المرأة كأنسانة ، تختلف مكانتها بين المسيحية والأسلام ، وهذا الأختلاف هو المؤسس لدورها العام في الحياة المجتمعية ، ولو تركنا الأقوال والشعارات جانبا .. معتمدين فقط على النصوص ، لرأينا أنه هناك خلافا وأختلافا جوهريا في مفهوم المرأة بين هاتين العقيدتين ، وهذا المقال ليس غايته أجراء مقارنة ، ولكنه يسلط الضوء على بعضا منها ، وبهذا الخصوص / مكانة المرأة في العقيدتين ، سأستعرض بعض المفاصل :
أولا – المرأة في العقيدة الأسلامية : سأطرح بعضا من الأضاءات مما جاء من نصوص بخصوص المرأة في الأسلام ، وكيفية التعامل معها .
1 . أن المرأة في الأسلام ناقصة عقل ودين وشهادتها لا تقارن بشهادة الرجل ، فقد بين ( النبي في الحديث وجه نقصان دين المرأة وعقلها . ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمرَّ على النساء فقال : ” يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يا رسول الله؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير . ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل . ) . * والمستغرب من كل هذا فأن الرسول يوصفهن ب ” رأيتكن أكثر أهل النار ” !! ، وبذات الوقت زوجات الرسول يوصفن بأمهات المؤمنين ! . 2 . الرجم والجلد للزانية : بعيدا عن التفاسير والأجتهادات وما يقال من أن ” الرجم فليس حكمه ثابتًا بالسنة فقط ، بل قد ثبت حكمه في القرآن ، كما في الآية التي نسخ لفظها وبقي حكمها .. ” ، فعن عمر بن الخطاب قال: إن الله تعالى بعث محمدًا بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها ، وعقلتها ، ووعيتها ، ورجم رسول الله ، ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى ، فالرجم حق على من زنى إذا أحصن من الرجال ، والنساء إذا قامت البينة ، أو كان الحبل ، أو الاعتراف ، وقد قرأتها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم ” . أما عملية الجلد : فهي واضحة صريحة وفق الأية التالية ” الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ {النور: 2} ” .. * أذن الرجم والجلد وفق الموروث الأسلامي معمول به ، وهناك دول لا زالت ترجم كالسودان / بموجب المادة 146 من القانون الجنائي السوداني ، وكذلك في إيران ، باكستان ، بعض ولايات نيجيريا ، والصومال ، وتطبقه الأن المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وغيرها ./ المادة نقلت من مواقع عدة منها موقع أسلام ويب و الويكيبيديا .
3 . النص القرأني في أسلوبه حول المرأة يتبع أسلوبا ليس به أحتراما لها كأنسانة ، فهذه الأية مثلا ” وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3) سورة النساء ” . * فأرى هنا أن النص القرأني يعتبر المرأة مجرد ” عدد ” ، ” بقوله مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ” ، وبنفس الوقت يعتبرها رغبة بقوله ” ما طاب لكم ” ، ولا يعتبرها كيان له أحترامه في المجتمع ! .
4 . والرسول بذاته كان يطأ نسائه دون تقدير أو أكتراث بشعور وأحساس الباقيات من زوجاته ! ، ففي واقعة وطأ ماريا القبطية على فراش حفصة بنت عمر بن الخطاب ، أسرد الحديث التالي ( وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي اِبْن عَبْد الرَّحِيم الْبَرْقِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي مَرْيَم ثَنَا أَبُو غَسَّان حَدَّثَنِي زَيْد بْن أَسْلَمَ أَنَّ رَسُول اللَّه أَصَابَ أُمّ إِبْرَاهِيم فِي بَيْت بَعْض نِسَائِهِ فَقَالَتْ أَيْ رَسُولَ اللَّه فِي بَيْتِي وَعَلَى فِرَاشِي ؟ فَجَعَلَهَا عَلَيْهِ حَرَامًا قَالَتْ أَيْ رَسُول اللَّه كَيْف يُحَرَّم عَلَيْك الْحَلَال ؟ فَحَلَفَ لَهَا بِاَللَّهِ لَا يُصِيبهَا فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى ” يَا أَيّهَا النَّبِيّ لِمَ تُحَرِّم مَا أَحَلَّ اللَّه لَك “، فإن القصة المذكورة اختلف أهل العلم في ثبوتها ، وقد رجح ابن حجر في التلخيص الحبير ثبوتها .. ) . * أضافة الى الفعل الذي قام به الرسول ! ، ولكن الغريب بالأمر : أن الله يزيل عن الرسول كربه بتحريم وطأ ماريا ، وذلك بنزول أية ” يَا أَيّهَا النَّبِيّ لِمَ تُحَرِّم مَا أَحَلَّ اللَّه لَك ” !!! . * مما سبق يؤكد الموروث الأسلامي أن المرأة سلعة للوطأ ، في أي يوم وعلى أي فراش دون الاخذ بنظر الأعتبار رد الفعل لهذا الكائن الحساس .
5 . بعيدا عن الأيات المنسوخة والتفاسير المتضاربة وأراء الفقهاء المتضادة عقائديا / بالاخص الشيعة والسنة ، فأن سورة النساء الأية 24 تذكر صراحة التمتع بالنساء لقاء أجر !! ، فقد قال : ” القرطبي في تفسيره في سورة النساء آية 24 قال : الثامنة : قوله تعالى ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة ) الاستمتاع و التلذذ. والاجور المهور ، وسميّ المهر أجراً لأنه اجر الاستمتاع وهنا نص على أن المهر يسمى أجراً… ” . * أن الأية صريحة بصدد التمتع بالنساء لقاء أجر ، فهل هذا الأسلوب من قيمة ومكانة المرأة !! ، وهي سلعة يتلذذ بها لقاء مبلغ من المال !! .
6 . أما بخصوص السبي ، فأرى أنها جريمة من جرائم التأريخ القديم / في زمن الحقبة النبوية وما تلاها ، وكذلك في العصر الحديث / من خلال ما تمارسه المنظمات الارهابية الأسلامية كداعش مثلا ، في سبي الأيزيديات في الموصل – العراق ، فقد جاء في موقع / صيد الفوائد ، التالي ( فالسبي في الإسلام هو نتيجة حرب بين المسلمين وكفار محاربين ، فمن أسر من الرجال فهو تحت أربعة أحكام : قتل أو رق أو فداء أو منّ ، أما النساء والأطفال فليس لهم إلا السبي أو الفداء ، وأما القتل فهو محرم تحريما قاطعا على النساء ما لم تكن مشاركة في قتال أو تجسس ) ، وفي السنة قال أبو سعيد الخدري : خرجنا مع النبي في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبايا .. متفق عليه . وحتى السبي يقع على المتزوجات ، وفق الحديث التالي المؤكد بنص قرأني ” قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا سفيان – هو الثوري – عن عثمان البتي ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا نساء من سبي أوطاس ، ولهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ، فسألنا النبي ، فنزلت هذه الآية 🙁 والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم / 24 سورة النساء ) [ قال ] فاستحللنا فروجهن ” . * والرسول نفسه / وفق صحيح البخاري ، قد وطأ صفية بنت حيي ، بعد قتل زوجها وأهلها ، وهي سبية ! ويقال قد تزوجها . والسؤال هنا ، من يقول أو يؤكد أنه قد تزوجها أم بقت سبية ! ، أتوجد وثائق تؤكد ذلك ! ، علما أن الرسول دخل بها ولم ينتظر قضاء عدتها !! .
ثانيا – المرأة في العقيدة المسيحية :
1 . في الكتاب المقدس تبين نصوصه وبشكل واضح بأن الجنس البشري / رجل وأمرة ، بأنهما على صورة الله ، لم يميز الله بينهما قيد أنملة ، فقد جاء في سفر التكوين ، التالي : ” خلق الله الانسان على صورته ، على صورة الله خلقه ، ذكرا وأنثى خلقهم ” ( التكوين : 27:1) . وتتضمن هذه الفقرة المقتضبة الحقائق الاساسية لعلم اصول الجنس البشري. وكذلك في أعمال الرسل هناك تأكيد على هذه المساوات ، ولكن في شخص المسيح ، ففي رسائل القديس بولس التي تعود إلى منتصف القرن الأول للميلاد ، يقول ( رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3:28 )” لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ . لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ . لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى ، أَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ” . وهذا تأكيد أخر على المساوات بالنسبة لكل البشر / بغض النظر عن فئته أو عن عرقه أو جنسه .. ، في كيان المسيح . 2 . ينظر يسوع للمرأة من منظار أخر ، فهو منظور فلسفي حياتي يختلف عن الأسلام كعقيدة !! ، فهو لا يدينها لمجرد أنها أخطأت ، وذلك لأن الكل خطاة !! ، فهو القائل ( ومن كان بلا خطيئة ليرجمها بحجر ) ، فإنجيل يوحنا يتطرق إلى قضية الأخلاق وكيفية تعامل يسوع بشكل مباشر معها ، حيث يروي عن حادثة تواجه فيها يسوع مع الكتبة والفريسيين لمناقشة عقوبة الرجم التي كانت فرضاً يجب تطبيقه على المرأة التي ترتكب خطيئة الزنا . فقال يسوع : “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر” (يوحنا 8 : 7) واستطاع بذلك تفريق الحشود : ” فلما سمعوا هذا الكلام ، أخذت ضمائرهم تبكتهم ، فخرجوا واحداً بعد واحد ، وكبارهم قبل صغارهم ، وبقي يسوع وحده والمرأة في مكانها . فجلس يسوع وقال لها أين هم يا امرأة ؟ أما حكم عليك أحد منهم ؟ . فأجابت لا يا سيدي ، فقال لها يسوع وأنا لا أحكم عليك . اذهبي ولا تخطئي بعد الآن . (يوحنا 8: 9-11) . 3 . كذلك في الزواج فهناك بون شاسع من الخلاف ، فأسلاميا رأينا أن المرأة مجرد عدد ، ليس لها من كيان لأنها وسيلة للمتعة وقضاء أمر وهو ” الوطأ ” ، مسيحيا هناك أرتباط وهناك عملية تكوين جسد جديد وهو خلق كيان أخر ! ، ففي سفر التكوين الإصحاح الثاني ، إن سر الزيجة ، يبين ما يلي ( فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي . هذه تدعى امرأة لأنها من امرأ أخذت . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا ) [تك23:2و24] ، ويمثل الرسول بولس حب الرجل للمرأة بتمثيل عظيم ، فيشبهه بالأتي : “أَيُّهَا الرِّجَالُ ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ ” ( رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 25) . 4 . وللنساء في المسيحية / في العهود الاولى ، دورا كبيرا ، فبعضهن صرفن من مالهن على بشارة المسيح والبعض الأخر وقفن تحت الصليب وقت المحن – أثناء صلب يسوع ، ومن موقع Red Lips High Heels ، أنقل التالي ( القديس لوقا يُشيرُ إلى النساء اللواتي تَبِعنَ يسوع مع الرسل في كرازتِه – لو8\1- . و مرقس البشير بدورِه ، يتحدَّثُ عن نساء تقيّاتٍ كُنَّ يُرافقن يسوع ويَصرِفنَ من أموالِهنَّ عى جماعة الرّسل . ويذكر إنجيل يوحنا أن مريم العذراء وكذلك شقيقتها التي ينقل التقليد أنها سالومة ومريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية إضافة إلى يوحنا بن زبدي كانوا واقفين تحت صليب يسوع ) .
أضاءة أخيرة :
* بعيدا عن المعتقدات ، أيما كانت ، فأن المرأة محور الحياة ، لأنها من تمنحها ، فلا يمكن أن تكون سلعة للتمتع أو أن تكون مجرد عدد على هامش الدنيا ، لأنها من تغذي الأجيال قبل أن تلد الى أن يصبحوا رجالا ، فهي الأساس ، فأن فسدت أو أهملت أو همشت أو عوملت كأنسانة ناقصة ، أولدت أجيالا مشوهة ، وهذا سيؤدي الى خلق مجتمع عقيم !! . * أن النصوص في الموروث الأسلامي ، نصوصا ذكورية لا فسحة أمل بها للمرأة ، وذلك لأنها تمثل أمتداد للثقافة الجاهلية ، للذين كانوا يؤدون الأنثى وهي رضيعة ، ولم يعطي النص القرأني حقا للمرأة بالرغم من الأية التالية ، التي لم تعالج الأمر من جذوره ” وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت ْ (9) / سورة التكوير ” ، وذلك لأن الأية تمثل نصا تساؤليا فقط ! لذا ظلت المرأة ” ناقصة عقل ودين ” في المجتمع ! وهي بالحقيقة نواة المجتمع أذا صلحت صلح المجتمع بأكمله ! .