ان تقوية روح التلاحم والتراحم في كل الظروف والمحن شيء جميل في اي مجتمع , فنحن كشعب كنا وما زلنا نتحدى الصعاب والويلات والمعا ناة التي عشناها منذ حكم نظام البعث الدكتاتوري الذي سلب ابسط حقوقنا الانسانية .
ومن ثم اكتوينا بنار الارهاب الظالم والمفخخات والاحزمة الناسفة وقام الارهابيون بتدميراجزاء مختلفة من البلاد وقتلوا بدم بارد العباد .
وهدموا و حرقوا وعبثوا وسلبوا الحقوق وفجروا قبورالانبياء و الاولياء والصالحين والمواقع الاثارية والحضارية و في جميع المحافظات دون استثناء وخاصة مؤخرا في الموصل الحبيبة .
واستمر نزيف الدم العراقي بصورة مستمرة لتتحول الى مآساة انسانية يومية وبالمقابل نعيش في حالة من الفوضى والارباك رغم وجود بعض التغييرات التي احدثها السيد العبادي , الا ان الامر مؤسف في الحقيقة لأننا لم نلمس تقدما ممكن في اداء بعض الوزراء الذين جلسوا على كراسي المنصب عن طريق المحاصصة السياسية الذي اهلكنا منذ سنوات التغيير وحتى الأن .
فمثلا من المؤسف ان نشاهد جيش جرار من الموظفين في وزارتي الهجرة والمهجرين وحقوق الانسان يتقاضون مرتبات شهرية ضخمة وتخصص لهم ميزانية مالية كبيرة كل عام !!!.
لكن للأسف لم يقوموا بدورهم المهني بشكل كامل مما نتج عن ذلك وجود الكثير من حالات الفساد المالي والاداري .
والمثير للعجب ؟؟ التجاوز على حقوق النازحين و(سرقة ) اموالهم بشكل غريب وعجيب !! فبعد تشكيل الحكومة المركزية للجنة العليا لمساعدة النازحين قام اعضاء اللجنة بعمل بطولي (حارق خارق)!! حيث قام الابطال و(الاشاوس) الاستيلاء على اموال هذه الشريحة الذين تركوا بيوتهم ومحافظاتهم ليسكنوا في العراء ومناطق اخرى .
فمنذ بداية التهجير لم تكن وزارة الهجرة والمهجرين بمستوى طموح النازحين حيث لم يتم توزيع منحة المليون دينارعلى اغلب العوائل والمستفيد الوحيد في هذا الامر الموظفين فقط لأنهم رغم عملهم البائس !! يحصلون على مبالغ الايفاد بمبلغ(80) الف دينار لليوم الواحد اضافة الى حجز الفنادق ومصاريف الجيب و….و….!!
وبمعنى ان الاخوة في وزارة المهجرين فشلوا (فشلا ذريعا) في تهيئة ارضية مناسبة ووفق خطط طموحة لمساعدة النازحين بشكل اصولي رغم وجود الرصيد المالي في خزينة الوزارة حيث لم تقصر الحكومة في صرف الكثير من السلف ضمن مصروفات (الطواريء) ب الاضافة الى قيام الكثير من الحكومات الاجنبية والعربية والمنظمات الدولية لتقديم المساعدة , الا ان النازحين وللاسف يعيشون في ظروف انسانية صعبة للغاية .
ولولا المساعدات المقدمة من المراجع الدينية في النجف الاشرف والمتمثلة بالمرجع الاعلى السيد علي السيستاني والسيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم والشيخ محمد اليعقوبي (دام ظلهم جميعا ) والذين كان لهم ادوار مهمة وبارزة لأتخاذ قرارات انسا نية بالغة الاهمية منذ بدء عملية التهجير وللأسف حكومة السيد العبادي تصرف الاموال دون وجود رقابة او تخطيط معين على اليات مدروسة …!!!
والسيد مسعود البارزاني (رئيس اقليم كر دستان العراق ) الذي اصدر اوامره الى رئيس حكومة الاقليم الاستاذ نجيرفان البارزاني بتقديم كل المساعدات للنازحين واستقبالهم وتأمين المخيمات لهم فهؤلاء النجباء من العراقيين من مراجعنا الدينية واهلنا في الوسط والجنوب والفرات الاوسط والشمال وبعض المناطق الغربية والشمالية المستتبة امنيا والكثيرمن الناس البسطاء كانوا مشاريع انسا نية بعيدا عن التخصيصات المالية للحكومة المركزية وصرفيات ميزانية المحافظات
ان موضوع أستقبال (أهلنا ) يوحد صفوفنا ضد اعداء البلد وبذلك نصنع عملا سيذكره التاريخ على مرٌ الازمان .
ان تعاوننا مع اخواننا وخواتنا في الانبار والفلوجة و تكريت وتلعفر والموصل وسنجار وديالى الذين جعلوا من البيوت والحسينيات والجوامع والمدارس والمؤسسات الحكومية ملاذا امنا لأستقبال النازحين .
وفي الحقيقة لدي امثلة كثيرة على روح التلاحم الاسلامي والوطني ولكنني سأكتب عن مثال واحد فقط شاهدته بعيني ولمسته بنفسي شخصيا عندما قام اهالي قضاء بلدروز بأستقبال اهالي تلعفر والموصل في البيوت والحسينيات وكان لرجال المدينة الافاضل كل من الاستاذ مثنى التميمي وعضو مجلس النواب العراقي فرات التميمي والشيخ طالب العتبي وللأمانة اقول بأن هذا الرجل الاصيل قد فتح ابواب بيته ومسجده للنازحين وقدم مساعدات لايمكن وصفه بسطور قليلة والمهندس محمد معروف حسين قائمقام القضاء واهالي القضاء في دور مندلي الدور(حي الغدير الاولى والثانية ) والقاطع الاول قاموا بدور متميز لاستقبال اخوانهم و تأمين احتياجاتهم والتبرع بالملابس والمفرشات والمواد الغذائية والاجهزة الكهربائية (المبردات ) والمراوح الهوائية وتأمين المستلزمات المعيشية الاخرى .
ان هؤلاء الغيارى يعتمدون على ما اعطاهم الله من رزق وخيرات بعيدا عن الاموال المرصودة للجنة العليا لمساعدة النازحين والميزانية المالية المرصودة لتقديم المساعدة لهذه الشريحة ..
وتعجبت لمحافظ ديالى الذي بدأ يظهر علينا عبر شاشة (ديالى ) الفضائية وهو يقدم ظروف ورقية فيها مبالغ مالية يقوم بنفسه بتقديمه للنازحين من ابناء المحافظة المتواجدين في قضاء خانقين .وكأنه يعطيه منجيبه الخاص !!!
وتارة اخرى نجده يقدم المساعدات والتي هي عبارة عن (كارتون) فيه مواد غذائية فيقوم السيد المحافظ بأخراج المواد الغذائية امام (الكامرة ) !!!والتأكد من جودتها كالمعجون والرز والزيت والحليب وبطريقة درامية مخجلة جدا !!
كان الاجدر بالسيد المحافظ ان يبادر الى ايجاد الية صحيحة لاستقبال النازحين بطريقة مدروسة بعيدا عن الجولات (الاعلانية )!!
وخير ما اختتم سطوري عندما فتحت الايمل الخاص بي على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) حيث وجدت الرسالة الالكترونية التالية: ( التجارة توزع كميات كبيرة من كاربت الارضية الخاص بقاعات معرض بغداد الدولي على النازحين )..
وبصفتي مواطن عراقي وكاتب صحفي متخصص بشؤون الناس وهمومهم منذ سنوات طويلة اقول : للسيد وزير التجارة المهندس ملاس عبد الكريم بأن مساهمتك لرفع المعاناة عن النازحين يجب ان يكون من خلال توفير المواد الغذائية لهم اولا ومن ثم تقديم مساعدات ممكنة وفق القانون والصلاحيات الخاصة بالوزارة .وليس من خلال تقديم (نفايات )معرض بغداد الدولي !!!!.
فالعمل الانساني يجب ان يكون بشروط واليات عمل صحيحة وليس من خلال انجازات بائسة كتوزيع نفايات المعارض وا ثاث الوزارات المستهلكة !!!!!!!!!
فهذا الامرمؤسف بحق حكومة الميزانيات الانفجارية السابقة والحالية !!!!!