“أحلك الأماكن في الجحيم هي لأولئك الذين يحافظون على حيادهم في الازمات الاخلاقية”
هكذا قال دانتي في الكوميديا الالهية
ثارت ثائرة الأزهر ضد المسلسل الرمضاني فاتن امل حربي ، سواء أعرب الازهر عن رأيه بكل صراحة في المسلسل ام تحفظ عليه ، فأن رجل الدين الأزهري عبد الله رشدي لم يترك ولا حلقة الا ليشاهدها ويعلق عليها.
لقد اثار (مسلسل رمضاني) حفيظة رجل الدين الأزهري وجنونه !
مسلسل لم يتجرأ على الإساءة الى نصوص القرآن الكريم بل طرح مشاكل المرأة العربية بصورة عامة ولماذا تعاني المرأة في مجتمعاتنا وما هي النصوص التي يستند عليها المشرع العربي (المسلم) عند رغبته بتشريع قوانين تمس المرأة .
بالمقابل نرى مواقف الأزهر على أرض الواقع :
عند اغتصاب الايزيديات على ايدي داعش في العراق على مدى عامين 2014 – 2015 ومحاولة استفتاء الأزهر بما فعله داعش ، ردت السيدة الفاضلة دكتورة الفقه المقارن الازهرية سعاد صالح بالتالي
“لو إحنا حاربنا إسرائيل، وإسرائيل مغتصبة للأرض و معتدية على البشر والعقيدة، طبعا إحنا بنتكلم فى المستحيل ومش هيحصل حرب معاهم فأسرى الحرب من النساء هم ملك اليمين، عشان أذلهم بيصبحوا ملكًا لقائد الجيش أو المسلم يستمتع بهن كما يستمتع بزوجته”.
كما علق في العام 2019 السيد عبد الله رشدي على موضوع اغتصاب الأسيرات “الأسيرة لديها احتياجات” متجاهلاً القرآن وآياته ودينه حيث ذكر القرآن (ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا ولا شكورا ) وايات اخرى مثل (حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)
رفض الإسلام قطعا مفهوم الاسرى بعد انتهاء الحروب وفرض على المسلم فداء الاسرى بالاسرى او المَن اي تحرير الاسير بدون مقابل ولم يترك اي اختيار ثالث !
يستشهد رشدي بكتب الفقه أمثال البخاري ومسلم والترمذي وقصة أخذ الرسول محمد الى صفية (سبية) وتم تحريف كلمة الاسيرة الى سبية ثم يتغافل عن التناقضات الكارثية في هذه الروايات فابسط مثال على التناقض هو ابن أٌخذت صفية اسيرة ؟
فتجدها مرة في سد الصهباء ومرة ثانية في سد الروحاء ومرة اخرى جاءت من عسفان ليقول مجددا انها جاءت من خيبر ومرة اخرى انه تزوجها في الطريق الى خيبر وليس في المدينة حيث ام سُليم !
مرة كانت سبية دحية ليأخذها الرسول منه ، ومرة سبية للرسول مباشرة ومرة ثالثة بدلها بجارية اخرى ومرة رابعة اشتراها الرسول محمد مقابل 7 رؤوس واعطاها لام سُليم لتهيأها له ففي حين يستند الشيخ الجهبذ عبد الله رشدي الازهري ودكتورة الفقه المقارن الازهرية بروايات متضاربة مشكوك في صحتها من اجل تحليل اغتصاب النساء غير المسلمات في أرض الواقع ، نساء ريفيات بسيطات لم يحملن سلاح ولا حتى فأس ، يتحفظ الأزهر على مسلسل ! مسلسل تلفزيوني
وعندما يتحدث المستشار ماهر بهذه الروايات ويطالب بتنقيح الدين من هذه الشوائب المشينة اخلاقيا ، نجد ان الازهر يتهمه بازدراء الأديان ، في نفس الوقت الذي لم يرفع به الأزهر ولا قضية واحدة ضد رشدي
يستمر الأزهر بإثبات مواقفه في الازمات الانسانية ، فهو ينتفض ضد (مسلسل) لكن يعتبر اغتصاب الايزيديات هو لاشباع الاسيرة جنسيا لأنها محتاجة الى ممارسة الجنس .
هل يا ترى سيصدق دانتي ونرى ولاة الأمور ورجال الدين بالدرك الأسفل من الجحيم ؟