ترددت كثيرا قبل أن أكتب مقالة هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أو عيد المرأة العالمي كنت أتمنى أن أكتب شيئا جديدا ولكن ماذا أكتب؟.. المرأة كما في كل السنين الماضية هي نفسها وكأن حال الزمن في هذا البلد يقول لها (مكانك راوح) في كل عام نطالب بتحرير المرأة ونطالب بإعادة حقوقها المسلوبة ..كل عام نطالب بإعادة حقوقها المهمشة.. كل عام نسلط الضوء على مشكلة المرأة السياسية وتبعيتها لرئيس حزبها أو كتلتها الذي يفرض عليها مايرتضيه ويعجبه وكذلك تبعيتها في البيت لما يريد منها الرجل الزوج أو الأب أو الأخ أو حتى الأبن فهي لاحول لها ولاقوة..تسكت فتتوالى عليها الضربات وتسلب حقوقها.. تطالب بحقوقها فننعتها بأبشع النعوت ونطلق عليها الأسماء والألقاب المشينة التي ما أنزل بها من سلطان .. المسترجلة والوكحة و.و.و.!!ماذا نقول عن بحر الحنان الذي لاينضب؟ ماذا نقول عن من وضع الله تعالى الجنة تحت أقدامها ؟ ماذا نكتب عن من لم تبخل بحنانها على أبنائها مهما كانوا عاقين ومهما كانوا هاجرين لصلة الرحم.قدر الله لي أن أعمل في مشروعا وطنيا ضمن منظمات المجتمع المدني حول قرار مجلس الأمن 1325 الذي يقضي بضرورة مشاركة المرأة في عمليات السلم والتفاوض ومبادرات السلام والمشاركة الفعلية في قيادة وتسلم المناصب في الدوائر والمؤسسات وكلفت ضمن هذا البرنامج بجمع المعلومات من الدوائر حول تسلم المرأة مناصبا كمديرات ورئيسات قسم ورئيسات لجان وحال دخولي لغرفة كل مدير في دائرة ومعرفته انني حضرت حول هذا الموضوع يقوم المدير أو المسؤول بالكلام الطيب والجميل حول مشاركة المرأة وضرورة حصولها على حقوقها وتسليمها المسؤوليات والمناصب لأنها عنصرا أساسيا في المجتمع ويمتلىء قلبي فرحا بأنني سأخرج بحصيلة جيدة من الأرقام التي تعزز تنفيذ العراق للخطة الوطنية لتنفيذ القرار 1325 في العراق وإذا بي أصطدم بحقائق الأرقام وهي عدم تسليم المرأة أي منصبا في الدائرة وإن تسلمت فهو منصبا أو منصبين من أصل عشرون منصبا في الدائرة من بين مدير ورئيس قسم وشعبة ولجنة.وعندما أسأل المدير حول حقيقة الأرقام التي لا تتطابق مع رؤى وأفكار المدير التي وجدتها في كلامه فيرد متحججا بإن المرأة تكره المناصب وتكره أن تكون صاحبة شأن في دائرتها ولاتتقبل تحمل المسؤولية.المرأة مبدعة وفنانة وناجحة ومثابرة ونزيهة ومجدة في عملها ولكن تحتاج الى رجل يعطيها الثقة بالنفس ويصفق لها ويساندها وليس رجلا يطعن بها ويفقدها الثقة بالنفس ويجعلها متخوفة من المنصب.لكي تكون المرأة نصف المجتمع ولكي نكون أناس نحب المرأة ونحترمها ونعيد لها حقوقها يجب أن نعطيها الثقة بالنفس ونحيي في داخلها روح التعاون والأمل لا أن نعيد الكلام وندعمها في الكلام ونهمشها ونغتصب حقوقها بالفعل.تحية لك سيدتي المرأة في عيدك الأغر ويومك العالمي وكل عام وأنت تحلمين بعالم أكثر سعادة ورجل يعترف بحق إنك نص المجتمع بالفعل.