الفراغ العاطفي هو تلك الفجوة التي يشعر بها الفرد عندما لا يجد من يفيض عليه حباً وحناناً ومشاعراً تحسسه بإنسانيته وقيمته الذاتية وإهتمام الآخرين به.وعندما يلتفت حوله يرى نفسه وحيداً ولا يجد من يفضي له ما بداخله ومكنوناته من حبٍ وعواطفٍ ,سواءً لحبيبٍ أو زوجٍ أو أم أو أخ أو أخت أو صديق أو صديقة أو غير هذا.
والأكثر إيلاماً شعور المرء بالوحدة بعد عطاءٍ كبير بذلَه لكل من عرف .ولكنهم تنصلوا منه ونكروه وإستهان به العديد. فغدروا بخسة ونذالة. كرَّهتْ هذا المعطاء بالبشر فتشوشت لديه الصور وأصابت الضبابية نباهته وفطنته.فغرق في بحر الفراغ العاطفي وضمرت عواطفه.
قد تبتلي إمرأة فاضلة فائقة العلم والمعرفة والخلق الكريم أصيلة المحتد برجلٍ من أشباه الرجال جاهلٍ ناقصٍ غشوم ظلومٍ جاف الطبع فاشل في حياته متناقض الطباع. يسومها مرَّ العذاب والقهر. يسيء معاملتها, فتصبر عليه دهراً آملة بالعلاج والصلاح. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . فتلجأ للعلاج الأخير. وآخر العلاج الكي. وهو الأنفصال. مضطرة لتصون كرامتها وشرفها وتأمِّن لأطفالها حياةً هانئة آمنة خالية من الرعب والقلق.
وقد تترمل أخرى فقدرها أن تكون جزءً من هذا المجتمع المضطرب الذي لا يعرف سوى لغة العنف والقتل والدمار وهي وأطفالها الضحية.
ولكن ليس في هذا النهاية. فالحياة يجب أن تستمر.وليس هذا إعلاناً صريحاً بالفشل أو العجز عن إستمرارية الحياة بل هو ثمرة قدرٍ أو تجربة شاء الله أن تكون كباقي تجارب الحياة التي تنتهي كما نرغب أو لا نرغب.
ما كل شيء يراه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
تسود في مجتمعنا العديد من المفاهيم المغلوطة عن الأرملة والمطلقة .وكون الطلاق علامة من علامات الفشل في التوافق والأنسجام .فيكون سبباً بحرمان المطلقة أو الأرملة من حياةٍ طبيعية .وقد يعتبر البعض من الجهلة هذه دائرة حمراء تحيط بالمرأة .فتحدد حركاتها وعلاقاتها وممارساتها اليومية .وهذا عين الخطأ والجهل.وقد ثبت هذا واقعاً بنماذج نسائية رائعة أثبتت وجودها في المجتمع بعفة وشرفٍ وعلم وتألق.فكم من أرملة ومطلقة إستعادت نشاطها وحفظت كرامتها وكيانها الأنساني فأبدعت بعد ترملها أو إنفصالها عن مخنث لئيم مسعور متطفل على الحياة , فبعطائها المتدفق وقدراتها وعلمها وثقافتها غيرت الكثير من مفاهيم رسمهاالمجتمع الظالم عن المرأة.فحققت هذه المرأة نجاحات باهرة متميزة في شتى المجالات وأزالت علامات إستفهام كبيرة ومحت خيالات العجز والفشل الوهمية وأثبتت فشل نظرية الأستسلام..
ولا بد لنا أن نشيد بتلك النسوة اللواتي أثبتنَ جدارة في المجتمع, وصنَّ العفة والشرف وأدَّين رسالة التربية والأمانة الأخلاقية فأجدن التربية والرعاية وساهمن في خلاص الأبناء من أبٍ متوحش فاجر فاسق مخمور ليل نهارمنحرف خسيس.بعد أن تخلصنَ من الشعور بالضعف والأستسلام ونبذن فكرة كونهن ضحايا وعليهن الأستسلام للقدر والتنازل عن الحقوق الأنسانية المشروعة وشيء من الكرامة لأرضاء المجتمع الذي يخفي العيوب ويتستر عليها.
هنيئاً للمطلقة والأرملة التي تبدأ الحياة من جديد بعد كبوة القدر وجور الزمن. فنهضت تملأُ الحياة بهجة وحبوربإنجازات تحققها, وأداءٍ تربوي رائع لأبناء رائعين.بثباتها ورشاد عقلها وخطاها المتعقلة الجريئة .وما عليها إلا ألا تستسلم للفراغ العاطفي فتملأً قلبها بحب الله والأبناء والناس أو بحبٍ جديد. وهو حق مشروع بلا جدال.ولكن بعد تأنٍ ودراسة كي لا تلدغ من جحر مرتين.وممكن أن تملاُ فراغها العاطفي بحب الأدب والفنون , أو حب قطة أو كلبٍ تعوض به زوجاً مخادعاً فاشل خوان .ولتدع القلق وتبدأ الحياة الجميلة العامرة بحب الله والأيمان والسعادة والتلذذ بكل جميل وتبتهج وتُسعَد لخروجها من الظلمات الى النور وتكرهون شيئاً وهوخيرٌ لكم .