلي مواليد 1971 الذي يجيد اللغة الانكليزية والعربية والاسبانية ومارس العمل الصحفي والاعلامي في صفوف المعارضة العراقية منذ 1991 ، كان قد كتب عدة مقالات باللغة الانكليزية عن جرائم البعث وانتهاكاته لحقوق الانسان ابان إقامته في اميركا..وبعد سقوط النظام السابق التحق بقناة افاق وقدم عددا من البرامج التلفزيونية منها حسجة واونلاين..ومع انطلاق العمليات العسكرية ضد القاعدة ثم داعش عمل كمراسل حربي حيث تعرض خلالها لثلاث اصابات ضمن اشتباك القوات الأمنية مع الإرهابيين ..
يحمل همّ العراق وكيفية الخلاص من التنظيمات الإرهابية قادما من واحة الاستقرار والحياة الهانئة من الولايات المتحدة المتحدة الامريكية التي تعتبر حلم الكثير من الباحثين عن الهجرة والعمل والاستقرار بل ينتظرون شهورا وسنين ليحصلوا على تلك الفرصة، لذلك كان الطريق الذي سلكه الزميل الوائلي طريقا وعرا مليئا بالمخاطر يحمل فيه العنفوان نحو الإحساس في الدفاع عن العراق ومقدساته وشعبه، فهو حيناً ينظر بعينٍ الى كل تلك الذئاب التي تكالبت على نهش العراق فيمعن النظر في كيفية المواجهة مع هؤلاء وبعينٍ اخرى ينظر الى وجوه أبناء العراق وبالذات المناطق التي سيطر عليها داعش الإرهابي فيأخذه الإصرار على مواصلة الدرب ليرافق كل العمليات العسكرية التي قادت الى تحرير المدن من اجل رسم الابتسامة على شفاه الناس فينقل ذلك الى العالم كله عبر اكثر من 1000 الف ساعة تلفزيونية مع مختلف صنوف القوات الامنية وهو رقم كبير في عداد مهنة الاعلام مع الاعتبار ان الساعة الواحدة فيها من لحظات العيش بين زفرات الموت في كل دقيقة متنقلا بين عمليات التحرير من جرف الصخر وصولا الى تلعفر في الموصل الى معارك طرد الارهابين في اخر نقطة حدود عراقية سورية حتى ان محطة CNNعرضت لقطة استهدافه من قبل احد قناصة داعش وتحولت تلك اللقطة الى مؤشر لما يعانيه المراسل الحربي العراقي في ساحات المعارك.
الحقيقة والمصداقية تتطلب من الاعلام ان يكون مهنيا وواقعيا ومعبرا عن كل الالم الذي يمر به الفرد العراقي مبنيا على نقل الخبر الصحيح والزمان والمكان الصحيحين ولذلك كان وجود المراسل الحربي حقيقة ثابتة من ثوابت نقل الصورة التي يحتاجها الفرد العراقي والمراقب للحدث السياسي عن قرب أو بُعْد وفِي ذات الوقت يضع حدا لكذب القنوات الفضائية الصفراء التي تحاول العبث بالنظام السياسي العراقي وتكون وقائع المواجهة مع التنظيمات الإرهابية شاخصة امام أنظار كل من يبحث عن الحقيقة التي تقف خلف الغاية من وجود هكذا تنظيمات ارهابية وتفضح من يدعم ويموّل تلك العناصر المجرمة سواء كانت منظمات أو دول، وهذا الدور مُناط بنقل ما يدور على الارض من قبل المراسلين الحربيين .