كانت صفحة غامضة على الرأي العام فيما يخص عدم ترشح غازي الياور لمنصب رئيس الجمهورية للمرة الثانية دون سبب معلن ، لكن ظهور المحامي وعضو مجلس الحكم في زمن بول بريمر نصير الجادرجي على شاشة فضائية UTV وكشفه لبعض كواليس ما جرى في تلك الفترة ، وذكره تفاصيل مخطط الكورد وضغوطاتهم لإبعاد الدكتور عدنان الباجه جي عن الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية لفسح المجال أمام جلال الطالباني كي يستولي على المنصب .. جعلنا نعيد ترتيب الصورة وتفسير الأحداث .
كقاعدة عامة فيما يخص السياسة حصرا .. أي تصرف يصدر عن الساسة الكورد نحو العراق يجب علينا ان نضعه موضع الشك وتفسيره بجود مؤامرة ضد الدولة العراقية ، فالكورد يصرحون علنا ان العراق دولة محتلة لكردستان وبالتالي يتعاملون مع الدولة المحتلة بعدائية وسبق لهم حمل السلاح ضدها ، طبعا هذا الكلام لا يشمل الشعب الكوردي الكريم .
وعليه يمكن رسم سيناريو تحرك الكورد للاستيلاء على منصب رئاسة الجمهورية كالتالي :
كان العقبة الأكبر أمامهم غازي الياور الذي إستلم منصب رئيس الجمهور بعد تغيير نظام صدام ويمكن ان يترشح مرة ثانية ويُنتخب بسهولة ، درسوا الكورد شخصية الياور الثري ماليا وجدوه لايمكن شراؤه بالمال مثلما فعلوا مع العديد من الساسة والإعلاميين العرب ومنهم – مصطفى الكاظمي – الذي عمل في مجلة تابعة لبرهم صالح ، ثم إكتشفوا نقطة ضعف الياور وهي النساء ، فهو متزوج من إثنين من النساء ، وبما أنه شخصية عشائرية فإن تعدد الزوجات بالنسبة لتفكيره يعد مفخرة ورجولة .. وطبقا لهذا السيناريو دفع الكورد نسرين برواري وزيرة البلديات ، وكانت إمراة جميلة وقيادية في حزب مسعود البارزاني ، وهي مستعدة للتضحية في سبيل تحقيق أهداف قوميتها الكوردية والتحرك صوب الياور وإيقاعه في حبها ، وهكذا حصلت الصفقة : الزواج مقابل تنازل الياور عن الترشح مرة ثانية لمنصب رئيس الجمهورية .
ما يرجح هذا السيناريو هو ان نسرين برواري كانت معارضة لتعدد الزوجات ، فهي مهندسة ودرسة أيضا في أميركا في مجال الإدارة وعاشت حياة متحضرة ، وبما انها جميلة ووزيرة يمكنها الحصول على فرصة زواج أفضل ، زائدا ان الكورد ينظرون بعنصرية مكشوفة للعربي ونادرا مايتصاهرون معه ، مما يعني ان الزواج كان زواجا سياسيا من أجل مصلحة كوردية على حساب العراق !