لسنوات كان يتردد اسم المدينة الرياضية في البصرة كمرتع للفساد والغش والتلاعب وهدر المال العام وهذا ما كان يسوقه لنا الاعلام عمدآ او جهلا وكنا نصدقه مرغمين لاننا لم نجد من يثبت لنا العكس انذاك فالضغوط كانت كبيرة على القائمين على هذا العمل مما اعاقهم عن ايصال الصورة الحقيقة للمواطن الذي غرر به الاعلام المشبوه اما بعد ان تسنت لي الفرصة لزيارة هذا الصرح العملاق احسست بالفخر بعراقيتي لأول مرة حيث اثبتت لي هذه الكتلة الخرسانية الهائلة ان السواعد العراقية قادرة ومقتدرة على تضع بصماتها في كل ميدان من ميادين الحياة ،،،
لا يهمني الخوض في التفاصيل كم اصبحت الكلفة النهائية للمشروع وكم استغرقت من الوقت لكن مايهمني هو ان العراقي سينظر الى نفسه بفخر وهو يرى هذه اللوحة المعمارية وهو يتذكر ان من انجز هذه الصرح هو ( محمد وعلي وفيصل وقاسم وجاسم وعصام وكامل ورائد وعبد الله ) وهذه اسماء عربية عراقية وليس( ريكاردو وجون وسمث وتومي ) التي ضلت لقرون هي من تصنع للعرب ما يحتاجون اليه من سلع وخدمات ،،،،، وهذا سيعزز من نسبة الانتماء للارض التي ولدنافيها ارض الاباء والاجداد ويحد من التغرب على ارض الوطن وضياع الذات العراقية وتماهيها مع ذوات وهويات ثقافية مستوردة …
بعد اكتمال هذا المشروع لا يهم هل سيقام فيه خليجي ٢١ ام لا ولا يهمنا هل سيلعب في افتتاحه برشلونة او مانشيستر ام نادي المريخ السوداني الأهم من هذا كله اننا اوجدنا الثقة في نفوس مواطنينا بأن العمل قد تم وبأن الجنين قد ولد ولن نسأل كيف ولد بعملية قيصيرية او بولادة طبيعية المهم انه قد رأى النور رغم حرص البعض على التعتيم عليه في إتون الظلام ودهاليز التشويش والمشاغبة والأبتزاز ؟؟؟
هنالك حكومات تصرف مليارات الدولارات في ماكينات اعلامية لصناعة فخر اجوف ومزيف لشعوبها فتجد انها تستجلب الخبرات الغربية والعمالة الاسيوية لتصنع لها اعلى بناية هنا واكبر مسجد هناك اما نحن فلا ضير علينا في اننا انفقنا اقل من نصف مليار دولار لصناعة فخر حقيقي سيضل ماثلأ للعيان لعقود بكوادر عراقية …
المدينة الرياضية افرزت لنا العديد من المكتسبات اولأ انها حددت من وقف طابورالوطن ومن وقف في الطابور ال……. من ساسة ومؤسسات اعلامية وشخصيات اجتماعية وهذا بمثابة تطهير طبيعي لجسم الوطن من الطفيليات والأمراض الفكرية التي اصابت البعض ، ثانيآ انها اثبتت لنا ان الشركات العراقية تمتلك الخبرة والقدرة الازمة لبناء العراق الجديد اذا ما توفرت لها التسهيلات الحكومية القانونية ، ثالثآ انها اوصلت الرسالة اللازمة للاشقاء العرب بأن العراق الذي اشغلتموه سابقا بحروب الوكالة ووهم فكرة حارس البوابة الشرقية قد استفاق الان وجاء ليضع نفسه من جديد كقائد تاريخي وطبيعي للمنطقة العربية ، رابعآ ان الأعلام بدأ يدرك حجم الخطأ الكارثي الذي وقع فيه عندما راهن على فشل هذا المشروع والذي جعل مصداقيته على المحك في نظر الشارع العراقي …
بعض الشعوب تفخر بأنها صنعت تمثال فوق جبل وقصر في غابة ودولاب هواء وافعوانية العاب ؟؟ فلم لا نفخر بمنجزنا وننصفه ونعطيه كل الدعم الذي يحتاج هل كثير علينا ان نفخر في هذا الصرح الهندسي المميز والذي تحيط به مساحات خضراء وجسور عدة يربض على اراضي كانت الى وقت قريب تستحق ان يقام عليها مشهد من مشاهد افلام نهاية العالم !!!
الى الوطنيين من كل الانتمائات والجهات الى الاعلاميين بمختلف توجهاتهم ورسائلهم إنصفوا المدينة الرياضية في البصرة ففيها ننصف عراقنا وبهذا ينصفنا الاخرون ونعود الى مكاننا الطبيعي كشعب مناضل قطف ثمار كفاحه بيديه .