23 ديسمبر، 2024 12:41 ص

المذياع و يومه !

المذياع و يومه !

قبلَ التطرّق الى ما ذاعَ صيته وما برحَ يذاع عن تفاصيلٍ تصطفّ وتنتشر خلف مايكروفون المذياع , وإذ الثالث عشر من هذا الشهر يصادف ” اليوم العالمي للإذاعة ” , ونرى أنّ هذا التصادف والتزامن مع عيد الحب , فهو كإشارةٌ من اشاراتِ الخير التي تجمع وتزاوج بين التقنية العلمية والعواطف والأحاسيس الخلاّبة … نشير ايضاً أنّ معظم او غالية الأيام في كلّ شهرٍ من شهور السنة فيها مناسبات واعياد او ايام عالمية مخصصة للأحتفال بها في كافة مجالات الحياة وتفرعاتها وجزئياتها ايضاً , لكنه من المفارقات أنّ معظم المناسبات التي نحتفي فيها في العراق هي مناسبات دينية وغالبيتها للأحزان والأشجان اللواتي تسبق هذا الزمان .

في اليوم العالمي للإذاعة لابدّ من القول أنّ محطات الإذاعة تعتمد في الأساس على عنصرين , اولهما طبيعة المادة التي تذاع في جوانبها الأعلامية المختلفة والمتعددة من نشراتٍ اخبار وبرامجٍ وحوارات ..والخ من تفاصيلٍ كثار , وثانيهما هو ” الصوت ” وطريقة الإلقاء , حيث ذلك هو الوسيلة الحيوية والأسرع التي تجعل المستمعين في حالة تفاعل سيكولوجي مع اي مادة يجري بثها مهما كانت وفي أيّ اختصاص < ولعلّنا هنا نختار مثالاً معبّراً الى صوت السيد مؤيد البدري وهو من المع نجوم الإعلام الرياضي سابقاً في برنامجه الشهير ” الرياضة في اسبوع ” حيث طريقة إلقائه وتعبيره ومفرداته تشدّ جمهور المشاهدين وكأنها FEED BACK – التغذية المرتدّة في علم الإعلام > .

ومع التطوّر الزمني – التقني , فأنّ الإذاعات اليوم غدت تصل الى اكثر من % 70 من سكّان العالم عبر الهاتف المحمول , وقد دخلت الأذاعة اكثر من % 75 من البيوت في الدول النامية او المتخلّفة بتعبيرٍ أدقّ ! , ومن الملاحظات شبه اللافتة للنظر أنَّ الناس تستمع الى محطات AM وَ FM عبر اجهزة الراديو او الهاتف النقّال اكثر من الإستماع منها عبر الأقمار الصناعية ” الساتيلايت ” او الإنترنيت , ويُشار أنّ هنالك 6 .8 مليار هاتف جوّال في العالم يمكن أن يصبحوا كمذياعٍ رقمي متطوّر وحديث .

ولذوي الإهتمام وذوي حبّ الإستطلاع فنشير الى أنَّ معظم الإعلانات في عموم الإذاعات فأنها لا تتجاوز 15 ثانية , لغايةٍ تقنيةٍ في نفسِ Jacob او يعقوب .!

ثُمَّ , ولأننا من صنفٍ لا نحبّ سمة التعميم في التحدّث عن الإذاعات وغيرها في الإعلام وسواه , وبقدر تعلّق الأمر بالشأن العراقي – الجماهيري , ومن دونِ تعميمٍ ايضاً , ومع أخذٍ بنظرٍ لكلّ الإعتبارات الإستثنائية – الجمعية التي يمرّ بها القطر , فلربما نغدو على صوابٍ او نصفه وحتى لو أقلّ , فنرى أنَّ الإهتمام بالإصغاء ومتابعة الإذاعات العالمية والمحلية قد امسى اقلّ كثيرا عمّا كان عليه قبل ربعِ قرنٍ من الزمن ” وقد يضحى اكثر او اقلّ من ذلك ” وخصوصاً بعد ولوج وانتشار الشبكة العنكبوتية ووسائل السوشيال ميديا , مع أخذٍ لإعتبارٍ آخرٍ بأنّ لدينا جمهوراً آخراً في الأهوار والأرياف ربما لم يسمعوا باللابتوب ولا المواقع الألكترونية واللاالكترونية ايضاً .!

وبهذه المناسبة الأخّاذه , يتحتّم أن نوجّه تهانٍ وتحايا للمذيعات والمذيعين ومقدّمي البرامج والحوارات والكوادر الإعلامية والهندسية في محطات الإذاعة العراقية والعربية اينما وحيثما كُنَّ وكانوا , ونستبشر ” إستباقياً ” على خبرٍ مفرحٍ لكافة المواطنين , وكانت اولى طلائعه هطول الأمطار في هذا العيد , وهي باقاتٌ من ازهار تهانٍ , وشكرٍ لربِّ العالمين .